X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقالات :: أكاديمي أميركي: عقيدتنا العسكرية خطأ وعلينا الانسحاب من الشرق الاوسط

img

أدَّى إنشاء قواعد عسكرية خارج الحدود الإقليمية وصيانتها إلى زيادة احتمالية استخدام هذه القواعد لشن حروب عدوانية.

وينبغي لأميركا سحب قواتها من منطقة الشرق الأوسط بأسرها ومن سائر أنحاء العالم.

 

كتب ديفيد فاين، أستاذ الأنثروبولوجيا بالجامعة الأميركية بواشنطن العاصمة، مقالًا نشره موقع «بيج ثينك» الأميركي تناول فيه الأسباب التي أدَّت إلى وقوع أميركا  في مصيدة الحروب التي لا نهاية لها.

نقاط رئيسة

  • هناك ثمة صلة تربط بين إنشاء القواعد العسكرية خارج الولايات المتحدة واندلاع الحروب.
  • إذا لم تنسحب الولايات المتحدة نهائيًّا من الشرق الأوسط، فستواصل القتال هناك.
  • تفشل الحروب في كثير من الأحيان، مثل (الحرب على الإرهاب)، في تحقيق الأهداف الجيوسياسية.

وفي مستهل مقاله، يروي الكاتب أنه قبل عقد من الزمان، وبينما كانت الولايات المتحدة في ذروة تورطها في الحرب في أفغانستان، شاهد بنفسه وصول بعض الجنود المصابين بجروح خطيرة، ومنهم من كان مبتور الأطراف، إلى «مركز لاندستول الطبي الإقليمي» في ألمانيا، المستشفى العسكري الأميركي الرئيس في أوروبا، والذي يُعد مركزًا للصدمات والرضوخ يُضاهي مستشفيات النخبة في الولايات المتحدة. وقد استقبل المستشفى الآلاف من الضحايا من أفغانستان والعراق ومناطق حروب أخرى على مدار العشرين عامًا الماضية من الحرب الأميركية المستمرة.

لكن المثير للاستغراب والفضول هو أنه بالتزامن مع انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان وليس لديه سوى بضعة آلاف من القوات في العراق وسوريا، نجد البنتاغون حاليًا يُنفق مليار دولار لبناء مستشفى عسكري جديد في ألمانيا ليحل محل مركز لاندستول. وبعد زيارتي إلى المركز، سألتُ والتر بينكوس، المراسل العسكري السابق حائز جائزة بوليتزر في «واشنطن بوست»، عن رأيه فيما يجب أن تفعله الولايات المتحدة بإنفاق مليار دولار لبناء مركز طبي جديد بديلًا لهذه المنشأة الطبية ذات المستوى العالمي.

فأجابني بينكوس، من دون أن تفوته شاردة ولا واردة، «هذا يعني أننا سنواصل القتال».

مزيد من القواعد العسكرية يعني مزيدًا من الحروب

يُشير الكاتب إلى أن هناك عديدًا من العلامات والدلائل خارج المركز الطبي الجديد في ألمانيا تدل على أن القوات الأميركية ستواصل القتال في المنطقة، رغم انسحابها من أفغانستان. والأهم من ذلك، ستظل معظم دول الشرق الأوسط الكبير تستضيف عشرات من القواعد العسكرية الأميركية. وأدَّت هذه القواعد أدوارًا رئيسة في شن الحروب الأميركية على أفغانستان، والعراق، والصومال، وليبيا، وسوريا، واليمن وفي 19 دولة أخرى على الأقل منذ عام 2001.

إن استعراض عقدين من الحرب والتاريخ الأطول للحروب الأميركية منذ الاستقلال وتتبع ذلك، يشير إلى أنه إذا لم يقلل المسؤولون الأميركيون من حجم هذه البنية التحتية العسكرية، فسوف تواصل الولايات المتحدة خوض «حروب لا نهاية لها» بعيدًا عن أفغانستان؛ وهو ما يُؤدي إلى استقبال مزيد من الجنود المبتوري الأطراف وغيرهم من الجرحى والقتلى في المركز الطبي في ألمانيا.

750 قاعدة خارج اميركا

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، احتفظت الولايات المتحدة بآلاف القواعد العسكرية خارج أراضي الولايات المتحدة، وهي مجموعة القواعد الأجنبية الأكبر عددًا في تاريخ العالم. وفي الوقت الحاضر، يُسيطر الجيش الأميركي على حوالي 750 قاعدة عسكرية في حوالي 80 دولة ومستعمرة خارج الولايات الخمسين وواشنطن العاصمة. بينما تُسيطر سائر جيوش العالم مجتمعة على أقل من 250 قاعدة أجنبية؛ ومنها خمس قواعد للصين في منطقة التيبت فقط.

وألمح الكاتب إلى أن القواعد الأميركية بدأت تنتشر في منطقة الشرق الأوسط بعد وقت وجيز من غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان في عام 1979. وأدَّت هذه القواعد بالإضافة إلى المنشآت الأميركية في ألمانيا ومناطق أخرى في أوروبا، وفي مناطق بعيدة مثل تايلاند واليابان، إلى تفعيل حالة الحرب الدائمة منذ عام 2001، واستمرار سلسلة طويلة من الحروب والاجتياحات الأميركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وفي قطر والبحرين، أنشأت القوات الجوية والبحرية الأميركية مقرًّا إقليميًّا كبيرًا لهما. وفي الكويت، توجد القوات الأميركية بقوة منذ حرب الخليج عام 1991؛ إذ تقدَّر حاليًا مواقعها بإحدى عشرة قاعدة. ويوجد 13 قاعدة في تركيا، وستة في عُمان، وثلاثة في الإمارات العربية المتحدة، واثنان في كل من الأردن وجيبوتي، بالإضافة إلى الوجود الأميركي في مصر.

كما يستبقي الجيش الأميركي على منشآت معترف بها وأخرى سرية في كل من المملكة العربية السعودية و"إسرائيل"، والتي يبلغ عددها 11 منشأة في السعودية وثمانية في إسرائيل. أما في العراق، فلا تزال القوات الأميركية تدير أعمالها من حوالي ست منشآت عسكرية. وتوجد أربع منشآت عسكرية أميركية أخرى في سوريا. وفي أفغانستان، وبعد الانسحاب الرسمي، سيظل 650 جنديًّا بين موقع السفارة الأميركية ومطار كابل الدولي؛ ومن المؤكد أن القوات الخاصة الأميركية والمتعاقدين العسكريين وأفراد وكالة المخابرات المركزية ستواصل العمل في البلاد.

ويُضيف الكاتب أن الولايات المتحدة لديها قواعد عسكرية أخرى، ومنها ثمانية في اليونان، وخمسة في الصومال، وفي قبرص، وتونس، وجورجيا، وكوسوفو، وفي جزيرة دييجو غارسيا بالمحيط الهندي.

وتمتلك القوات البحرية الأميركية حاملة طائرات واحدة على الأقل (قاعدة عائمة) على أساس دائم فعليًّا في الخليج العربي. ورغم هذه البنية التحتية الهائلة، تدرس إدارة بايدن مؤخرًا إنشاء منشآت عسكرية جديدة في دول آسيا الوسطى لتوفير الإمدادات اللازمة للهجمات المستمرة على طالبان والمسلحين الآخرين في أفغانستان.

هجومية عدوانية وليست دفاعية

وينوَّه الكاتب إلى أن القادة العسكريين الأميركيين وبعض المسؤولين الحكوميين ظلوا لمدة طويلة يصورون القواعد الأميركية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى في العالم على أنها دفاعية بطبيعتها، وبوصفها روادع وقوات لتحقيق الاستقرار والسلام. لكن يُمكن لأي شخص أن يُلقي نظرة على الدور الذي لعبته القواعد الأميركية في الخارج في شن حروب هجومية دامت 20 عامًا لتفنيد مثل هذه الادِّعاءات.

كما يكشف تاريخ الحروب الأميركية منذ عام 1776 عن أن طبيعة هذه القواعد العسكرية ليس دفاعيًّا على الأرجح عندما تحتل القواعد أراض خارجية، بل إن القواعد العسكرية في الخارج عدوانية بطبيعتها بوجه عام، وصُمِّمت لبث التهديدات ونشر القوة العسكرية وشن الحروب الهجومية.

وتشير الأبحاث الممولة من الجيش الأميركي إلى أنه منذ خمسينيات القرن الماضي، ارتبط الوجود العسكري الأميركي خارجيًّا بالقوات الأميركية التي تبدأ الانخراط في صراعات عسكرية. بمعنى آخر، يبدو أن هناك علاقة بين إنشاء قواعد عسكرية خارج الولايات المتحدة واندلاع الحروب.

القوة العسكرية أداة السياسة الخارجية لأميركا

يلفت الكاتب إلى أن تاريخ الولايات المتحدة يُظهر أن القواعد العسكرية خارج الحدود الأميركية جعلت شن الحروب ونشر القوة العسكرية أمرًا سهلًا جدًّا ومغريًا للسياسيين والمسؤولين الحكوميين وغيرهم من النخب التي تتمتع بسلطة صناعة قرارات الحكومة. ووفرت القواعد العسكرية في الخارج عن عمد شكلًا من أشكال القوة العسكرية الهجومية التي يمكن نشرها بسهولة. وفي ظل سهولة توافر هذه القوة الهجومية، تميل النخب غالبًا إلى المطالبة باستخدامها لتعزيز مصالحها الاقتصادية والسياسية ومصالح أصدقائهم من رواد الأعمال والسياسيين وأصحاب المشروعات التجارية.

وفي السياق ذاته، أكدت كاثرين لوتز عالمة أنثروبولوجيا أميركية ومعها آخرون، أن القواعد العسكرية والقوات الأميركية في الخارج كانت منذ مدة طويلة هي الأداة الرئيسة في صندوق أدوات السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وكانت مثل المطارق التي لم تترك حيزًا كبيرًا للدبلوماسية وغيرها من أدوات السياسة الخارجية.

قواعد جديدة حروب عدوانية جديدة

تقول لوتز إنه عندما تهيمن المطارق على صندوق الأدوات، يبدأ كل شيئ في الظهور كأنه مسمار، وتصبح المطارق مغرية تمامًا، خاصة عندما يتطلع إليها صانعو السياسة من الرجال، سواء عن وعي أو غير وعي، على أنها براهين واضحة لإثبات رجولتهم وقوتهم.

والجدير بالملاحظة أن السجلات التاريخية تُظهر أن الحروب الأميركية دفعت القادة الأميركيين أحيانًا إلى إنشاء قواعد جديدة في الخارج. وبدوره، أدَّى إنشاء مزيد من القواعد العسكرية في الخارج عادةً إلى اندلاع مزيد من الحروب، والتي أسفرت غالبًا عن إنشاء مزيد من القواعد العسكرية، في نمط متكرر مع مرور الزمن. وبعبارة أخرى، يؤدي إنشاء القواعد العسكرية غالبًا إلى اندلاع الحروب، والذي يمكن أن يؤدي إلى إنشاء مزيد من القواعد، والذي يمكن أن يسفر عن اندلاع مزيد من الحروب، وهكذا دواليك.

ويؤكد الكاتب أنه لا يقصد أن إنشاء القواعد العسكرية خارج الولايات المتحدة هيَّأ الأجواء لاندلاع مزيد من الحروب فحسب. لكنه يقصد أن إنشاء القواعد العسكرية في الخارج زاد من احتمالية الحرب العدوانية الهجومية. ومنذ استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، أدَّى إنشاء قواعد عسكرية خارج الحدود الإقليمية وصيانتها إلى زيادة احتمالية استخدام هذه القواعد لشن حروب عدوانية.

ولكي نكون أكثر وضوحًا، لا تُعد القواعد العسكرية في الخارج السبب الوحيد للحروب الأميركية. لكنها سببًا مهمًّا في اندلاع الحروب على وجه التحديد، بالإضافة إلى القوات ذات الصلة بالإمبريالية والرأسمالية والعنصرية والنظام الأبوي والقومية والشوفينية الدينية.

بيد أن كلمة «إذا» في عبارة «إذا بنيناها (أي القواعد العسكرية الخارجية)، فستأتي الحروب» هو تذكير مهم بالخيارات التي ينطوي عليها كل من تاريخ علاقة الولايات المتحدة ومستقبلها بالحرب. ولم يكن هناك شيئ إلزامي بشأن حروب الولايات المتحدة السابقة. وفي بعض الأحيان، تجنب قادة الولايات المتحدة المشاركة في الحروب، وذلك يعزى غالبًا إلى ضغوط الحركات الاجتماعية وغيرها من الاحتجاجات. أما الآن، فينبغي اتخاذ قرارات وخيارات تتعلق بشأن مستقبل البلاد.

ملايين الضحايا.. اميركيون وغيرهم..

هل تُحقق الحروب الأهداف الجيوسياسية؟

يجيب الكاتب قائلًا إن العقدين الماضيين من الحروب أسفرا عن مقتل 15 ألف جندي أميركي وإصابة مئات الآلاف بالجراح. كما أدى هذان العقدان من القتال إلى وفاة ما يتراوح بين 3 إلى 4 ملايين شخص أو أكثر، من جميع الأطراف في أفغانستان، والعراق، وباكستان، واليمن، وسوريا، فقط. وأصيب عشرات الملايين، ونزح ما لا يقل عن 38 مليون شخص من بلادهم. وتجاوزت تكاليف هذه الحروب الـ 7000 مليار دولار.

ويمكنك أن تتصور ما الذي كان يُمكن أن تفعله هذه المبالغ الطائلة المقدرة بتريليونات الدولارات للحماية من الأوبئة والجائحات، وتوفير رعاية صحية شاملة، وإنهاء التشرد والجوع، وإعادة بناء المدارس العامة، وتسديد ديون الجامعات. وفي الوقت نفسه، فشلت (الحرب على الإرهاب) في تحقيق أهدافها الخاصة؛ إذ أدَّى التجاوب مع هجمات تنظيم القاعدة بشن الحرب إلى خلق مزيد من التنظيمات، مثل الدولة الإسلامية (داعش)، التي لديها الرغبة في استخدام ما أسماه التقرير: (الإرهاب) بوصفه أداة سياسية.

حتمية الحرب على الصين!!

وعلى رغم التداعيات الكارثية للحروب التي استمرت خلال العقدين الماضيين، يبدو أن عديدًا من المسؤولين الحكوميين الأميركيين وغيرهم من النخب السياسية راضون عن استمرار الوضع الراهن. ويبدو أن كثيرًا منهم لا تردعهم إستراتيجية الانتقال من حرب كارثية إلى أخرى: من فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق إلى ليبيا إلى سوريا إلى اليمن إلى

ويوضح الكاتب أنه مع انخراط القوات الأميركية حاليًا أو في الآونة الأخيرة في القتال في 13 دولة أو أكثر، يُخطط بعض المسؤولين العسكريين والمدنيين بالفعل للمشاركة في الحرب الكبرى القادمة.

ويتصاعد عدد السياسيين والمحللين والمراقبين في المؤسسات الفكرية الذين يتحدثون بوضوح عن حتمية شن حرب مستقبلية ضد الصين. وتنطوي مثل هذه المناقشات على خطر قد يصبح نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها ويجب أن تصيبنا جميعًا بالرعب: اندلاع حرب بين قوتين نوويتين مسلحتين، وأغنى دولتين على وجه الأرض، يمكن أن يجعل حجم الموت المروع والدمار الذي شهدناه خلال العقدين الماضيين أمرًا هينًا في أعيننا.

لماذا توجد القوات الأميركية في كل مكان؟

ويختتم الكاتب مقاله بالتنويه إلى أنه بينما يُقام مستشفى عسكري جديد بقيمة مليار دولار في ألمانيا، لا بد لنا أن نسأل عن المكان الآخر الأجدر والأحق أن يُبنى فيه هذا المستشفى، وأن نسأل عن الوجه الآخر الأجدر والأحق أن ننفق فيه مليار دولار. ويجب أن نتساءل عن سبب وجود أي قواعد أميركية في ألمانيا حاليًا، بعد مرور 30 عامًا من نهاية الحرب الباردة ومرور أكثر من 75 عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية. ويجب أن نسأل لماذا لا تنسحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط بأسره بدلًا من الانسحاب من أفغانستان فحسب.

وبعيدًا عن طرح هذه الأسئلة، يمكن للمواطنين الأميركيين وقادتهم مطالبة البلاد بالتخلي عن إنشاء قواعد عسكرية خارجية هجومية والتخلي عن إستراتيجية الحروب الممتدة. وقد يبدو الأمر صعبًا، على الرغم من أنه لا يجب أن يبدو كذلك، ولكن يمكننا المطالبة بتبنِّي سياسة خارجية لا تعتمد على القتال، ولكن تعتمد على الدبلوماسية والتعاون الدولي والحد من العنف والتمسك بالمبادئ الجوهرية لأفضل التقاليد في تاريخ الولايات المتحدة: الديمقراطية والإنصاف والعدالة.

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:30
الشروق
6:43
الظهر
12:23
العصر
15:36
المغرب
18:21
العشاء
19:11