X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقالات :: أطلَّت الإمتحانات... وطفلي لا يريد الدرس

img


ها قد أطلّ شهر الإمتحانات، وبدأ الأهالي يهتمّون جدّياً بتدريس أولادهم، وهذا ليس بالأمر السهل والبسيط. فخلال أشهر الدراسة، من أولويات جميع الأهالي مساعدة أبنائهم على درس وحفظ وإستيعاب موادهم من لغات ومواد علمية وأدبية... ولكن للإمتحانات وخصوصاً إمتحانات نهاية السنة رونقها الخاص. فكيف يمكن للأب والأم مساعدة ولدهم على اجتياز الإمتحانات النهائية؟ وما هي الطرق التي يمكن أن يتّبعها الأهل مع ولدهم الذي لا يريد أن يدرس؟

نهاية السنة الدراسية والتحضير للإمتحانات، هي أصعب مرحلة يمرّ بها التلميذ خلال عامه الدراسي. ينكبّ الأهل على مساعدة أولادهم في شتّى المواد التعليمية. ويزداد قلق وتوتّر الأهل ما يؤثّر بشكل مباشر على الولد وأدائه الوظيفي.

طبعاً ليس من السهل تعليم الولد في البيت، ولكنه ليس مستحيلاً. بعض الإستراتيجيات التي يطبّقها الأهل يمكن أن تساعدهم على تحضير أبنائهم لإمتحانات نهاية السنة الدراسية.

لا تنقلوا المدرسة إلى البيت! ولا تنقلوا القلق إلى أولادكم!

لكي يستعدّ الولد للدرس والتحضير لإمتحاناته بشكل صحيح وصحّي، على الأهل أن يبتعدوا عن لعب دور الأستاذ أو المعلمة في البيت. فدور الأم التي تلقّن ابنها دروسه، يجب أن لا يختلط مع دور المعلّمة في الصف. يقتصر فقط دور الأم على مساعدته في حفظ أمثولاته، مستخدِمةً الأساليب التعليمية نفسها التي تُستعمل في المدرسة.

ويجب على الأهل التنبّه إلى أنّ بعد ساعات وساعات في المدرسة، يحق للولد العائد إلى منزله أن يأخذ قسطاً من الراحة، قبل بدء عمليات الحفظ والدرس. لذا على الأهل أن يتعاملوا معه بصبر وهدوء ويستوعبوا قدراته وقلقه وتعبه.

لا يجب توقّع أمور مستحيلة من الولد، كأن يكون متفوّقاً على أصدقائه، وهو بالكاد ينجح مواده مع قدرات متوسطة، بل أن يستوعب الأهل وجود عوامل وراثية وأخرى إجتماعية وبيئية، تؤثّر في قدرات الولد العقلية.

ومن أهم المهارات التي يمكن أن يستخدمها الأب أو الأم خلال تدريس ولدهم، هو أسلوب التشجيع. فهذا النوع من التعامل الإيجابي، يثير رغبة التلميذ في الإستيعاب وفهم وحفظ المعلومات المطلوبة بشكل أسرع.

بعض الملاحظات للأهل خلال التحضير للإمتحانات

أولاً، يجب أن يكون الولد مهيَّئاً نفسيّاً، بعد رجوعه من المدرسة. تؤدي الأم دوراً بارزاً في هذا الموضوع، حيث يمكن أن تجلس معه وتكلّمه عن نهاره وأصدقائه كما يمكنها أن تتحدّث معه عن ما قامت به في البيت... تكون الأم إيجابية في حديثها لكي يتحضّر ولدها لمهامه الدراسية بعد أن صفّى ذهنه من المشاكل والمتاعب التي مرّ بها خلال يومه.

ثانياً، الراحة بعد المدرسة. بعد يوم طويل على مقاعد الصف، من المهم أن يأخذ التلميذ قسطاً من الراحة في بيته. من الأفضل أن يرتاح في غرفة نومه. ثمة أولاد يطلبون أن يرتاحوا وهم يلعبون بألعابهم الإلكترونية... ما لا يشكّل وقت إستراحة حقيقية.

يجب أن تفسّر الأم لابنها بأنّ وقت الإستراحة هو عدم قيامه بأيّ نشاط ذهني. إلى ذلك، لا تُجدي مشاهدة التلفزيون نفعاً خلال وقت الإستراحة، لأنها لن تساعد الولد على الراحة والتلاشي قبل معاودة الدرس.

ثالثاً، تحضير جدول دراسي مع الولد، يحترم من خلاله أوقات الدرس وأوقات اللهو. وتساعد الأم ولدها الصغير على وضع جدول درسه، حيث سيشعر بالمسؤولية تجاه نفسه.

رابعاً، إختيار الوقت والمكان المناسبين للدراسة. فبعد رجوع الولد إلى بيته والإستراحة، يمكن أن يبدأ درسه. لا نجبره على الحفظ ودرس أمثولاته بعد تناوله طعامه مباشرةً، بل يجب منحه وقتاً قبل بدء الدرس، والأفضل أن يمضي هذا الوقت مستريحاً في غرفته لمدة تراوح ما بين 15 و45 دقيقة. أمّا بالنسبة للمكان، فيحدّد الطفل المكان المناسب لكي يدرس. طبعاً توجيهات الأهل في إطار اختيار هذا المكان أساسية.

لا يمكن أن يدرس الطفل على شرفة بيته، بسبب الضوضاء وكثرة التأثيرات الخارجية على إنتباهه وتركيزه، بل يمكن أن يدرس في أيّ غرفة يختارها، مثلاً في غرفة نومه، في غرفة الجلوس، أو حتّى في المطبخ، أو في مكان مريح، وهادئ، فيه إضاءة مناسبة وصحية.

خامساً، لا يمكن التحضير لإمتحانات نهاية السنة الدراسية قبل يوم أو يومين. السرعة في الدراسة لا تُجدي نفعاً، بل يكون التحضير منذ بداية السنة، والدرس كل يوم بيومه يُهيّئ التلميذ الصغير للإمتحانات بشكل كامل. ولا نوصي بالدرس في الليل، لأنه أيضاً لا ينفع، فالوقت المناسب هو في الصباح الباكر، عندما يكون الولد مستعداً للدراسة.

سادساً، مراجعة الدروس في وقت يحدّده الأب أو الأم، خصوصاً خلال نهاية الأسبوع حين يتسنّى للولد أن يلعب وأيضاً أن يدرس ويراجع ما تعلّمه في المدرسة، لتثبيت هذه المعلومات.

سابعاً، متابعة الولد من خلال الإجتماعات المتكرّرة مع المربّين في المدرسة.

وإذا رفض الولد الدرس؟


يواجه الكثير من الأهالي مشكلة عدم رغبة ولدهم في الدرس، فنراه يركل ويضرب ويشتم ويصرخ: «لا أريد أن أكمل درسي! لا أحب المدرسة! أكره الدرس!...» وغيرها من العبارات المعبّرة عن غضبه. كما يلجأ البعض الآخر من الأولاد إلى الطلبات لكي لا يستكملوا دروسهم: «أريد أن أشرب الماء! أريد الدخول إلى المرحاض! إنني جائع أريد أن آكل تفاحة!...». إذاَ الطلبات والمعارضات كثيرة والمطلب واحد: الإستراحة من الدرس.

لذا إذا رفض الولد متابعة درسه، على الأهل إتباع الخطوات التالية:


• إذا لاحظت الأم بأنّ ولدها لم يعد يريد الدرس معها، يمكنها إعطاؤه بعض الوقت للإستراحة أو شرب الماء أو تناول عصرونية مع قطعة شوكولا كعربون شكر لأنه قام بكثير من الجهد لكي يدرس.

• الإبتعاد من كل أشكال العنف: اللفظي والجسدي والمعنوي... فإذا إستعملت الأم بعض العبارات النابية مع ولدها، ذلك لن يساعدها في عملية تلقينه دروسه. بل العكس صحيح، سيتأثر نفسياً ولن يعود قادراً على إستيعاب دروسه، وإكمال مهامه. أما بالنسبة للعدوانية الجسدية كالضرب فطبعاً هذه ليست طريقة تربوية لتعليم الولد. تشجيعه ومساندته هي الطريقة المثلى لمساعدته في درسه.

• المرح واللهو من أبسط وأحلى الأوقات التي تساعد الولد على الإستراحة خصوصاً عندما يقرّر عدم إكمال دروسه. فبعض النكات المضحِكة وسماع موسيقى جميلة وربما الرقص والغناء لفترة قصيرة، نشاطات تُشجّع الولد على الدراسة.

• لا يجب أن تكون ساعات الدرس في البيت مملّة. فحتى لو كان هناك الكثير من الواجبات اليومية، ولو قلق الأهل على مستقبل ولدهم وأرادوا تحضير الإمتحانات معه بشكل كامل، كل ذلك لا يعني أن ننقل له خوفنا وقلقنا.

د. أنطوان الشرتوني/جريدة الجمهورية


تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:35
الشروق
6:48
الظهر
12:22
العصر
15:30
المغرب
18:13
العشاء
19:04