حينما فكرت مجموعة من الشباب في العراق بإطلاق الباص الالكتروني في بغداد كانت الفكرة غريبة على الكثيرين من المحيطين بهم، حتى أولئك الذين يشجعون المبادرات الالكترونية، أما اليوم فالفكرة باتت أكثر نضجاً ولا تحتاج سوى بضع خطوات قبل أن تتحول إلى حقيقة واقعة.
الشباب الذين اقترحوا الفكرة كانوا من هواة ومحترفي التدوين على الانترنت وأرادوا استخدام الباص وسيلة تعليمية لأقرانهم في بغداد حول كيفية استخدام الانترنت وعملية التدوين على المواقع الاجتماعية وفتح المدونات الخاصة.
دينا نجم وزوجها حيدر فاضل بدآ خطوات عملية لتحويل الفكرة إلى واقع ملموس فتمكنا من اقناع وزارة الثقافة بدعمهما ووزارة النقل بمنحهما الباص بشكل مجاني.
تقول دينا: «سنقوم بوضع رسومات على الباص تجعله مميزاً حينما يجوب شوارع بغداد ليعرف الجميع أنه باص التدوين والانترنت، وسيعتمد المشروع على تبرعات الشباب في هذا المضمار لنتمكن من ملء باصنا بالوقود أثناء تجوله».
مئات الشباب من المدونين وهواة الانترنت يدعمون فكرة الباص وهم مستعدون للتبرع من أجل تسييره في الشارع لكن بعد الحصول عليه فعلياً. والشباب أنفسهم سبق ونفذوا فكرة الشارع الالكتروني في شارع المتنبي حينما أطلقوا الانترنت ليوم كامل بشكل مجاني، وتمكن رواد الشارع في ذلك اليوم من استخدام الانترنت بشكل مجاني طوال اليوم.
وعلى رغم تشجيع الكثيرين للفكرة في ذلك الحين لم يكن تنفيذها سهلاً لا سيما أن المشروع كان يعتمد على التبرعات أيضاً.
"غالباً ما نعتمد على التبرعات والتطوّع لتنفيذ أفكارنا ومن النادر أن نضع مخصصات مالية لذلك، فالجميع يعملون بشكل تطوعي لأنهم يحبون تحقيق أفكارهم، فهم باختصار يعملون ما يحبون ولذلك ينجحون فيه"، يقول حيدر فاضل بابتسامة.
أما فكرة الباص الالكتروني فهي موجودة منذ أكثر من عام، لكن ما يعيق تنفيذها بالسرعة المطلوبة هو عدم إمكان جمع التبرعات لشراء باص من الشباب المشجعين للفكرة، فثمن الباص باهظ جداً ولن يتمكنوا من جمع المبلغ اللازم لذلك من جيوب المؤيدين، لذلك قام الشباب بزيارات لوزارة الثقافة العراقية للحصول على الدعم اللازم لتنفيذ المشروع وبالفعل حصل لهم ما أرادوا.
تنفيذ المشروع اليوم ما زال يحتاج إلى بعض الصبر، وعلى رغم ذلك يأمل الشباب بأن يطلقوا مشروعهم قبل نهاية العام الحالي، ليتمكنوا من تنفيذ أفكارهم في دعم تعليم الشباب استخدام الانترنت والدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي وتدوين أفكارهم.
وتؤكد دينا أن «كل المحاضرات والدروس العملية والتعليمية ستتم في الهواء الطلق وأثناء سير الباص الذي سيكون مجهزاً بأجهزة كومبيوتر ليتمكن الجالسون في الباص من تطبيق الدروس بشكل عملي يتيح لهم الاستفادة مما تعلموه بشكل فوري».
اصالة الفكرة والتأييد الكبير الذي حظيت به من الشباب دفعا باتجاه التحرك الجدي لتنفيذها في العام الحالي، حيث يأمل الشباب القائمين على المشروع بأن يتم إطلاق الباص الالكتروني قبل منتصف العام الحالي أو على الأقل قبل نهاية العام، لا سيما أن الكثيرين أبدوا استعدادهم للتبرع لإدامة المشروع، لكن التنفيذ يبقى رهينة الوقـت الذي تقرر فيه الأطراف الحكومية الداعمة منح الباص للشباب وتجهيزه بالمعدات اللازمة.
بغداد – خلود العامري
جريدة الحياة/6-1-2014
بتوقيت بيروت