X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

التقرير التربوي اليومي :: التقرير التربوي اليومي 20-1-2021

img

 التقرير التربوي:

المجذوب يصدر قراراً يحفظ حقوق المتعاقدين ويمدد التعليم عن بعد حتى 15 شباط

بوابة التربية: صدر وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب القرار  رقم : 13\م\2021 المتعلق

بتنظيم التعليم عن بعد لغاية 15 شباط 2021

في المدارس والثانويات الرسمية و الخاصة و المدارس الرسمية التي تعتمد دوام بعد الظهر لتعليم التلامذة غير اللبنانيين  وجاء فيه :

ان وزير التربية والتعليم العالي،

بناء على المرسوم رقم 6157 تاريخ 21/1/2020 (تشكيل الحكومة)،

بناء على المرسوم رقم 6198 تاريخ 13/3/2020 وتعديلاته والمتعلق باعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا،

استناداً الى كتاب رئاسة مجلس الوزراء رقم 3/م ص تاريخ 5/1/2021 المتضمن ابلاغ موافقة السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس مجلس الوزراء الاستثنائية على قرار الاغلاق الكامل اعتباراً من صباح الخميس الموافق فيه 7/1/2021 ولغاية صباح يوم الاثنين الموافق فيه 1/2/2021،

استناداً الى القرار رقم 2/م/2021 تاريخ 5/1/2021 المتعلق بـتنظيم التعلم عن بعد خلال فترة الاغلاق الكامل، استناداً الى الظروف الصحية الاستثنائية التي تمر بها البلاد،

بعد استطلاع رأي كل من مديريتي التعليم الثانوي والابتدائي والارشاد والتوجيه ومصلحة التعليم الخاص، بناء على اقتراح المدير العام للتربية،

يقـــــرّر ما يأتـــي:

المادة الأولى : يستمر العمل في المدارس والثانويات الرسمية و الخاصة بالاضافة الى المدارس الرسمية التي تعتمد دوام بعد الظهر لتعليم التلامذة غير اللبنانيين بمسارات التعلم عن بُعد لغاية 15 شباط 2021 وفق اجراءات متابعة تنفيذ هذه المسارات المحددة في القرار رقم 536/م/2020 تاريخ 11/11/2020، ويترك لمدير المدرسة اعتماد المسارات التعليمية بما يؤمن حسن سير التدريس مع مراعاة عدم ارهاق التلامذة في اعطاء الدروس والفروض المنزلية.

المادة الثانية : يعتمد في المدارس والثانويات الرسمية بالاضافة الى المدارس الرسمية التي تعتمد دوام بعد الظهر لتعليم التلامذة غير اللبنانيين ما يلي :

العمل ببرنامج التدريس الاسبوعي المحدد في الجدول الملحق بالمرسوم 10227/97 على ان لا يتعدى التعليم التزامني 40 دقيقة من مدة الحصة التدريسية.

العمل ببرنامج التدريس الاسبوعي المعتمد لدوام بعد الظهر لتعليم التلامذة غير اللبنانيين

تعويض ساعات  التدريس عن فترات الاقفال السابقة باضافة يوم سادس الى ايام التعليم الخمسة المعتمدة عن بعد يكون ضمن ايام العطلة الاسبوعية (الجمعة او السبت) او وفق ما يراه مدير المدرسة مناسبا بما يتوافق مع امكانات المدرسين والتلامذة.

يتولى المدرس المكلف بالارشاد الصحي أو التوجيه التربوي القيام بأنشطة التوعية الصحية وانشطة تحفيزية عن بعد في اوقات يحددها مدير المدرسة/الثانوية وباشرافه ، كما يتولى مدرسو المواد الاجرائية خلال حصص التدريس المحددة لهم اعطاء انشطة تحفّز التلامذة وتعزز قدرتهم على الاستجابة والمتابعة في الاوضاع الحالية.

المادة الثالثة :

يدرّس المتعاقدون والمستعان بهم كامل الساعات المحددة قي عقودهم السنوية خلال العام الدراسي 2020/2021

يستمر العمل بالقرار رقم 2/م/2021 تاريخ 5/1/2021 لغاية 15 شباط 2021 فيما يتعلق بسائر الموظفين والعاملين والمستخدمين.

المادة الرابعة : يبلغ هذا القرار لمن يلزم ويعمل  به ابتداء من 1 شباط 2021 %

 

 

التعليم متوقف: الأساتذة المتعاقدون يُضرِبون.. والوزير "يتضامن"!

المدن - يستمر الأساتذة المتعاقدون في التعليم الرسمي، في مرحلتي قبل الظهر وبعده، في إضرابهم المفتوح منذ عشرة أيام، مطالبين باحتساب كل ساعاتهم التعليمية المقررة حسب العقود الموقعة معهم، وليس تلك التي يدرسونها حالياً، بعد قرار وزارة التربية الانتقال إلى التعليم عن بعد حتى نهاية هذا الشهر، تماشياً مع قرار إقفال البلد. وانضم إليهم المتعاقدون في التعليم المهني اليوم الثلاثاء، بعدما كانوا بمنأى عن قرارات تخفيض عدد ساعات التدريس. 

التعليم المهني

بعكس التعليم في المدارس، كان التعليم المهني يسير بشكل منتظم عن بعد، ظناً من الأساتذة أن ساعاتهم ستحتسب وفق العقود الموقعة معهم، وليس وفق عدد الساعات التي يدرسونها خلال فترة إقفال البلد. لذا أعلن قسم من الأساتذة المتعاقدين الإضراب العام بعدما علمهم أن قرار خفض عدد الساعات سيشملهم أسوة بالتعليم الأكاديمي.. بينما ينتظر القسم الآخر توضيحات في هذا الشأن قبل المضي بالإضراب كما فعل المتعاقدون في بعلبك - الهرمل، وفي بشري، معلنين الإضراب المفتوح، مهددين بأنهم لن يتراجعوا عن خطوتهم، إلا بعد احتساب عدد ساعات العقود كاملة للعام الدراسي الحالي لجميع المتعاقدين، على أساس ثلاثين أسبوعاً، ودفع مستحقات المتعاقدين فصلياً. علماً أن التعليم المهني يقوم على جيش المتعاقدين. إذ يعتمد "المهني" على 80 في المئة من المتعاقدين ونحو 20 في المئة من أساتذة الملاك.  

الإضراب مستمر

وكان المتعاقدون في المدارس الرسمية أعلنوا الإضراب منذ عشرة أيام، بعد قرار وزير التربية تخفيض عدد الساعات التي تدرس يومياً عن بعد، والتي اقتصرت على ساعتين للصفوف الابتدائية والمتوسطة، وثلاث ساعات لمرحلة الثانوي. وهذا أدى إلى خفض عدد ساعات المتعاقدين إلى نحو ساعة يومياً، ونحو خمس ساعات أسبوعياً، بينما كان متوسط ساعاتهم نحو 15 ساعة في التعليم المدمج. لذا انتقل الأساتذة إلى الإضراب وما زالوا مستمرين به. 

وقد شمل هذا القرار الأساتذة المستعان بهم في تعليم النازحين السوريين في فترة بعد الظهر، والذين أضربوا مثل باقي زملائهم. لكن يوم أمس وصلت إلى الأساتذة رسائل تهديد بالطرد والاستغناء عنهم، صدرت عن بعض المديرين في وحدة التعليم الشامل في وزارة التربية. وجاء في إحدى الرسائل الصوتية أنه على كل أستاذ يضرب عن التعليم اعتبار نفسه خارج العمل، وسيعين أستاذ آخر بدلاً منه. 

وزير ضد نفسه 

وحيال هذا الانتهاك الصارخ بحقهم في الإضراب جراء خفض عدد ساعتهم، غرّد وزير التربية قائلاً: الإضراب حقّ لكل متعاقد مهما كان نوع تعاقده، وممنوع على أيّ كان أن يهدّد باستبدالكم أو الاستغناء عنكم. سمعناكم جيداً، ونعمل على ضمان حقوقكم كاملة. في موقف بدا غريباً على الأساتذة، كما لو أن الوزير ليس وزير التربية الذي اتخذ قرارات أدت إلى لجوئهم للإضراب.

هذا فيما شكل حراك المتعاقدين لجنة محامين تطوعت للدفاع عن الأساتذة المضربين، ضد أي صرف تعسفي تلجأ إليه إدارة المدرسة أو الوزارة. وأعلن "الحراك" وقوفه مع جميع المتعاقدين المضربين، مؤكداً ضرورة الاستمرار في الاضراب حتى تحقيق المطالب، وإصدار قرار باحتساب كامل عقودهم. 

إضراب الروابط 

إلى ذلك، أعلنت رابطة التعليم الأساسي الرسمي في لبنان الإضراب ليومين، تضامناً مع إضراب المتعاقدين المحق، لجهة احتساب العقد كاملاً من دون قيد أو شرط. وثمنت لجنتا حراك المتعاقدين في التعليم الثانوي والأساسي الرسمي هذا الموقف، مناشدة رابطة التعليم الرسمي الثانوي بإعلان الإضراب أسوة بالزملاء في رابطة التعليم الرسمي الأساسي. وطالبتا الرابطة بالوقوف مع المتعاقدين فعلياً ولو لمرة واحدة، خصوصاً أن المتعاقدين لم يبخلوا يوماً في الوقوف معهم في الإضرابات السابقة لتحقيق المطالب المحقة.

 

لجنتا المتعاقدين في الثانوي والأساسي ناشدتا رابطة التعليم الثانوي الإضراب

وطنية - عقدت لجنتا حراك المتعاقدين في التعليم الثانوي والأساسي الرسمي اجتماعا موسعا صباح اليوم، عبر تقنية "Zoom"، ضم عددا كبيرا من الأساتذة والمعلمين المتعاقدين في التعليم الثانوي والأساسي الرسمي، للتداول في آخر مستجدات الإضراب.
ووجه المجتمعون في بيان إثر الاجتماع، تحية إلى "كل الزملاء المتعاقدين الأوفياء على كافة الأراضي اللبنانية، الذين وقفوا صفا واحدا في الالتزام بالاضراب حتى تحقيق المطالب المشروعة، وأهمها احتساب العقود كاملة".

وثمنت اللجنتان "الموقف الجريء لرابطة التعليم الأساسي الرسمي في لبنان، الذي اتخذته بإعلان الإضراب لمدة يومين تضامنا مع إضراب المتعاقدين المحق لجهة احتساب العقد كاملا دون قيد أو شرط، وللغبن اللاحق بهم منذ سنوات، سيما حرمانهم من التثبيت كمطلب أساسي، أو إعطائهم الضمان الصحي والاجتماعي، وبدل النقل، والمنح التعليمية لأولادهم إلى حين الانتهاء من بدعة التعاقد ومختلف المسميات التعاقدية".

وناشدتا "رابطة التعليم الرسمي الثانوي بإعلان الإضراب أسوة بالزملاء في رابطة التعليم الرسمي الأساسي، والوقوف مع المتعاقدين فعليا ولو لمرة واحدة، والتذكير أن المتعاقدين لم يبخلوا يوما في الوقوف معهم في الإضرابات السابقة لتحقيق المطالب المحقة".

وختمتا: "لا تراجع عن الإضراب المفتوح حتى تحقيق المطالب، وستبقي اللجنتان اجتماعاتهما مفتوحة".

 

لجنة المتعاقدين في الأساسي حيت موقف رابطة التعليم بالتضامن معها

وطنية - ثمنت لجنة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي، في بيان اليوم، "موقف رابطة التعليم الأساسي الرسمي في لبنان الجريء الذي اتخذته بإعلان الإضراب يومين تضامنا مع إضراب المتعاقدين المحق لجهة احتساب العقد كاملا دون قيد أو شرط، والغبن اللاحق بهم منذ سنوات، سيما حرمانهم من التثبيت كمطلب أساسي، أو إعطائهم الضمان الصحي والاجتماعي، وبدل النقل، والمنح التعليمي لأولادهم إلى حين الانتهاء من بدعة التعاقد ومختلف المسميات التعاقدية". 

وتوجهت الى المتعاقدين بالقول: "كنتم ولا زلتم الرقم الصعب الذي بات يصعب كسره بفضل صلابتكم واتحادكم. وللعلم، إن إضرابكم شكل صدمة مفاجأة لوزارة التربية والتعليم والعالي، وسيثمر هذا النضال إن شاء الله ثمرة التثبيت إذا بقينا متحدين وأقوياء، وسوف نتحرك على الأرض فور إعلان تشكل حكومة، والضغط على الوزير الجديد والحكومة الموعودة بملف التثبيت الذي هو بوصلتنا الأساس.
ولعلمكم، عملنا جاهدين وحققنا بالأقوال والأفعال على الأرض منذ العام 2012، وحتى يومنا هذا، وبالتنسيق مع حراك المتعاقدين الثانوي بتحقيق رفع أجر الساعة، واحتساب ساعات عيد المعلم، والمراقبة في الامتحانات الرسمية واللجان، ومتابعة ملف رفع اجر ساعة الإجازة الفنية، والعديد من أمور المتعاقدين، وإن شاء الله وإياكم بقرار احتساب ساعات المتعاقدين كاملة في القريب العاجل جدا. وسنمضي يدا بيد نحو إقرار ملف التثبيت".

 

رئيس لجنة متعاقدي المهني: سأكون مع اصحاب الحق المظلومين

وطنية - عكار - أعلن رئيس لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي وليد نمير، في بيان، ما يلي: "سأكون حيث يجب ان اكون، لم اتخاذل يوما تجاه مطالبنا وتجاه حقوقنا المشروعة ولن اتخلى عن اي زميل في اي معهد على مساحة الوطن، وانا اول من أعلن الثورة تجاه مطالبنا وكل شبر وكل مكتب وزير ونائب ومكتب تربوي، والتراب امام وزارة التربية كلهم يشهدون بذلك من العديسة لأقصى الشمال ومن بيروت لصور للجنوب للجبل للضنية لطرابلس كل هذه المناطق تشهد بذلك. وسأكون دائما مع اصحاب الحق المظلومين حتى تحقيق العدالة الاجتماعية لنعيش بكرامة موحدين".

 

الأساتذة المتعاقدون في مدرسة بشري الفنية يعلنون انضمامهم الى متعاقدي المهني في الاضراب المفتوح

وطنية - أعلن الأساتذة المتعاقدون في مدرسة بشري الفنية في بيان انضمامهم الى زملائهم متعاقدي المهني معلنين الاضراب المفتوح حتى تحقيق المطلبين التاليين :

احتساب عدد ساعات العقود كاملة للعام الدراسي الحالي لجميع المتعاقدين على أساس ثلاثين اسبوع.

دفع مستحقات المتعاقدين فصليا.

واكد الأساتذة المتعاقدون إلالتزام الكامل بهذا الخيار وعدم الرجوع عنه حتى تحقيق المطالب.

 

حراك المتعاقدين: لجنة محامين تطوعت للدفاع عن المضربين ضد أي صرف تعسفي

وطنية - طمأن حراك المتعاقدين في بيان اثر اجتماع تشاوري، "جميع المتعاقدين المناضلين المضربين، بأنه أصبح لديهم لجنة محامين تطوعت للدفاع عنهم ضد اي صرف تعسفي تلجأ اليه ادارة المدرسة او الوزارة"، مؤكدا وقوفه مع "أي معلم متعاقد تنتهك حقوقه"، داعيا "أي متعاقد يتعرض للأذى الى التواصل فورا مع حمزة منصور على الرقم 71-256983".

وأشار البيان الى أن "الاجتماع أكد على ضرورة الاستمرار في الاضراب حتى النصر وجلاء قرار يصدر من وزير التربية باحتساب كامل عقود الأساتذة المتعاقدين"، موضحا أن "الحراك تواصل ويتواصل مع العديد من المكاتب التربوية التي تتواصل وتواصلت اليوم مع وزير التربية، وعرضت عليه العديد من الحلول والتصورات التي تكفل حصول المعلم المتعاقد على حقه في عقد كامل واحتساب ساعاته".

 

المكتب التربوي لامل: لإيجاد الحلول الناجعة والمنصفة والسريعة لقضية الأساتذة المتعاقدين

وطنية - ثمن المكتب التربوي لحركة "أمل" في بيان "جهود الروابط التربوية في سبيل ضمان حقوق الأساتذة في المدارس والثانويات الرسمية"، وأيد "قرارهم بإعلان الإضراب  للأساتذة المتعاقدين الذين أمعن المسؤولون بحقهم إساءة وتقصيرا ولا مبالاة ومماطلة وتسويفا، فقد كانت دائما تصطدم اقتراحات الروابط  في مسألة الأساتذة المتعاقدين بآذان صماء لا تعيرها أي اهتمام، أو مجرد التفاتة جدية إلى ظروفهم وأحوالهم".

وأمل من "المعنيين المبادرة جديا وسريعا إلى إيجاد الحلول الناجعة والمنصفة والسريعة لقضية الأساتذة المتعاقدين، هذه الحلول التي لطالما كررناها وأوصلناها إلى المعنيين في كل مناسبة ووقت، وها نحن نعيد التذكير بها ونبينها على النحو الآتي: 
- اقتراح تخفيض مدة الحصة الواحدة إلى 40 دقيقة بدلا من تخفيض عدد الحصص استنادا إلى المرسوم 4892 الصادر بتاريخ 27/8/ 2010 والذي أعطي بموجبه معالي وزير التربية صلاحية تحديد الحصة التعليمية.

وضع ألية لتعويض ساعات المتعاقدين بأسرع وقت قبل أن تتراكم هذه الساعات فتتفاقم المشكلة على الصعيدين الإداري والتربوي. إذا كان لا بد من تمديد العام الدراسي فمن الضروري وضع آلية واضحة من قبل وزارة التربية بدءا من الوقت الراهن، بدلا من هدر الوقت، وأن يكون التمديد لفترة محددة ليبنى على أساسها التخطيط الأكاديمي للمرحلة الآتية. 

توزيع الحصص اليومية بمعدل 4 حصص متزامنة و 2 غير متزامنة".

وختم : "كلنا أمل بأن تسلك هذه القضية سبل الحل، لتصل بالأساتذة المتعاقدين والقطاع التربوي والأهل والطلاب إلى بر الأمان والاستقرار، بخاصة في أجواء ملبدة بالعقبات والمشاكل والأعباء الاجتماعية والمادية والصحية، سائلين المولى الجليل زوال هذه الغمة في القريب العاجل، والله ولي التوفيق".

 

تجمع معلمي عكار: لاعتماد ساعات العقود كاملة للمدرسين المتعاقدين والمستعان بهم

وطنية - عكار - استغرب تجمع معلمي عكار، وهو من مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني، في بيان، ما وصفه "بالتمادي من قبل المعنيين في وزارة التربية وسواهم في بخس حقوق المعلمين المتعاقدين وبصفة مستعان بهم، ومن ذلك التلاعب بعدد الساعات الفعلية، والقرار باعتماد نصف ساعات العقد فقط لكل معلم".

وفي هذا الاطار اكد التجمع على المطالب التالية:

واجب كل مسؤول في الدولة من رأس الهرم إلى قاعدته أن يتذكر أن الفضل الأساس عليه لمن علمه ولقنه العلوم، وارتقى به معرفيا، وعليه أن يكرمه ويرد له بعض الجميل.

الإسراع باعتماد ساعات العقود كاملة لكل معلم متعاقد أو بصفة مستعان به، وأن يتم تسجيل كل الساعات على أنها منفذة إنصافا لمن يذوب لينير الدروب للأجيال.

الإسراع بجداول المستحقات المالية وصرفها كي لا تتراكم، وليكون في يدي المعلم المتعاقد والمستعان به بعض ما يلبي حاجاته الرئيسة في هذه الظروف القاسية.

هناك مشروع قانون معجل قدم للمجلس النيابي منذ ايام، والواجب على السادة النواب إقراره ليتحول لقانون فمرسوم نافذ بهذا الخصوص، وحبذا لو يضاف للمستحقات تعويض بدل انتقال يومي ونفقات وسائل اتصال بخصوص التعليم الافتراضي online، وتسجيل المتعاقدين والمستعان بهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وختم التجمع بيانه بدعوة كل القوى الطالبية والشبابية، والفاعليات التربوية، والنواب الوطنيين، إلى "موقف داعم لهذه المطالب".

 

أولياء الطلاب في الخارج حذروا من خطوات تصعيدية

بوابة التربية: اوضحت “الجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات الاجنبية” في بيان بعد اجتماعها اليوم ، “ما تناقلته وسائل الاعلام عن طلب الجهات القضائية الاوروبية والسويسرية معونة قضائية من السلطات اللبنانية في التحقيق حول تحويلات مصرفية تخص حاكم مصرف لبنان وشقيقه ومساعدته وتصل قيمتها الى 400 مليون دولار، واللغط القائم المتعمد والمقصود والتضليل الدائم من خلال الادعاء بالالتزام بتنفيذ القانون 193، المعروف بقانون الدولار الطلابي، والترويج المستمر منذ اشهر من اوساط المنظومة المالية السياسية المتسلطة على الحياة السياسية والاقتصادية اللبنانية، بأن التحويلات الى الطلاب لم تتوقف وهي مستمرة”.

وأكدت ان “الإدعاء المستمر عبر وسائل الاعلام ان الهيئات المالية ملتزمة باغلبيتها المطلقة بتنفيذ القانون 193، يترافق هذا دائما برفض التحويل بسعر الصرف الرسمي 1515 كما نص القانون 193 وان الترويج بعدم توقف التحويلات المصرفية للطلاب الذين يمتلك اهاليهم حسابات بالعملات الأجنبية لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون و هو ادعاء يجافي الواقع الذي يصطدم به معظم أولياء الطلاب يوميا منذ شباط 2020 وما يتشدق به بعض رؤساء مجلس ادارات المصارف لا يعدو كونه تضليلا وقحا يجافي الواقع”.

كما اكدت ان “محاولة تمييع القانون 193 والانقلاب عليه ورفضه علنا برفض الاعتراف بحق الطلاب بالدولار الطلابي المدعوم بسعر 1515 اسوة بالقطاعات المدعومة، يعتبر امرا خطيرا ومستغربا بصدوره عن بعض النواب الذين ايدوه سابقا من حيث نتائجه وانعكاساته على مصير ومستقبل آلاف الطلاب اللبنانيين في دول الاغتراب، والذين هاجروا الى الجامعات الأجنبية لعدم توفر الفرص الجامعية في الوطن الام هروبا من واقع الفساد والاهتراء والمحسوبيات ومن سلطة تتهرب من تنفيذ القوانين التي تسنها”.

واعتبرت ان “اعادة طرح معضلة الطلاب اللبنانيين في الجامعات الاجنبية من زاوية قانون الكابيتال كونترول، هي محاولة لإعادة هذه القضية الى ما قبل صدور القانون 193، ولتجاهل قضية آلاف الطلاب واهاليهم ومنعهم من استعمال ودائعهم في تعليم ابنائهم وانكار حقهم المحفوظ في الدستور والقوانين المرعية”.

واذ ذكرت انها “وجهت انذارا الى جمعية المصارف بضرورة تنفيذ القانون 193″، تمنت على “الأهالي والطلاب المفصولين من جامعاتهم والموجودين في لبنان، ان يكونوا على أهبة الاستعداد لخطوات تصعيدية في الشارع من خلال زيادة التحركات باتجاه المصارف في بيروت والمناطق تترافق مع المسار القضائي”.

وناشدت الجمعية “المرجعيات الروحية التدخل من خلال قمة روحية تدرس حصرا موضوع الطلاب اللبنانيين في الجامعات الأجنبية، وما يتعرضون له من جرائم مالية واخلاقية تقوم بها المنظومة المالية في حقهم من خلال عدم الالتزام بتنفيذ القانون 193، الذي شرع انصافا للموظفين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود، والاستمرار بمصادرة ودائع اهالي الطلاب و كل المودعين”.

واذ شكرت لكل وسائل الاعلام “التي رافقت هذه القضية”، ناشدتها ان “تكون كما عهدناها الى جانب الضحية لا الى جانب الجاني والى جانب المظلوم لا الى جانب الظالم، من خلال توخي الحذر من السماح باطلاق الاضاليل من منابرها واعطاء الجمعية المسجلة قانونا حق الرد”.

 

لجنة أزمة تربويّة

بينما اللبنانيون منشغلون بأزماتهم المعيشيّة والصحّيّة والاقتصاديّة والماليّة التي جعلتهم يفكّرون بتأمين أدنى درجات سلّم "ماسلو" للحاجات الإنسانيّة (الحاجة إلى الأكل والشرب، والحاجة إلى البقاء على قيد الحياة)، تكاد تمرّ الأزمة التربويّة والتعليميّة - التعلّميّة الخطرة التي نمرّ بها دون انتباه!

لقد قرأت اليوم باهتمام مقالًا، مع تسجيل التحفّظ على عنوانه، في جريدة الأخبار للأستاذ ماجد جابر، يُحلّل فيه أسباب التراجع الدراماتيكي في مباريات التحصيل الدراسي لدى المتعلّمين اللبنانيين في الاختبار الدولي (TIMSS).

إنّني أوافق على مضمون المقال الذي يُحلّل الأسباب وأقدّم بعض اقتراحات الحلول:

متابعة إعداد معلّمي مادّتي العلوم والرياضيّات الأساسي والمتواصل على كفيات مهنة التعليم (صياغة الأهداف التعلّميّة واختيار طرائق التعليم والتعلّم وتنفيذها وتقويم التعلّم وإدماج التكنولوجيا في التعليم...). إذ لا يكفي حصول المعلّم على إجازة في الرياضيّات أو العلوم، إذا ما توفّرت لديه، لإثبات كفاءته في التعليم! كما لا تُحلّ المشكلة بزيادة ساعات التعليم في المادّتين من خلال مصادرة ظالمة لساعات موادّ أخرى أساسيّة في بناء شخصيّة المتعلّم كالفنون والتربية الرياضيّة...

تنمية قدرات المعلّمين والمتعلّمين بلغة تعليم وتعلّم المادّة (اللّغة الأجنبيّة)؛ فغالبيّة المعلّمين يلجأون، لسدّ النقص لديهم في التمكّن من اللغة الأجنبيّة، إلى اعتماد اللّغة العربيّة العامّيّة مع بعض المصطلحات بالأجنبيّة في تعليم الرياضيّات بالخصوص وبنسبة أقلّ في تعليم العلوم.

تطوير المناهج التعليميّة وبخاصّة تلك الصادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء بات أكثر إلحاحًا. فالمناهج التعليميّة تحتاج إلى تطوير كلّ خمس سنوات، بينما المناهج المعتمدة في لبنان لم يُعمل على تطويرها منذ 1997!

هناك علاقة تبادليّة ما بين التعليم والتعلّم من جهة وتقويم التعلّم من جهة أخرى، إذ يلجأ المعلّمون إلى التكيّف مع متطلّبات التقويم في الامتحانات الرسميّة، ويُجاريهم المتعلّمون في ذلك. أمّا مجاراة متطلّبات الاختبارات العالميّة فذات مستوى أعلى، وهي تحتاج بالتالي إلى إعداد إضافي للمعلّمين والمتعلّمين لزيادة مستوى النجاح كشرط لتحسين موقع لبنان فيها في الاختبارات العالميّة. يمكن إعداد المعلّمين على  التقويم البنائي (Formatrice) لضمان تحصيل نتائج مؤكّدة في أيّ اختبار محلّي أو عالمي.

إنّ تجربة التعليم عن بُعد كشفت عن ثُغرات إضافيّة في النظام التربوي اللبناني، وسنحتلّ، بلا شكّ، مراكز أكثر سوءًا في الاختبارات العالميّة القادمة. إنّنا بحاجة إلى تشكيل لجنة أزمة تربويّة فاعلة تضمّ جماعة من الاختصاصيين الكبار، بعيدًا من المحاصصة الطائفيّة والسياسيّة والفساد، للبدء بالتفكير في أبعاد أزمتنا التربويّة، بالتوازي مع اللجان الأخرى، والعمل على تقديم حلول لها على المدى المتوسّط والبعيد!

أ.د. هاشم عواضة

https://lh3.googleusercontent.com/AcMZO5gvxhPaLb9t0TEbqt1FkaK_Uth-roQhmNKW_uwjlUqTDtP_RmCwXFWbWGzOz07rCyuz4LFY2AKIWWUe-WtLaXDQZdaax25N0Vo-UdTI9v9n75my-HJk3ZqhmX3guEfal7C49s-MPdoc_g

التعليم الخاص:

قراران للمجذوب حول تمديد مهلة قبول اللوائح الاسمية للمدارس الخاصة المجانية وغير المجانية ولبيانات الإحصائية للمدارس الخاصة المجانية

وطنية - أصدر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور طارق المجذوب قرارين يتعلقان بالتعليم الخاص.

القرار الأول:

حمل الرقم 15م2021، ويتعلق بتمديد مهلة قبول اللوائح الاسمية لتلامذة المدارس الخاصة المجانية وغير المجانية وجاء فيه:

"إن وزير التربية والتعليم العالي،

بناء على المرسوم رقم 6157 تاريخ 21/1/2020 (تشكيل الحكومة)،

بناء على المرسوم رقم 1436 تاريخ 23/3/1950 وتعديلاته،

بناء على القرار رقم 452 تاريخ 20/9/1977،

بناء على القرار رقم 720 تاريخ 28/9/1993،

بناء على القرار رقم 1294/م/2013 تاريخ 10/10/2013 (اعتماد النماذج الجديدة للوائح الاسمية للمدارس الخاصة)،

بناء على القرار رقم 589/م/2020 تاريخ 14/12/2020 (تمديد مهلة اللوائح الاسمية)، ونظرا لقرار الاقفال الكامل والتعبئة العامة في البلاد،

حرصا على مقتضيات المصلحة العامة،

يقرر ما يلي:

المادة الأولى: تمدد مهلة قبول اللوائح الاسمية لتلامذة المدارس الخاصة المجانية وغير المجانية للعام الدراسي 2020/2021 من تاريخ 31/1/2020 ولغاية تاريخ 1/3/2021 كحد أقصى، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المدرسة المتخلفة عن تقديم هذه اللوائح خلال الفترة الممددة.

المادة الثانية : يبلغ هذا القرار حيث تدعو الحاجة.

القرار الثاني:

حمل الرقم 16م2021 ويتعلق بتمديد مهلة تسليم البيانات الإحصائية في المدارس الخاصة المجانية للعام الدراسي 2020/2021 وجاء فيه:

إن وزير التربية والتعليم العالي،

بناء على المرسوم رقم 6157 تاريخ 21/1/2020 (تشكيل الحكومة)،

بناء على المرسوم رقم 5110 تاريخ 25/7/1966 (تحديد الأصول الواجب اتباعها من قبل المدارس الخاصة المجانية في سبيل الحصول على المساهمة المالية)،

بناء على المرسوم رقم 2359 تاريخ 13/12/1971 وتعديلاته (إنشاء جهاز رسمي للتوجيه وللمراقبة على المدارس الخاصة المجانية في وزارة التربية والتعليم العالي)،

بناء على القرار رقم 598/م/2020 تاريخ 18/12/2020 (تمديد مهلة البيانات الإحصائية)،

وحيث أن على المدرسة الخاصة المجانية أن تقدم بياناتها الإحصائية في مهلة أقصاها 20 كانون الأول من كل عام لنيل المساهمة المالية عن التلامذة المستحقين وذلك عملا بأحكام المادة 26 من المرسوم رقم 2359/1971،

وحيث أن عددا من المدارس الخاصة لم يتمكن من فتح أبوابه حتى تاريخه بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد والتثبت من العدد النهائي لتلاميذها.

ونظرا لقرار الإقفال الكامل والتعبئة العامة في البلد وحرصا على مقتضيات المصلحة العامة،

يقرر ما يلي:

المادة الأولى: تمدد مهلة قبول البيانات الإحصائية التي تقدمها المدارس الخاصة المجانية للعام الدراسي 2020/2021 حتى تاريخ 2021/3/1 كحد أقصى.

المادة الثانية: يبلغ هذا القرار حيث تدعو الحاجة".

تربية الإفادات"... هل دخلنا مرحلة الخطر؟

النهار ــ ابراهيم حيدر ــ أكثر قرارات وزارة التربية في ما يتعلق بالتعليم خبط عشواء. تقليص المناهج الدراسية وخفض حصص التعليم عن بعد خصوصاً للمتعاقدين، ثم كلام وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب أن التقليص سيتبعه تكثيف الدروس لاحقاً لإكمال المنهج. كل ذلك لا يُطمئن في غياب خطط حقيقية لإنقاذ السنة الدراسية، تماماً كما حدث العام الماضي حين سقط وزير التربية في حفرة الإفادات التي منحها للمرشحين في الشهادتين المتوسطة والثانوية، وقرارات الترفيع للتلامذة في كل مراحل التعليم، في الوقت الذي كان يَعد فيه التلامذة باستكمال الدراسة، فيما كانت قرارات التعطيل تقضي على ما تبقى من ساعات التعليم بلا تعويض ولا حتى إيجاد بدائل للتعليم الحضوري المتوقف بسبب جائحة كورونا، فخسر تلامذة لبنان عاما كاملاً ورفّعوا إلى الصفوف الاعلى بلا تقويم ولا دراسة.

في السنة الدراسية الحالية، بدأنا نقترب من مرحلة الخطر وسط مخاوف من تكرار ما حدث العام الماضي. والكلام لا يأتي من العدم، عما إذا كانت الإفادات ستكون جاهزة بعدما تُستنفذ كل الخيارات الأخرى في ظل العجز عن تأمين الحد الادنى من مستلزمات الدراسة وبروتوكولات الصحة في مواجهة كورونا، فإذا بوزير التربية يستبق أمر الإفادات بتقليص المناهج وخفض الحصص التعليمية، ويعد بالتعويض كي لا يقال بعد وصول لقاح كورونا الى لبنان وبدء عمليات التطعيم أن وزارته لم تكن جاهزة لاستئناف التعليم الحضوري، وهو أمر لن يكون ممكناً، أقله قبل شهر أذار المقبل إذا سارت الامور كما هو مرسوم لها، ما يعني أن التعويض غير ممكن ما لم يجر تمديد السنة الدراسية حتى أيلول المقبل، وشرط ذلك تلقي القسم الأكبر من اللبنانيين اللقاح.

المشكلة أن التعليم عن بعد في الوقت الفاصل عن تأمين اللقاح، لا يسير في شكل طبيعي. تلامذة لبنان لا يتعلمون، خصوصاً في التعليم الرسمي، والوقائع خلال الأشهر الأربعة الماضية من عمر السنة الدراسية تشير وفق ما يُنقل عن العديد من المعلمين إلى أن تلامذة المدرسة الرسمية لم يتعلموا أكثر من شهر واحد، أولاً بسبب التأخر في انطلاق التعليم لنقص التجهيزات وفوضى تطبيق التعليم المدمج، وغياب التدريب للاساتذة، ثم العطل الكثيرة، حيث لم يغط التعليم عن بعد سوى 10 في المئة من المنهاج الدراسي، وهو ما دفع الوزير الى اتخاذ قرار بتقليص المناهج وخفض حصص التدريس.

إغلاق المدارس الرسمية يُتوقع استمراره، والدروس لا تُعوّض بقرارات عشوائية لا تستند إلى التقويم والاستفادة من تجربة العام الماضي. لا خطط بديلة أو أقله التشاور مع المعنيين في التربية، للبحث في آليات متابعة تنقذ التلامذة والسنة الدراسية، وكي لا تذهب الأمور الى خيارات مسيئة بعنوان الضرورة، أي في النهاية الذهاب الى خيار منح الإفادات. وهذا وارد إذا وصلت أمور الوزير إلى طريق مسدود. ويخسر حينها تلامذة لبنان سنة ثانية من حياتهم الدراسية...

 

كوفيد التاسع عشر وإمبراطورية الموت

النهار ــ محمّد محسن  ــ عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة

المحاولات البشريّة الحثيثة لصدّ تقدّم جيوش الإمبراطور "كوفيد 19"، بعدما أصيبت بانتكاسات وهزائم متعدّدة في جبهات القتال، وبخاصّة الطبّيّة والبحثيّة، وبعض الجبهات الميدانيّة قد تراجعت أمام هول الضربات المركّزة والعشوائيّة للقوّات الجيو- فضائيّة والبحريّة والبريّة التابعة مباشرةً لإدارة جيش الغزاة، فقد أعاد كبار ضبّاطه التحكّم والسيطرة على مجريات المعركة بعد اكتشافهم من خلال الرصد والجواسيس والطابور الخامس مزيدًا من نقاط الضعف في جبهات المواجهة المباشرة. لا يقلّ العقل البشريّ ذكاءً عن الفيروس أمام جحافله؛ إلّا أنّ الانقسامات الّتي تحصل في حمأة المعركة بين القادة البشريّين حول أنجع الطرق للمواجهة تضعف قدرات التصدّي وتشتّتها بين مَن يطالب بتركه يسيطر على الأرض والأفراد والمجتمع (مناعة القطيع)، ومَن يطالب باتّخاذ الإجراءات الوقائيّة لمنع تفاقمه (الوقاية)، وبين مَن يتوقّاه ويتحدّاه من خلال المواجهة المباشرة لمنع تقدّمه واحتلاله مزيدًا من الأراضي (الوقاية والمقاومة). هذا الانقسام مكّن العدوّ بذكاء حادّ من إدارة المعركة بنجاح استطاع السيطرة في معظم الدول الّتي لم تتوحّد كلمتها على إرادة التحدّي.

صراع الإرادات

في خضمِّ المعركة جلست وحيدًا وراء مكتبي أفكّر بالخسائر الجسيمة الّتي مُنينا بها، وقلبي يعتصر ألمًا على ما آلت إليه الأوضاع من قتل واعتقال وتهجير وفقد ومشاكل اقتصاديّة واجتماعيّة وحجز حرّيّات لبني البشر، بعدما سيطر جنود "كوفيد 19" على المدن والقرى والساحات والطرقات والمؤسّسات والمدارس والجامعات والمصانع والمستشفيات. قلت في نفسي: لا شيء يصنع من الإنسان إنسانًا، لا بعد أن يخضع لتجارب مريرة وحوادث أليمة وخسائر مادّيّة ومعنويّة تثقل شخصيّته وتهذّبها، ساعتئذٍ لا مجال للاستسلام والخضوع للأمر الواقع. وقفت منتفضًا، وقررت أن أشارك في المواجهة، في الحقول المعرفيّة الّتي أملكها، والّتي قد تكون مفيدة في نشر الوعي والتحريض الإيجابيّ والقدرة على الاستمرار في ظروف الفوضى المنظّمة الّتي خطّطت لها القيادة العسكريّة. إذ لا عذر للمتقاعس عندما يحين موعد القطاف والنصر المؤزّر ضدّ العدو الذي لا يرحم كبيرًا ولا صغيرًا.

خرجت من مكتبي مسرعًا بعدما أجريت عددًا من المكالمات الهاتفيّة وأرسلت عددًا من الرسائل النصّيّة عبر التواصل الاجتماعيّ، واخترت أن أكون في الصفوف الأماميّة لمقاومة جحافل الفيروس مع التركيز على إمبراطورهم القابع في مخبئه السرّيّ.

رصّ الصفوف

بدأت نشاطي كالمعتاد، فواظبت على الحضور اليومي في مكان عملي. التزمت بالخطط المرسومة لتفعيل المواجهة وشاركت زملائي الذين انخرطوا في صفوف المقاومة الثقافيّة والتربويّة بترتيب اللقاءات والحوارات المنصوصة وإعداد النصوص وتقييم الأداء وتوزيع المنشورات وتوظيف المنصّات الإلكترونيّة وإعلان حال الطوارئ. ولم أكن أتوقّع تلك الحماسة من زملائي وأصدقائي لتقديم أفضل ما لديهم في سبيل الحفاظ على تماسك الفكر الوطنيّ والأداء المتميّز في عمليّة الصراع؛ الصراع حتمًا يولّد توتّرًا؛ التوتّر إمّا أن يولد إبداعًا أو تقاعسًا، والحمد لله أنّ التقاعس صار وراء ظهورنا وإبداعات التضحية تنتظرنا في أتون المعركة.

كنّا مؤثّرين في الوقاية ومجدّين في التقدّم لتحقيق الأهداف ومنها طرد المحتلّ الذي هو الهدف الأسمى. واظبنا على هذا المنوال أشهرًا طويلة وكنت أمارس الحذر الدائم في التواصل والاحتكاك مع الآخرين؛ إلّا أنّه في العديد من اللقاءات العامّة كنت أشعر بأنّني مراقب، وعندما أزور مناطق أخرى أشاهد وجوهًا بشريّة سبق لي أن التقيتها في أمكنة عديدة. بدأت الشكوك تنتابني وبخاصّة عندما قرأت أنّ جنود الفيروس لديهم القدرة على التحوّل إلى شيء آخر أكثر تطوّرًا وفتكًا. يمكن أن يتحوّلوا إلى هيئة البشر، أيُعقل ذلك؟! استبعدت الفكرة تمامًا وذهبت في اتّجاه آخر في عمليّة التفكير واستنتجت أنّ هؤلاء بشر حقيقيّون ولكنّهم مأمورون من الجهاز الأمنيّ للفيروس، إذ ينشر هؤلاء العملاء المزوّدين بأسلحة جرثوميّة في الأماكن الّتي تشهد تحرّكات وتجمّعات وانتفاضات.

فكّرت مليًّا في الأمر: لماذا أنا؟ وكيف عرفوا بنشاطي ضدّهم منذ البداية؟ الأخطاء واردة في بداية أيّ عمل لا تتقنه جيّدًا، وهذه الأخطاء قد تكون مميتة في بعض الأحيان. لم يطل الأمر عندما أدركت أنّني أرسلت رسائل نصّيّة في بداية المواجهة، والجهاز الأمنيّ السيبرانيّ لـ "كوفيد 19" كان يرصد جميع اتّصالات بني البشر وبخاصّة الناشطين منهم.

الاعتقال

بدأت أتوخّى مزيدًا من الحيطة والحذر في تنقّلاتي ولقاءاتي وجلساتي، واتّفقت مع زملاء المواجهة على تقليص الأنشطة موقّتًا، والبحث عن سبل أخرى للاستمرار؛ إذ لا يمكننا التراجع أمام الضغوطات وحملات التهويل والحرب النفسيّة الّتي يقودها الجهاز الإعلاميّ لكوفيد، ولا أمام تهديداته الأمنيّة ولا سيّما أنّنا قطعنا شوطًا لا بأس به في إرساء قواعد التحدّي.

ذات صباح خريفيّ جميل، توجّهت إلى مكتبي، شاركت في بعض اللقاءات الخاصّة والعامّة، ولم أكن مرتاحًا لوجود عناصر طارئة ووجوه جديدة ترغب في المشاركة في أنشطتنا السرّيّة، والّتي أفصحت عن رغبتها في تمويل هذه الأعمال من مالها الخاصّ.

ازدادت شكوكي في الأمر، وما كان منّي إلّا أن طلبت منهم أمام الجميع مغادرة الجلسة مسوّغًا ذلك بما يأتي: لدينا الاكتفاء الذاتيّ ولا نرغب بدم مشبوه خارجيّ لمشروع مقاومتنا!

خرجت تلك الوجوه الكالحة من قاعة الاجتماعات متوعّدة بالويل والثبور وعظائم الأمور. لم نلتفت إليها وأكملنا عملنا. غادرت مكان عملي في الساعة الرابعة بعد الظهر، متوجّهًا إلى منزلي وأنا غير مرتاح لِمَا حدث اليوم. وفي أحد المفارق الضيّقة حاصرتني سيارتان، واحدة من أمامي وأخرى من الخلف، وأنزلني ركّابهما من سيارتي، بتهديد السّلاح، واقتادوني إلى جهة مجهولة، بعدما غطّوا رأسي بقطعة من القماش الأسود حتّى لا أرى وجهة سيرنا.

السجن الإفراديّ

في زنزانة معتمة تحت الأرض بدأت أعي ما حدث، وعلامات الوهن والضعف بدأت تقلقني والمصير المجهول سيطر على أفكاري، ولا سيّما أنّني أدرك تمامًا، من خلال تجارب زملاء خاضوا التجربة نفسها، ما يمكن أن يحدث في أقبية التعذيب هذه. لا ضوء في هذا المرّبع الصغير إلّا نافذة صغيرة يتسلّل منها نور بسيط، وهو حتمًا ليس بنور الشّمس؛ لأنّني تحت الأرض وفي مكان سرّيّ لا يدركه إلّا ربّ العالمين. لا مجال أبدًا، والحال هذه، أن ينقذني أحد ممّا أنا فيه.

لم أستطع النوم البتّة في الليلة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة، كنت متروكًا وحيدًا مع آلام عظامي وصدري ورأسي وسعالي الّذي لم يهدأ طرفةَ عين؛ بل إنّني لم أستطع تناول الطعام الذي كان يُترك لي تحت شبّاك صغير في أسفل الباب. في اليوم الرّابع، جاء بعض الجنود، ومن خلال تأمّلي السريع لهم خلتهم حثالة الفيروسات شكلًا ومضمونًا، ورؤيتهم لا تسرّ أبدًا ولا تبشّر بالخير. جرّوني من قدمَيّ إلى غرفة التحقيق، حيث انهال عليَّ كبير المحقّقين العسكريّين بالأسئلة، أين؟ وكيف؟ ومتى؟ وكلّ همّه أن يعرف من شركائي في تحدّي أعتى قوّة على وجه الكرة الأرضيّة. لم أكن في كامل وعيي في أثناء التحقيق، وأنا متأكّد أو أكاد من أنّهم حقنوني بمادّة ما في جسدي بعد الاعتقال. لم يفد المحقّق منّي كبير فائدة فما كان منه إلّا أن صرخ بصوت حيوانيّ، مع قبضتَي يديه كالمطرقة على الطاولة، ومع احمرار عينيه في أعلى رأسه، ومع تساقط اللّعاب الأخضر من فمه، تحدّث بلغة لم أفهمها؛ ولكنّني أدركت لاحقًا معناها: خذوه فعذبّوه ولا ترحموه. شعرت أنْ لا حول لي ولا قوّة، وتضرّعت إلى الله العزيز الجبّار أن يعينني على هذا العذاب المنتظر وأن يفرغ عليَّ صبرًا جميلًا.

زغردة الجراح

أخذوني إلى غرفة قرب زنزانتي، وكانت مصدرًا للأصوات المتألّمة في الأيّام الثلاثة الأولى، قذفوني على الأرض. كانت فيروسات أربعة، جلاوزة، يمكن أن ترى من خلال أجسادهم القبيحة الشفّافة ألّا قلب لديهم يضمن ضخّ الرحمة في شرايينهم الممتلئة حقدًا وكراهية. تفنّنوا في القفز على صدري واحدًا تلو الآخر، رفعوني في الهواء وتركوني أرتطم بالأرض، غطّوا أصابعهم بإفرازات أجسادهم النّتنة وأدخلوها في قصبتي الهوائيّة وصولًا إلى رئتَيّ، سدّوا عنّي الهواء عندما قعدوا على رأسي وصدري مرارًا وتكرارًا. وضعوا رأسي في نار حامية، وعملوا على ضربه بالمطرقة من الجهات الخمس، كالحدّاد يطرق قطعة الحديد بعد إدخالها النار ليشكّلها كما يريد. وضعوا الأسلاك الكهربائيّة في أنحاء جسدي كلّه والموجات الكهربائيّة تفعل فعلها، ليس في الأعضاء فحسب، بل في كلّ خليّة من خلايا جسدك، رائحتهم النتنة تزكم أنفك، فبمجرّد أن يقتربوا منك تشعر بالغثيان والتقيّؤ. بعد مدّة من تكرار هذا الأمر تشعر بأنّك خسرت حاسّة الشمّ، وفقدت حاسّة الذوق، ثمّ بعدها يمنحونك طعامًا باليًا مكوّنًا من بقايا الفيروسات النافقة. هم يستمتعون في استعمال شتّى أصناف التعذيب، ويملؤون أرجاء المكان بقهقهاتهم الغبيّة المتوحّشة وتعليقاتهم الساخرة المهينة؛ ليمزجوا التعذيب الجسديّ بالتعذيب النفسيّ.

قبعتُ في زاوية الزنزانة متعبًا متألّماً في ظلمة النهار وسواد الليل، فما تمكّنت من النوم فيهما ساعات متواصلة، ولم يكن لي رفيق إلّا الله سبحانه وتعالى، أشكو إليه عذابي وضعفي وأوجاعي وقلّة حيلتي وعدم قدرتي على الصمود، أمام جلسات التعذيب اليوميّة والمتلاحقة. رغبتي في الحياة نزلت إلى أدنى مستوى، وسألت الله النّهاية اللائقة برتبة شهيد؛ لم أعد أحتمل... وكنت أسمع صوت مَن يأتي من داخلي يذكّرني دائمًا بأنّ مع العسر يسرًا، وأنّ الفرح آتٍ ولو بعد حين.

لم تنقطع جلسات التعذيب، من اليوم الرابع إلى اليوم الرابع عشر، وهي تقريباً نفسها، ساعات طويلة في كلّ يوم. قد يتبدّل الأسلوب أحيانًا، مع تبدّل الجلاوزة الّذين يعذّبونك، يتّبعون المضمون نفسه ولكلّ أسلوبه في فنّ التعذيب، وفي آخر الأمر هم محترفون مدرّبون وفق القواعد الّتي تعلّموها في المدارس العسكريّة الأمنيّة لكوفيد 19، وبالتعاون والاشتراك مع معاهد عملائهم في العالم.

المعتقل الجماعيّ

أنهكوني تعذيبًا في الزنزانة الإفراديّة، ولم يخرجوا منّي بشيء من المعلومات؛ غير أنّني كنت ناشطًا في صلب المواجهة، فقرّروا نقلي إلى السجن الجماعيّ؛ وما ذلك إلّا لسببَين، الأوّل: تدهور حالي الصحيّة بعد جلسات التعذيب المتكرّرة، والثاني: إخلاء المكان لسجين آخر سوف يخضع لإجراءات التعذيب الّتي مررت بها، نفسها.

في الطريق إلى المعتقل، في حافلة مخصّصة لنقل المعتقلين، رغم آلامي، ورغم أنّني مقيّد اليدين، معصوب العينين، تمكّنت من استراق النّظر إلى الشوارع الّتي مررنا بها؛ كم هي مكفهرّة وموحشة، النّاس في بيوتهم خائفين، والمحال التجاريّة مغلقة، والسيّارات مركونة عشوائيًّا، ومعظمها قد تضرّر من شدّة المعارك الّتي نشبت في الشوارع قبل أن يسيطر جنود كوفيد على مسرح العمليّات. تراهم مدجّجين بالسلاح وهم يقفزون بطريقة مضحكة، يعبرون الشوارع ويفتّشونها طولًا وعرضًا للتأكّد من خلوّها من المقاومين، وترى صفوفًا طويلة من النّاس، من مختلف الأعمار والأجناس، يقفون في صفّ طويل مكبّلين ينتظرون نقلهم إلى المعتقلات، والكثير منهم في حال صحيّة سيّئة جدًّا، وربّما تُركوا في الشارع لمواجهة مصيرهم المشؤوم.

وصلنا إلى المعتقل، ونحن نكاد لا نقدر على التنفّس من جرّاء الضرب المبرح والتعذيب المركّز على منطقة الصدر، وهو لجزّاري السجن الإفراديّ المكان المحبّب للعبث! ثمّ صُنّفنا بحسب كلّ حالة أو مجموعة حالات، فكان نصيبي مع مجموعة الحالة الكلاسيكيّة للتعذيب، وبعض الأصدقاء الذين تعرّفت إليهم في السّجن من مجموعة التعذيب وفق السلالة المستجدّة.

أربع وعشرون ساعة مرّت من دون نوم أو حراك، في غرفة لا تجاوز مساحتُها المترين. عند الفجر جاء اثنان من غلاظ الفيروسات، الأوّل يرتدي ملابس عسكريّة ونظّارات طبّيّة، والآخر يرتدي نظّارات سوداء بلباس مدنيّ، سحباني من الغرفة ووضعاني على كرسيّ متحرّك، ثمّ قيّداني بالسلاسل الفيروسيّة. لا أعلم كم من الطوابق صعدنا في المصعد المخصّص للخارجين عن قانون كوفيد 19، هناك أدخلاني غرفة مظلمة فيها شخص مقيَّد في سريره، بقيود أشبه بالألياف البصريّة، مع لألأة ألوان زاهية، فكأنّك ترى مشهدًا من فيلم )أڤاتار (Avatar، ولكن بانتفاء جماليّات المكان والمؤثّرات الصوتيّة. قيّداني في سرير وشرعا في مدّ الأنابيب في أنحاء متعدّدة من جسدي، وكلّها موصولة إلى شاشات إلكترونيّة، تحاول أن تقرأها بما تيسّر لك من تركيز ولكنّك تكتشف أنّها مكتوبة بلغة فيروسيّة لا يستطيع فكّ رموزها إلّا المتخصّصات من الفيروسات الإناث اللواتي لا يمتنَّ إلى الأنوثة بصلة! وهنَّ أشدّ قسوة في التعامل مع المعتقلين وأكثر انضباطًا في تنفيذ الأوامر.

كنّا نكاد لا نملك الهمّة والنشاط للتحدث معًا، أنا وزميلي المعتقل الآخر في الغرفة، وفهمت منه أنّه إنسان عاديّ لا دخل له في المواجهة ولا ينضوي تحت لواء من ألوية المقاومة. هو حظّه سيّئ فحسب؛ لأنّه وقع في حبائل فيروسة شقراء، بعدما استدرجته في إحدى الحفلات الصاخبة للإيقاع به والتمكّن منه. كان من المستهترين في الوقاية ولم يقدّر خطورة التفلّت من الضوابط، ليقع لقمة سائغة في شباك الفيروسات والفيروسين المتعطّشين للأذى والقتل. كيف لا ونحن تحت احتلالهم وسيطرتهم.

لم تمضِ ساعات على لقائنا حتّى اقتحمت مجموعة من الجنود الّذين ينتمون إلى "وحدات التلف"، نزعوا الأشرطة والأنابيب عن زميلي وانطفأت ألوانها الزاهية، ثمّ وضعوه في كيس أسود، أحكموا إغلاقه ونقلوه على وجه السرعة خارج المكان. صُعقت من المشهد الذي رأيت أمامي، أهو حقيقة أم مسرحيّة رخيصة للتأثير في صحّتي النفسيّة ومعنويّاتي المتلاشية الّتي أعمل على جمعها لتبقى متماسكة؟ بقيت وحيدًا في الغرفة مع كاميرات المراقبة، والحرس أمام الباب، يتفقّدني كلّ ساعة، لا للاطمئنان، بل لإعطاء الأوامر ما فوق الصوتيّة لزملائه الفيروسات، الفيروسات الّتي حقنوها في داخلي عند اعتقالي في اليوم الأوّل؛ فيروسات كفيلة بإثارة الأوجاع في صدري ورأسي ومعدتي بحسب رغبات الحارس الّذي يقف أمامي ضاحكًا بصورة هستيريّة، مظهرًا قباحة تقاسيم وجهه، وناشرًا رذاذًا من المواد السامّة في أرجاء الغرفة.

استمرّت الحال على هذا المنوال ما ناف على الأسبوع، وفي كلّ يوم يتفنّنون بالتعذيب النفسيّ. تارة يذكّرونك بأنّك نكرة أمام جبروت كوفيد 19، وتارة أخرى يحاول جنود أن يغسلوا دماغك لكي تتحوّل إلى إنسان مطيع غير مشاكس، وتارة ثالثة يُسمعونك صراخ المعتقلين الآخرين الذين يضجّون من الألم ويجهشون بالبكاء بصوت عالٍ، وطورًا يقتحمون غرفتك فيقلبون أشياءها رأسًا على عقب، مع الضرب المبرح الخارجيّ الذي ينشّط الفيروسات الداخليّة لتتولّى عمليّة الضرب من الداخل.

الانتصار الموقّت

في اليوم الثامن من وجودي في المعتقل شعرت بالأمل والتفاؤل رغم جراحي، لا أدري لماذا انتابني هذا الشعور. بعد ساعات عدّة، سمعت ضجيجًا غير عاديّ في أروقة المعتقل، تبعه شجار وإطلاق نار مكثّف. شاهدت ضبّاطًا وجنودًا باللباس الأبيض يشتبكون مع الجنود الذين يتساقطون بالمئات. اعتقدت للحظات أنّني أحلم؛ ولكن ما أن تقدّموا نحوي حتّى أيقنت أنّها حقيقة. نقلوني بسرعة إلى مكان آمن بعد أن فتحوا أبواب غرف المعتقل الموصدة كلّها: حرّروهم من الأسر!

في غرفة العلاج، اكتشفت أنّ بعض زملائي كانوا قد اعتُقلوا في وقت اعتقالي، ونُقلوا إلى سجون أخرى، واجتمعنا لحظة التّحرير في السّجن الأخير؛ إنّها لفرحة دامعة أن ترى جميع مَن تحبّ بخير وعافية، وتعاهدنا من جديد على الاستمرار في المقاومة، ولمسنا مدى جدّيّة الجيش الأبيض في إعادة تنظيم صفوفه والتقاط أنفاسه، تمهيدًا لأمّ المعارك الكبرى مع الإمبراطور كوفيد 19، وورثته كوفيد 20، وكوفيد 21...

  

 

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:38
الشروق
6:51
الظهر
12:22
العصر
15:27
المغرب
18:10
العشاء
19:01