X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: الضغوط النفسية المدرسية واثرها على صحة الطالب

img

فاطمة فرج – معاونة مدير الصحة النفسية

 

 

 

يقضي أطفالنا ربع يومهم على الأقل في المدرسة، بعيداً عن الأمان الذي يوفّره لهم البيت والأسرة، ويشعر كثيرون منهم أن الضغوط التي يتعرّض لها في المدرسة أكبر من قدرتهم على التحمّل .

إن غرض التربية الأساسي الذي نسعى للوصول إليه وتحقيقه، هو إيجاد وتطوير بعض القدرات الطبيعية والعقلية والروحية عند الطفل، حسب شروطه الخاصة، التي تتلاءم مع قدراته، وما يريد لنفسه وشروط المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه .

لذا يجب ان نبتعد عن استعمال أساليب الضغط قدر الإمكان، وأن نعمل بكلِّ ما في وسعنا في تنمية وتطوير مواهبه، بالطرق الملائمة، حتى يستطيع الحصول على مستوى تعليمي جيد .

ولكي تصل المدرسة الى وضع قائم على التفاهم مع الأسرة وحبّ تعاون المعلّم والمدير، وجميع الطاقم الذي يعمل فيها، حتى يكون الانسجام والتفاهم في عمل البيت والمدرسة اليومي، من خلال قيام كل جانب بواجبه مع الإستمرار في المحافظة على العلاقة، والإتصال بينهم.

وعليه فإن المدرسة تقوم بالتربية الصالحة والتعليم الصحيح، وتربّي عقل الطالب، وتقوم بنفس الوقت بالإهتمام بجسم الطالب وصحته من خلال التربية البدنية، وذلك حتى يتزود بالفضائل وأفضل العادات وأحسنها، حتى يكون بالإمكان تحقيق التعاون بين الأسرة والمدرسة، لا بد للأهل أن يطّلعوا على حقيقة عمل المعلم، ويؤمنون به، ويتّبعوه ويساعدوه، واذا تمّ هذا التعاون والتفاهم تمّكنوا من إتمام ومتابعة دروسهم والواجبات التي تفرض عليهم، ولكي يتحقّق هذا التعاون على أفضل وجه، يجب أن تكون هنالك اتصالات دائمة ومستمرة بين الأهل والمدرسة، واتصال بين المدرسة والاهالي، اي يجب ان يكون الإتصال في مثل هذه الحالة من نوع الإتصال الذي يسير في اتجاهين ويكون إيجابياً .

ان فشل الأركان الأساسية في العملية التعليمية، سينشأ عنه الإنهاك النفسي والجسدي، وهو ما يعرف بالضغط النفسي الذي ينتج عن الشدائد، وعن أحداث الحياة اليومية التي يقيمها الطالب ، بأنها تتجاوز قدراته ومصادره .

 

مراحل التكيف مع الضغط النفسي:

ان استجابة الجسم نحو أي متطلب من متطلبات البيئة، تتكون من ثلاث مراحل أساسية :

المرحلة الاولى : مرحلة التحذير او الصدمة Alarm stage: حيث تنشط الأجهزة العضوية لمواجهة التهديد بإفراز هرمون الادرينالين , وتسارع التنفس ونبضات القلب، وتضع نفسها في حالة الإستعداد للقتال او الهرب.

 

المرحلة الثانية : مرحلة المقاومة Resistance stage  : حيث تعمل الأجهزة العضوية على الدفاع عن نفسها تجاه مصدر التهديد، فيزيد الجسم مقاومته ببذل جهد أكبر.

 

المرحلة الثالثة :وهي مرحلة الإنهاك  Exhaustion stage    :عند فشل العضوية في التغلب على التهديد الذي يسبّبه الضغط النفسي المتواصل، وعندما تستهلك الأجهزة العضوية مصادرها الفيزيولوجية، في هذه المحاولة يؤدّي ذلك الى الإنهيار الإنفعالي أو الجسمي، وقد ينتج عن ذلك الدخول الى المستشفى أو محاولة الإنتحار وقد يصل الأمر في حده الأقصى الى الوفاة .

 

 

طبيعة الاستجابة للضغط النفسي :

احتمالات الإستجابة للضغط النفسي متعددة؛ وتتضمن نتائج انفعالية وسلوكية ومعرفية وفسيولوجية، وتتجلّى الاستجابات الإنفعالية في الإضطراب الإنفعالي: كالخوف، الغضب، الاكتئاب والشعور بالذنب . كما تتجلّى الاستجابات السلوكية في السلوكيات الحركية كالإرتجاف ، وزيادة التوتر،  واضطراب الكلام، واختلاف تعبيرات الوجه، والهرب، والهجوم، والعدوان .

اما الاستجابات المعرفية فتتضمن التغيرات في كافة الوظائف المعرفية كالإدراك والقدرة على الحكم، وحلّ المشكلات والمهارات الحركية والإدراكية، والتكيّف الاجتماعي وإساءة تفسير الواقع . ويشمل الإحتمال الرابع للاستجابات التغيرات الفسيولوجية، ومنه استجابات الجهاز العصبي المستقل، واستجابات القلب، والجهاز التنفسي والغدد العقلية والغدة الادرينالية واستجابة الجلد، ودرجة حرارته وضغط الدم ومعدل دقات القلب.

 

مظاهر الضغوط النفسية المدرسية :

من أهم مظاهر الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطالب في المدرسة :

1-    القلق : وهو حالة توتّر شامل ومستمر، نتيجة تهديد خطر فعلي او متخيل الحدوث، ويصاحبها خوف غامض وأعراض بدنية .

إن حالة القلق النفسي ، ظاهرة شائعة عند الطلبة، وتضمن أعراضا مختلفة منها :التهيّج, البكاء, الصراخ, سرعة الحركة, التفكير الوسواسي, الأرق, الأحلام المرعبة, فقدان الشهية, التعرّق, الغثيان، صعوبات التنفّس والتقلصات اللاإرادية . ولعل أبرز مثال يوضّح ما يعانيه الطفل من قلق، هو ما ينتاب بعض الأطفال من مشاعر قبل الإمتحانات أو عند الذهاب في رحلة مدرسية بعيداً عن الوالدين، أو عند مرض الأم أو ولادتها، إذ ينتابهم الخوف الشديد من خطر محدق لا مبرر له ولا يتلاءم مع حجم او مستوى الحدث، وغالبا ما يرافق حالة القلق النفسي هذه أعراض بدنية وإضطراب في الوظائف الحيوية .

 

أسباب القلق :

     - فقدان الشعور بالأمن : القلق المزمن هو نتيجة لإنعدام الشعور بالأمن ، والشكوك حول الذات ، ويمكن أن يتم إسقاط الشعور بالقلق على أاي شيء وربطه به ، ومن أهم العوامل التي يمكن أن تسهم في فقدان الشعور بالأمن هو:

- النقد الزائد للطفل من قبل الراشدين والرفاق، مما يؤدّي الى توتره وفقدان ثقته بذاته.

- عدم ثبات الآباء والمدرّسين في مواقفهم وتعاملهم تجاه الطفل.

- توقّع الراشدين للكمال الزائد من الطفل.

- إهمال الراشدين للطفل.

 

 

 

2- احلام اليقظة :

يمكن تعريف أحلام اليقظة على أنها :إنغماس الشخص بالأحلام في وقت غير مناسب، على نحو يتضمّن عدم القدرة على التركيز. إن أحلام اليقظة تمكّن الطالب من التخفيف من معاناة الإنفعالات السلبية والتطرق الى الاهتمامات التي قد يعجز عن مجرد الإشارة اليها في حياته الواقعية، فتظهر في تخيلاته عدوانية ، كانت عرضة لكبت مطلق يمنعها من الإنطلاق .

3-الهرب من المدرسة :

من المشكلات الأخرى التي تلاحظ عند الطلبة نتيجة الضغوط النفسية، هي ميل البعض منهم الى الهَرَب من المدرسة ؛ فلماذا يهرب الطالب من المدرسة وكيف يمكن الحد من ذلك ؟.  

يُعَرّف الهرب من المدرسة بأنه حالة يتعمّد فيها الفرد الذي يتراوح عمره بين 6 و 17 سنة التغيب عن المدرسة دون عذر قانوني، ودون موافقة الأبوين أو المسؤولين في المدرسة. وعادةً ما تقترن كثرة التغيّب عن المدرسة وزيادة احتمال الجنوح .

اسبابها :

1-    اتجاهات الأبوين اللامبالية نحو المدرسة، وعمل الأم أحيانا، وفي هذه الحالة غالباً ما يكون الطالب من أسر مفككة .

2-    صعوبات التحصيل والقلق المرتبط بالواجبات المدرسية، التي يعدها الطالب صعبة .

3-    قد يكون بعض الطلبة متفوقين عقليا على زملائهم، ولذا فهم يبتعدون عن المدرسة لأنهم يجدون الدروس مملّة وغير ممتعة .

4-    الخوف من العنف في المدرسة، او لأن الطالب يستعمل العقاقير، أو يذهب باحثا عن المغامرة ، الا أن الطالب الذي يكثر من التغيّب عن المدرسة، غالبا ما يكون هاربا من أمر ما أكثر منه باحثا عن المتعة.

5-    عدم حبّ التلميذ للمعلم أو للمادة الدراسية .

6-    الامتحانات وصعوبتها وتكرارها، والاسلوب الذي تطبّق به، قد يؤدّي الى الهروب من المدرسة، والبحث عن مكان آخر .

7-    انشغال التلميذ بمشكلة أسرية، شخصية، اجتماعية، اقتصادية او نفسية .

8-    سوء الظروف المدرسية؛ كعدم توفّر الإضاءة والتدفئة شتاءّ أو التكييف صيفاً.

 

الأساليب الإرشادية العلاجية لمشكلة الهروب من المدرسة :

هناك العديد من الأساليب الارشادية، التي يمكن للمربّي والوالدين استخدامها لمعالجة هرب الطالب من المدرسة وهذه الأسباب هي :

اولا - عبر عن عدم رضاك : عليك ان تنقل للطالب اعتقادك بأن المدرسة مهمة ومفيدة له، وبيّن له بوضوح وثبات أن عليه أن يذهب الى المدرسة، وأقم إتصالاً جيداً مع المدرسة، بحيث تستطيع أن تعرف فوراً فيما لو تغيّب عن أية حصة او لم يذهب .وعليك ان تتحمل مسؤولية شخصية فيما يتعلق بالتأكد من ذهاب الطفل الى المدرسة، دون ان تلقي اللوم عليها او على المعلّم أو الطالب .

 ثانيا - كن متفهما: اصغِ للأسباب التي يذكرها الطالب لعدم ذهابه للمدرسة، وشجّعه لكي يعبّرْ عن مشاعره تجاه المدرسة، وبالتالي تستطِيع اكتشاف أية صراعات داخلية لديه، تؤدي الى تكرار تغيّبه، قد تجد أن الطالب يخاف الفشل في الإمتحانات على سبيل المثال، وقدّم للتلميذ أي توجيه أو معالجة تساعده على مواجهة المشكلة.

ثالثا - قدم الحوافز المناسبة: يمكنك أن تستثير دافعية الطالب للدوام في المدرسة، بأن تحدّد له بوضوح المكافآت التي تترتب على ذهابه اليها والعقوبات التي تنتج عن عدم ذهابه .

ومن المفيد أن تكتب تعاقداً يحصل الطالب بموجبه على هدايا أو امتيازات او مكافآت خاصة، مقابل ذهابه الى المدرسة على أسس منظّمة يتم التأكد منها عن طريق ملاحظات يومية تعطيها المدرسة، في حين يخسر التلميذ مكافآت او امتيازات بسبب عدم ذهابه الى المدرسة بانتظام، وتأكد من كتابة الاتفاقية بدقة، فمثلا عليك أن تحدّد عدد الأيام أو الحصص اليومية التي يجب أن يحضرها الطالب لكي يستحق المكافأة .

4- الغش : الغش سلوك شائع منذ الصغر مثل الكذب والسرقة، وهو نزوع لدى الطلبة نحو التزوير لواقع الحال، بحيث يؤدي ذلك الى إضطراب سلوكي، يهدف الى إظهار حقائق الأمور بشكل غير حقيقي وكاذب ومزوّر، لغرض الوصول الى غاية معيّنة أو تغطية العجز أو التقصير أو الاهمال .

ويمارس بعض الطلبة الغشّ في البيت والمدرسة، ولكن أوضح حالات الغش ؛ هي ما تجري في المدرسة، وغالبا ما تكون أفعال الغش عابرة وغير متكررة، وتنتهي بإنتهاء الحاجة اليها، ولا تزرع في نفس الطالب الرغبة في إستخدامها واللجوء إليها مرة اخرى، لأنها عادةً ما تخلّف في نفسه شعوراً بالألم والخجل من الذات.

الأسباب : يمكن تقصي أسباب الغشّ عند الطالب بالتالي :

1-    الضغط الخارجي على الطالب ليكون من المتفوقين في صفه.

2-    شعور التلميذ بعدم الكفاءة أو سوء الاستعداد، فيتوقّع فشله في أداء مهمة ما، مما يزيد احتمال قيامه بالغش.

3-    التخلّص من العقاب البدني أو النفسي، المتوقع من قبل الوالدين إذا فشل في مهمة ما.

4-    سعي الطالب الإحتفاظ بالكرامة، والإعتداد أمام زملائه، لذا يلجأ للغش للحصول على أفضل النتائج.

5-    عدم استعداد الطالب للاختبار كلياً أو جزئياً، نتيجة لظروف أسرته أو مشاكل عاطفية.

6-    تأثّر الطالب بأحد أفراد أسرته أو زملائه وتبنّيه لعادة الغش.

7-    صعوبة المهمات التي أُوكلت إليه وتعدد مطالبها.

8-    تحدّي سلطة المعلّم أو تعليماته، تبعاً لأسلوب معاملته، أو عدم حب الطالب له.

 

الأساليب الإرشادية العلاجية :

يمكننا كآباء ومربّين أن نواجه مشكلة الغش لدى الطالب باستخدام الإجراءات التالية :

1-    عبر عن عدم رضاك : عندما يغش الطالب يمكنك ان تواجهه قائلا: ( انني منزعج حقا لأنك لا تتبع القوانين ،ان هذا يعطيني شعورا بأنك لا تهتم الا بالفوز وليس في أن نقضي وقتا ممتعا، ان اللعب معك يصبح غير ممتع عندما تقوم بالغش ) فإذا غش مرة أخرى، عليك ان توقف اللعب فوراً واستمر في وقف اللعب كلما بدأ يغش وبذلك سيتناقص الغش تدريجيا .

2-    تحدث عن الجانب الاخلاقي : علّم الطالب بأن عدم الأمانة يؤدي الى فقدان ثقة الآخرين، فإذا لم يكن باستطاعتك التقيّد بالقوانين، فإنك تعطي لنفسك امتيازاً دون حق، وبالتالي فلن يتعامل معك أحد وأنت تغشّ نفسك كما تغش الآخرين، وأن الأمانة الشخصية في غاية الأهمية، اذا كنت تريد أن تكون مقبولاً من الآخرين، وسوف تتحرك الكثير من الأشياء في حياتك إذا لم تكن تمتلك هذه الصفة.

3-    علّم الطالب الحديث مع النفس :إذا كان الطالب يشعر بالحاجة للفوز في كل مرة، بإمكانك أن تدرّبه أن يقول لنفسه بصوت خافت عندما يشعر بالرغبة  في الغش (إنه أمر جميل حقا أن أفوز، ولكن إذا لم أفز فلا بأس في ذلك ).

4-    قدم للطالب دعماً غير مشروط : أظهر للطالب من خلال أقوالك وأفعالك أن حبك واستحسانك له لا يعتمد على تحصيله المرتفع في المدرسة أو غيره .

5-    ابنِ في الطالب الثقة بالنفس: كي تساعد الطالب على تقبّل قدراته الحقيقية، وجوانب النقص عنده، قم بامتداحه بشكل واقعي على مهاراته في أشياء معيّنة، فإذا كان يشعر بعدم الكفاءة بشكل عام، فقد يكون بحاجة الى أن تتم ملاحظة نشاطاته الجيدة وان تشجعه . وكلما أتم مهمته بدون غش أتِحْ له فرصة كسب المزيد من المهمات، ويمكن أن تلعب معه بشكل ضعيف، أو تتراخى، فيؤدي ذلك الى مساعدته في احترامه لذاته وفي تعزيز اللعب العادل.

ويمكنك أن تشرح له بأن الشخص يتحسّن تدريجياً في أداء مهمة ما، عن طريق الجهد والصبر، فليس هناك نجاحاً فورياً او سحرياً ، وأن الغش لا يعد فوزاً ، والانتصارات التي يتم تحقيقها بالغش لا يمكن أن تكون مصدراً حقيقيا للشعور بالفخر .

5-    ضعف الدافعية للدراسة :

من المشكلات الأخرى التي يواجهها الطالب؛ ضعف دافعيته للدراسة، وحتى نتمكن كمربين ، من مساعدة الطالب على زيادة دافعيته للدراسة ، فعلينا فهم طبيعة هذه المشكلة ومصدرها، وأساليب الإرشاد المناسبة لمعالجتها.

 

مفهوم الدافع ودافعية التحصيل :

الدافع هو ما يحفّز الانسان الى القيام بتصرف ما، فهو حالة داخلية تحرّك السلوك وتوجهه نحو هدف معين، وتشير دافعية التحصيل الى اتجاه أو حالة تبيّن مدى رغبة الفرد في الإنجاز والنجاح، ولما كانت هذه الحاجة اتجاهاً أو حالة عقلية، فمن المتوقع وجودها بين الأفراد جميعهم وبمستويات متباينة ، يمكن قياسها والتعرف إليها.

ويؤدّي نقص الدافعية إلى ضعف في التحصيل الدراسي ، فالطلبة الذين لا توجد لديهم دافعية لا يبذلون جهداً يتناسب مع إمكاناتهم. ويصف المعلمون الطلبة منخفضي الدافعية بأنهم لا يبدون إهتماماً بالأشياء، والعلاقات ، وتثبط همتهم بسرعة ، ولا يجدون في المدرسة شيئاً يجذب انتباههم لفترة طويلة، ولا يبدون حماساً في المواقف التي تستثير اهتماماً لدى زملائهم الآخرين .

إن المدرسة من المؤسسات التربوية المهمة، التي يقضي فيها الطالب فترة طويلة نسبياً من حياته يتعلم من خلالها الكثير من الخبرات والمهارات، والاتجاهات التي تمكنه من مواجهة المواقف الحياتية فيما بعد، وللمدرسة تأثيرها الواضح في سلوك الأفراد وشخصياتهم وصحتهم النفسية، وقد لا يقل عن تأثير البيت والأسرة، ويتوقّف هذا التأثير على عوامل متعددة منها؛ ما له علاقة مباشرة بالمدرسة ، ومنها ما له علاقة بالطالب، بوصفه فرداً له خصائص شخصية وعقلية متميزة، وخبرات وتجارب خاصة ، ومنها ما ينتج عن تفاعل هذه العوامل معا.

وحتى يحقّق الجو المدرسي ما هو مرجو منه، تدعيماً للصحة النفسية للطلاب، وتخفيفاً للضغوط النفسية، وتلبية لحاجاتهم ، وتقديم المساعدة لهم في حل مشكلاتهم، والعمل على تنمية قدراتهم واستغلال طاقاتهم، ينبغي أن يتوفّر في هذا الجو المدرسي مجموعة من الخصائص منها:

1-     ان تسوده الحرية في الخيار، بحيث يشجّع الطلبة والمعلمين على التعبير عن آرائهم وأفكارهم، ويشرّكهم في اتخاذ القرارات التي تحكم النظام والانضباط المدرسي. فقد لوحظ ان إشراك الطلاب في وضع أنظمة وتعليمات الإنضباط المدرسي، تجعلهم أكثر تقبلا لهذه التعليمات وتقيدا بها عما لو فرضت عليهم دون ان يكون لهم رأي في صلاحياتها.هذا اضافة الى ما يتعلمه الطلاب من هذه الممارسات من مبادئ الديمقراطية التي يمارسونها فعلاً بدل أن يسمعوا بها قولا. ومما تعنيه حرية الخيار  والرأي ؛ احترام الرأي الآخر وتقبله ومناقشة القضايا بعقل منتج وبأسلوب عقلاني، فكل ذلك يتعلمه الطالب ويطبّقه ، ومن ثم يعمّمه على المواقف الحياتية الأخرى، وبهذا يكون الجو المدرسي قد أسهم في بناء شخصية الطالب، او توسيع أفقه وتعليمه للحوار العقلاني والمرونة في إتخاذ المواقف، وكلها خصائص إيجابية تسهم في تكيّف الفرد وفي سعادته ونجاح مستقبله.

2-     الجو المدرسي المناسب هو الجو الذي يسودُه روح العدالة والمساواة بين الطلبة، في المعاملة وفي الحقوق والواجبات، فالأنظمة والتعليمات تطبّق على الجميع، والتقييم يتم تبعاً لنفس المعايير لجميع الطلبة .إن مثل هذا الجو يعطي الطالب شعوراً بالرضا والإرتياح، وهذا ينعكس بدوره على دافعيته للتحصيل والإنجاز، ويحسّن مفهومه عن ذاته حيث يشعر أن قدراته وجهده هما اللذان يقيّمان, لا مركز أبيه الاجتماعي أو المادي.

3-     الجو المدرسي المناسب؛ هو الجو الذي تسوده روح المحبة والودّ والتعاطف بين الطلبة أنفسهم، وبينهم وبين معليميهم وإدارة المدرسة ، وبين إدارة المدرسة والمعلمين، بحيث يشعر الجميع بأنهم أسرة واحدة ، لها أهداف مشتركة تتمثّل في خدمة الطلبة وتوفير أفضل الظروف التي تمكنّهم من النمو والتعلّم ، وتمكّن من العمل في جو مريح يشجّع التعاون، ويدفع المعلّم الى العطاء والإخلاص في العمل ، بعيداً عن التناحر والتنافر والبغضاء، يضفي جو الحب والمودة على الحياة المدرسية والسعادة والرضا بالنسبة للطالب ، كما يعطي شعوراً بالإرتياح والرضا عن العمل .

4-      الجو المدرسي المناسب، هو الجو الذي يساعد الطالب على استغلال قدراته وإمكاناته الى أقصى درجة ممكنة، ويمكّنه من الوصول في تعلّمه إلى أفضل وضع تسمح به قدراته وإمكاناته.

 

وينبغي للجو المدرسي المناسب أن يوفر للطلبة فرص التعلّم المتنوعة، ويزودهم بالمهارات اللازمة للنجاح في الحياة، ويساعدهم في فهم أنفسهم، ومعرفة جوانب القوّة والضعف عند كلٍّ منهم، ويساعدهم في حل مشكلاتهم وغير ذلك من الأمور التي تساهم في تدعيم الصحة النفسية للطالب، وتساعده في التكيّف السوي مع المواقف المختلفة .

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:33
الشروق
6:46
الظهر
12:23
العصر
15:32
المغرب
18:16
العشاء
19:07