X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: في حضرة "الإمام المغيب"..لقاء حول الشباب والعلم

img



اعتذاراً عن التأخير 40 دقيقة، ينفرج الباب "سلام عليكم"..ها نحن أمام السيد ببسمته ووجهه البشوش وقامته العالية، مرحباً بنا بابتسامةٍ طالما رافقت خطبه ومحاضراته، فيغمرنا الشعور بالإطمئنان..

في تلك اللحظة بالذات، أياً تكن عقارب الزمن، لا تشعر سوى أنك الآن إلا أمام السيد موسى الصدر، تسعى إلى طلب الإجابة منه عن واقعنا نحن الشباب بلسان الأمس عن واقع اليوم،.. في حضرة الإمام وهو يتحدث عن"دور الطلاب في بناء المستقبل أو المصير".. في ذلك اللقاء التاريخي في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، في لقائه عن "الطائفية والشباب" في مدرسة القديس يوسف وغيرها من المناسبات .

هي بعض اجابات حصلناها من معين الإمام المغيب ضمن محاكاة مقابلة افتراضية معه..نستعيد فيها ذكريات الشباب، نظرته إلى الطلاب والعلاقة التي تربطهم بالعلم وجوانب من شخصيته كطالب جامعي وحوزوي ورجل دين.


 



في الجانب الشخصي


حدثنا سماحة السيد، في بداية هذا اللقاء عن طفولتك وأين تلقيت دروسك الدينية والعلمية؟

ولدت في الرابع من حزيران 1928م في قم المقدسة لعائلة من أصل لبناني، تعود جذورها إلى السيد صالح شرف الدين من قرية شحور العاملية في جنوب لبنان، إلى الإمام موسى بن جعفر (ع).

 في السنة السادسة من عمري انتسبت إلى مدرسة "الحياة الإبتدائية" في مدينة قم المقدسة وانتقلت بعدها  في استكمال المرحلة المتوسطة إلى مدرسة "سنائي" حيث كنت من التلاميذ المتفوقين، الحائز على المراتب الأولى.



في المرحلة الجامعة، التحقت بكلية الحقوق في جامعة طهران عام 1950 وكانت عِمتي أول عمامة تدخل حرم الجامعة، وقد تخرجت منها حاملاً اجازة في الإقتصاد السياسي، ونتيجة لتفوقي في الدراسة وحصولي على المرتبة الأولى فقد حصلت على منحة تخولني الدراسة في المعاهد الأوروبية.

أما عن مرحلة الحوزة، فقد دخلت في العام 1941 الحوزة العلمية وتابعت تحصيل العلوم الفقهية وصولاً إلى درجة الإجتهاد في مدينة قم المقدسة وفي العام 1954 سافرت إلى النجف الأشرف لمتابعة تحصيل العلوم الفقهية العليا و شاركت في "جمعية منتدى النشر" في النجف الأشرف والتي كان من اهتماماتها عقد الندوات الثقافية.

لك قصة طريفة حصلت معك بعد حصولك على شهادة الإقتصاد من جامعة طهران..؟

أثناء دراستي الجامعية ضمن اختصاص الإقتصاد، حصلت على درجة في الإمتحانات في اختصاص "عمل البنوك"، بينما حصل أحد الطلاب وهو يعمل مديراً لأحد البنوك على درجة غير جيدة، الأمر الذي دفع الأستاذ لمخاطبة التلميذ للمدير بقوله: هذا رجل دين لا يُجوز العمل الربوي في البنوك وقد حصل على أعلى علامة وأنت تعمل في الربا ولم تحصل على درجة جيدة..

ماذا يقرأ السيد موسى؟

لم تكن مطالعتي تقتصر على جانب معين، بالإضافة إلى مطالعتي الكتب الحوزوية كنت على اطلاع في مجالات أخرى، مثلاً: عندما طرح انشتاين نظرية النسبية بدأت اطالع الكتب مطالعة تخصصية بالرغم من أنها تحتاج لمقدمات علمية تخصصية.

هل تتقن لغات غير العربية والفارسية..؟

استفدت من قدراتي الذاتية وتعلّمت اللغتين الإنكليزية والفرنسية إلى جانب اتقاني اللغة العربية والفارسية.

هل يحب الإمام كرة القدم؟

كنت من محبي لعبة كرة القدم، وكنت عضواً في فريق مدرسة "سنائي" (قم المقدسة) حيث قضيت المرحلة المتوسطة فيها.

 


حول الشباب

ما هي نظرتكم للطلاب الشباب؟

من هو الطالب؟ ولماذا نتحدث عن الطالب؟ وما هي ميزات الطالب؟ من هو الطالب الذي نبحث عنه؟ عفوًا، إذا أقول بلساني ما تمارسونه أنتم.

الطالب هو شاب يتعلم، فعنده من الكفاءات: كفاءات الشاب وكفاءات التعلم. ما هي كفاءات الشاب؟ وما هو الفرق بين الشاب والكهل؟ مع العلم أنه في المنطق الديني، حتى الكهل إذا كان مؤمنًا عاملًا صالحًا حسب تعبير الدين، فهو يلتحق بالشاب. الفرق بين الشاب والكهل أن الشاب يتمتع بميزات مادية ومعنوية لا يتمتع بها غيره.

والإنسان الشاب هو في الحقيقة محط آمال الأرض والسماء، المسؤول عن المستقبل في منطق المادة وفي منطق الروح..يملك من الطاقة البشرية جسميًا وروحيًا وزمنيًا ما لا يملكه غيره. وهذا هو السبب أن الكتب الدينية تعبر عن الشاب بالتعبير الآتي: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ [يوسف، 22].كما  أن الشاب هو القطعة المتحركة بالمجتمع، أو بتعبير فلسفي حديث قديم، هو Antithèse في كل مجتمع، الذي يتمكن أن يكوِّن المستقبل بقدرته وكفاءاته وإمكاناته. هذا، في كل مجتمع.

وعلى الصعيد العملي، أتحدث كرجل دين، أكثر الأنبياء بل كلهم، أصبحوا أنبياء وهم في عمر الشباب: إبراهيم، موسى، عيسى، محمد... أكثر الأنبياء وصلوا إلى درجة النبوة في حالة الشباب. ولا شك أنه في منطق الدين مقام النبوة أرفع مقام ممكن. وحينما يصلح الإنسان لمقام النبوة، يصلح لجميع المقامات.


 


أشرتم سماحتكم إلى وجود مميزات يتمتع بها الشباب، ما هي هذه المميزات؟

ان الشاب يتمتع بميزات مادية ومعنوية لا يتمتع بها غيره:

أولًا: قوته أكثر، وهذا شيء واضح. والقوة قاعدة، ووسيلة وسبب للنجاح دائمًا، لأن كل سعي بحاجة إلى طاقة، فكلما كانت الطاقة أكثر، فالسعي يصبح أوفر.

ثانيًا: صبر الشاب أكثر أمام الصعاب.وهذا أيضًا عنصر من عناصر النجاح، لأن السعي بحاجة إلى تحمل المشاق، خاصة فيما يعود إلى التغيير والتبديل، وخاصة فيما يعود إلى مقابلة المحافظين المتمسكين.

ثالثًا: الشاب صبره أكثر أمام الرغبات والأهواء.ربما يبدو هذا العنصر غريبًا، ولكنه الحقيقة. الشاب حاجته إلى المغريات وإلى الرغبات أكثر من غيره، ولكنه أيضًا صبره وتمكنه من الوقوف أمام المغريات، أكثر أيضًا. فبإمكاننا أن نذكر مثلًا صغيرًا واضحًا: الصيام، وهو الامتناع عن الأكل والشرب في مدة معينة مثلًا، الشاب حاجته -وحاجة خلايا جسده- أكثر إلى الأكل وإلى الشرب، ولكنه أيضًا يمكنه الامتناع عن الأكل والشرب في خلال مدة معينة أكثر. الشاب ربما حاجاته الجنسية أكثر من غيره، ولكن صبره أيضًا أكثر. وهذا قد يبدو غريبًا، ولكن في دراسة موجزة لمرونة الشاب وانعطافه، يؤكد... والأطباء أمامكم وعلماء الدراسة في جسد الإنسان بمتناول يدكم بإمكانكم أن تسألوهم.

رابعًا: فرصته اليومية أكثر.لأن الرجل الكبير كثيرًا ما خلال 24 ساعة ما يحتاج إلى راحة. يحتاج إلى بعض الاستعدادات للحضور في المجالس العامة. الشاب حتى إذا ما نام بالليل، يتمكن أن يحضر صباحًا في الصف أو في المصنع، أو في الإدارة فيقوم بعمله.



خامسًا: حماس الشاب عند اللزوم أكثر،هذا الشيء الذي يكرس إحساس الشاب النفسي أمام الصبر الذي ذكرناه أمام الرغبات. ارتباطات الشاب والتزاماته في المجتمع الحاضر أقل، لأن الإنسان الكبير في السن، حينما عاش فترة من الزمن، في مجتمع معين، أصبح بينه وبين هذا المجتمع علاقات، التزامات. هذه العلاقات والالتزامات، خيوط وسلاسل على أيدي وعلى قلوب وعلى أفكار الكبار تربطهم بالمجتمع الحاضر. بينما الشخص الذي يعيش في المجتمع وهو شاب، لم يرتبط بعد ولم يلتزم بعد التزامًا وثيقًا بمجتمعه القائم. فإذًا، تمسك الشاب بمجتمعه القائم أقل، وهذا يساعده على السعي المطلق لتطوير المجتمع بصورة تغييرية.

هذا يعني أن عوائق التحرك أمام الشاب أقل من غيره. غير الشاب، حينما يريد أن ينطلق أو يثور أو يغير أو يقدم أطروحة جديدة للنظام، يصطدم بمصالحه ومصالح أهل بيته ومصالح أرحامه وأصدقائه. ويلتزم بما قال في المجلس الفلاني وفي السنة الفلانية. آلاف من الخيوط أمام الإنسان الكبير تحول غالبًا دون تمكنه من الانطلاق والسعي للتغيير.

ثم أكثر من كل هذا، فرصته الزمنية على طول العمر،أفضل من غيره. يعني الشاب حينما يريد أن يخطط، بإمكانه أن يضع برنامجًا لـ20 سنة، أو لـ30 سنة لأنه يعرف أن أمامه مجال طويل.

ومن الناحية الروحية: إمكانات الشاب أكثر، حيث إنه يعتبر أن كل شيء ممكن. قد تبدو هذه مبالغة لأنه ليس كل شيء بالفعل ممكنًا. ولكن شعور الإنسان الشاب بأن كل شيء ممكن، هذا يقدم له رصيدًا هائلًا وكبيرًا في الانطلاق وفي السعي، فلا يجد الشاب شيئًا مستحيلًا أمامه وهذه أيضًا فرصة.

من الناحية النفسية: صفاء نفسه وخلايا دماغه (أطرى)مما يؤدي إلى سرعة الذاكرة، وسرعة العزم، وسرعة الاستيعاب، وسرعة التذكر.

 


سماحة السيد..حدثنا قليلاً عن علاقة الطالب والعلم؟

أما الطالب، الطالب من يدرس فيعيش العلم، يعيش العلم أكثر مما يعيش الواقع. والشباب يفرقون بين الواقع والحقيقة كما نعرف. طبيعة هذا العيش المشترك، مع العلم لا مع الواقع، أنهم يصبحون أقرب إلى المثالية والإخلاص; لأن الحياة في الواقع مليئة بالظلمات، بالمصطلح الديني، مليئة بغير العلميات، مليئة بالظلم الفردي والجماعي، مليئة بالزيف وعدم الحقيقة. بينما الطالب ساعات يعيش في الكتاب ومع الأستاذ، ومع الآراء والنظريات، ومع المطالعات، ومع المذاكرات، بالتالي نتمكن أن نقول أكثر ساعات يقظته، يقضيها مع العلم.

وما هو العلم؟ الضياء لكشف الحقيقة. فالشاب يعيش مع الحقيقة المجردة أكثر مما يعيش مع الواقع الخارجي، وهذا يزيد في مثاليته ويزيد في إخلاصه. حتى لو وجدنا طبقة من الشباب منحرفة، فلا نشك غالبًا في إخلاصهم؛ على أساس أنهم اتخذوا هذا الخط عن رغبة صادقة في كشف الحقيقة، وبالعمل الإيجابي البناء، لأن مصالح الطلاب أقل من غيرهم، في هذه الخطوط، لأنهم غير ملتزمين ولا مرتبطين بالمجتمع القائم كما ذكرنا في تفسير كلمة الشاب.

فإذًا، الشاب كشاب يملك طاقات هائلة، وكطالب يعيش العلم والحقيقة أكثر مما يعيش الواقع الخارجي. وثانيًا كطالب يعيش مع تجدد العلم، وهذه أيضًا نقطة أساسية، الحقيقة أو الواقع الخارجي؛ حتى العلماء والفنانين والأدباء والخبراء في خارج الجامعة، هم الذين يعيشون غالبًا العلم قبل سنوات، حينما كانوا في الجامعة، بينما الجامعة تعيش ويعيش معها طلابها العلم المتجدد الدائم. والفرق في هذه الظروف كبير جدًا. لأنه سابقًا الآراء والنظريات ربما كانت تحتاج إلى سنوات وعشرات السنين حتى تتجدد، بينما في ظرفنا الحاضر، كل يوم وكل شهر وكل سنة، آراء جديدة تختلف عن الآراء القديمة في مختلف الحقول.

فإذًا، الطالب يعيش العلم. والطالب يعيش العلم المتجدد الدائم، فهو أقرب إلى الحقيقة من العالِم في خارج الجامعة، وفي غير حالة الطلب. هذا موجز النتيجة.

سيدي.. هل من علاقة بين تكوين شخصية الشاب والأجواء التي يعيشها؟

هل الشاب الذي يعيش في جو متحرراً من جميع القيود منغمساً في بحر الشهوات والأهواء، لا يمكنه أن يفكر مثل طالب جاد أمضى في حياته في معهد منظّم وسليم، أو أن يحمل كل منهما عواطف ومشاعر متشابهة.



 سماحة السيد.. كيف تنظرون إلى الشاب المواجه للفساد؟

الشاب الذي يقف أمام المجتمع غير المرضي عنه، ويقول: أنا لا استسلم ولا أهرب، أعمل لأغيّر، هو الذي يقف كموقف الحسين(ع).

ما هو دورنا اتجاه الشباب؟

يجب أن ننقذ شبابنا من بحر الفساد.


سيد موسى.. اعتنق شبابنا الحاضر دينًا جديدًا، دين "الهيبيين" (الصرعات الجديدة) ؟!

الحقيقة أن هذه مشكلة طبعًا الهيبية ليست دينًا، مسلك في الحياة إنما أنا أتصور أن الموجات الجديدة أو على حد تعبير الصحف –وإن كنت لا أحب أن أهين أحد- الصرعات الجديدة، يقف وراءها الشعور باللامسؤولية يعني الشاب إذا شعر بأن عليه واجب البناء بناء المستقبل، حينئذ يتصرف تصرفًا مسؤولًا ولا يمكن أن يصل الإنسان دفعة واحدة من اللامسؤولية المطلقة إلى المسؤولية المطلقة. السبب لعدم الشعور بالمسؤولية قد يعود إلى تفكك العائلة في العالم.

الحقيقة أنه سابقًا كانت هناك علاقة بين الجيل الماضي وبين الجيل الحاضر وبين الجيل الحاضر والجيل القادم، هذه العلاقة دائمًا كانت علاقة عاطفية وما كانت علاقة عقلانية إلا في القرون المتأخرة جدًا لأنه عادة تفكير الشاب يختلف عن تفكير الأب بطبيعة الحال كما ذكرنا في ميزات الشباب. ولكن المجتمعات كانت تحتفظ بالشيء وبعلاقة بينهم وبين الأولاد الذي كنا نسميه بالأبوة والأمومة العائلية.

يعني الطفل من الصغر كان يجد أمامه وجه الله في صورة الأم، الأم كانت تضحي لأجل الطفل بوجودها وجسدها وراحتها ونومها وكل شؤونها حتى تربي ابنها. الأب نفس الشيء، المعلم بنفس الطريقة... وبالتالي الشاب الذي يخرج من هذه البيئة يجد نفسه غير مرتبط بأفكار الجيل الماضي لأنه عنده فكر جديد ولكن كان يجد نفسه مرغمًا بالارتباط العاطفي مع الجيل السابق. ولذلك كان يحب الماضي، يحترم الأب، يحترم الأم، يحترم الكبير، وبالتالي يحترم مكاسب الماضين. يعني يحترم إنتاج الجيل الماضي الذي هو الحضارة القائمة، كان يحبه. وحينئذ رغبته في التغيير وتعبيره عن الفكر الجديد كان يتجسد في التطور في التكامل، كان يجعل المكاسب السابقة على حالها ويضيف عليها.

بينما اليوم الشاب يفتح عينه فلا يجد نفسه أمام من يحبه. يجد أن الأم تتخلى عن واجبها وتعوّض عن خدماتها بخادمة أو مدرسة أو مرضعة أو بديلًا وتدفع المال. يعني الأم تجعل مئتي ليرة على أبعد التقادير بديلًا عن خدماتها للطفل؛ يعني الأم تعترف عمليًا أنه أنا أمومتي بالشهر تسوى مئتي ليرة. (نعم.. نعم هذا بدو تصفيق.. أكثر من تصفيق.. مع الأسف).. وبالتالي نزّلنا قيمة الأمومة.. ليس هناك من ارتباط عاطفي بين الطفل وبين الأمهات والآباء، انقطعت العاطفة.. والشاب كبُر وما وجد في بيته لا أمه ولا أبيه، ما وجد أمام عينه شيئًا. أيضًا بالنسبة للمعلم وغير المعلم هناك أبحاث طويلة- الشاب كبر دون ارتباط عقلاني أو عاطفي بالجيل الماضي، بالتالي ما بحبهم وحينما لا يحبهم لا يحترم النظام ولا يشعر بالمسؤولية أمام النظام. ثم عدم رؤية المطلق أمامه يجعله يخضع لرغباته خضوعًا مطلقًا لا متناهيًا أين ما أخذته رغباته يمشي. وهذا يؤدي إلى اللامسؤولية.

طبعًا بالشرق نحن أحسن حالًا، ولذلك أولًا الغرب يسرق شبابنا اليوم، يسرق الأدمغة. كثير من شبابنا يُسرقون بواسطة الوسائل المغرية والأموال الطائلة لكي يقوموا بدور بناة مجتمع جديد في أوروبا وفي أميركا، لأن شبابهم تركوا الشعور بالمسؤولية؛ وهذا شيء واضح.

ثانيًا من مدة قرأت حديثًا صحفيًا مع شباب جامعيين في لبنان، على الرغم من الأفكار المتنوعة والأفكار المتطرفة رأيت روح المسؤولية يسود جميع أفكارهم. فروح المسؤولية إذا كانت عند الشاب هذا ضمانة أما الصرعات الجديدة بطبيعة الحال كلها ناتجة عن الشعور باللامسؤولية.

 

ما هي رسالتكم إلى الشباب؟

يا أبناء علي(ع)، كونوا عند حسن إمامكم ونبيكم، واحملوا الأمانة بكل اخلاص وصدق.

مسؤولية شبابنا في هذا المجتمع، أكثر من مسؤولية الشباب في أي مجتمع آخر..شباب أميركا أو فرنسا أو الإتحاد السوفياتي (سابقاً)، إذا قاموا وتغلبوا وثاروا وعملوا، فالمطلوب منهم أو المنشود من تصرفهم، أو النية الصادقة في قلبهم، أن يبنوا مجتمعًا أفضل. ولكن شباننا المطلوب منهم أن يبنوا مجتمعًا لا مجتمعاً أفضل.. ابنِ مجتمعاً الصحيح ولك فضل الخلود.

 

 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:40
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:25
المغرب
18:07
العشاء
18:58