X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

التقرير التربوي اليومي :: التقرير التربوي اليومي 7-9-2022

img

 

 

قضايا

المصدر

1

شحاذة" رسمية وابتزاز للمجتمع الدولي: لن نعلّم السوريين!

المدن

2

ميقاتي في اجتماع الدول المانحة والمنظمات الدولية لإنقاذ العام الدراسي: أولويتنا فتح المدارس

وطنية

3

إنقاذ المدرسة ومواجهة "العبث" بالتعليم!

النهار

4

الوضع التربوي.. نحو الأسوأ!

MTV

5

نتائج الدورة الثانية لشهادة الثانوي: مستوى سيء

المدن

 

الوزارة ولجنة التربية

 

6

ابتزاز "عنصري" لـ16 ألف طالب عراقي: موظفو التربية متهمون

المدن

 

الجامعة اللبنانية

لبنانية

7

تصديع جبهة الأساتذة: فك إضراب "اللبنانية" قريباً

المدن

8

المعلم الذليل لا ينتج إلا ذلًّا

بوابة اتربية

 

الجامعات الخاصة

 

9

مذكّرةُ تفاهمٍ بين الجامعة اللُّبنانيَّة الدُّوليَّة ومجموعة أبوغزالة

وطنية

10

مركز المحاكاة السريرية في المركز الطبي للبنانية الأميركية يحصل على أجهزة جديدة من USAID وASHA

وطنية

 

الشباب

 

11

أسامة سعد للمشاركين في "مخيم الشباب القومي العربي": نعول عليكم في بناء الأوطان بعيدا عن تخاذل الحكام

وطنية

12

مؤتمر صحافي لأهالي الطلاب في الخارج في المجلس الوطني للإعلام في 8 الحالي

وطنية

 

التعليم الرسمي

 

13

توجّس من عدم انطلاق العام الدراسي ومطالب بتحويل أموال الدول المانحة مباشرة إلى الطاقم التعليمي

نداء الوطن

14

معلّمون يعيشون بـ3 دولارات.. وبلا خدمات طبيّة

MTV

15

اللجنة الفاعلة لمتعاقدي الاساسي طالبت البنك الدولي بدفع أموال الدعم عبر OMT

وطنية

 

التعليم الخاص

وطنية

16

الحلبي ممثلا الرئيس عون في المؤتمر السنوي 28 للمدارس الكاثوليكية: لعدم تعميم الإحباط

وطنية

17

الراعي: ليكن تطوير المنهج التربوي بعيدًا عن التمثيل الحزبيّ والسياسيّ،

وطنية

18

بهية الحريري خلال إطلاق  العام الدراسي في ثانوية رفيق الحريري:  نريد جيلاً منتمياً للبنان منفتحاً على قضاياه

وطنية

19

برتونشللو زار مقر مؤسسات الصدر في صور ضمن تمتين العلاقات مع اليونيفيل

وطنية

 

مختلف

 

20

القرطاسية المدرسية نار... والأهالي: "طفح الكيل"

لبنان الكبير

 

 

قضايا

 

  • قضايا:
  • "شحاذة" رسمية وابتزاز للمجتمع الدولي: لن نعلّم السوريين!

وليد حسين ــ المدن ــ استمع ممثلو الجهات المانحة إلى الجهات المعنية في وزارة التربية، للوقوف عند حاجاتهم من أجل إطلاق العام الدراسي، سواء في المدارس الرسمية أو الجامعة اللبنانية. وكان رأي البنك الدولي سلبيا بما طالب به وزير التربية عباس الحلبي.
لقاء امتد لساعات عرض كل طرف فيه حاجاته بالتفصيل الممل. وكانت افتتاحيته عامة بحضور وسائل الإعلام، ثم انتقل المجتمعون إلى جلسات مغلقة لتقييم الواقع.

  • عرض المطالب التفصيلية

وكان وزير التربية دعا إلى اللقاء مع الجهات المانحة، بغية تأمين مساعدات تمكّن وزارته من بدء العام الدراسي، الذي يبدو مستحيلاً في ظل تمنع أفراد الهيئات التعليمية عن الحضور إلى المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية.

وحضر اللقاء الذي عقد اليوم الثلاثاء في 6 أيلول، ممثلون عن المنظمات الدولية والبنك الدولي وسفراء دول وممثلين عن الجامعة اللبنانية وروابط المعلمين في المدارس والجامعة اللبنانية.

ووفق مصادر المجتمعين، سأل ممثل البنك الدولي الوزير الحلبي بعد عرض وزارته الحاجات، عن التقدم الذي حصل منذ العام الفائت، ولماذا لبنان يطلب مساعدة (نحو مئة مليون دولار للتعليم ما قبل الجامعي و37 مليون دولاراً للجامعة اللبنانية وعشرين مليون دولار للتعليم المهني) في ظل عدم تطبيق الإصلاحات المطلوبة، منها دمج الطلاب السوريين واللبنانيين في فتري قبل وبعد الظهر، لتقليص النفقات.
لذا أخذ الحلبي الكلام وأكد أن لبنان في حاجة ملحة للدعم من أجل إنقاذ العام الدراسي. وتطرق إلى أنه في حال لم تقدم الحوافز للأساتذة من الجهات المانحة لن يعود الأساتذة إلى المدارس.

وبدا الحلبي مستفزاً من محدّثه فغمز من قناة تعليم الطلاب السورييين قائلاً لمحدثه إنه لا لزوم للبرامج الدولية الخاصة بتعليم الطلاب السوريين طالما أن التلامذة اللبنانيين لن يتمكنوا من تحصيل علمهم. وقال لن نقترض لكي نعلم غير اللبنانيين. ما اعتبره الحاضرون "موقفاً مشرفاً من لبنان". 

ووفق المصادر، عرض رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران عرضاً مفصلاً بكليات الجامعة وعدد الأساتذة والطلاب وحاجات الجامعة التفصيلية، بما يتعلق بتأمين اللوجستيات والكلفة التشغيلية لتسيير العام الدراسي، فضلاً عن تأمين حوافز للأساتذة والطلاب. وكذلك فعل مدير عام وزارة التربية عماد الأشقر، الذي عرض حاجات وزارته بما يتعلق بالمدارس الرسمية ومتطلبات بدء العام الدراسي، وتخصيص حوافز للأساتذة، بمختلف مسمياتهم الوظيفية.

واستمع ممثلو الجهات المانحة إلى المطالب اللبنانية الكبيرة والكثيرة، لكن موقف البنك الدولي كان سلبياً بما يتعلق بهذه المطالب. 
يفترض أن تعقد اجتماعات أخرى أكثر تخصصية لكل قطاع، لمعرفة ماذا يمكن أن تقدم تلك الجهات من مساعدات. لكن إلى حين معرفة الموقف النهائي الذي سترسو عليه المفاوضات، لا انطلاق للعام الدراسي في المدى المنظور. 

ووفق المصادر تصل قيمة الحوافز التي عرضت لكل استاذ في التعليم الرسمي إلى نحو 130 دولاراً شهرياً، هذا فيما تطالب روابط المعلمين بـ300 دولار أقله، كي يعودوا إلى المدارس. 

  • تذليل العقبات

وافتتح اللقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بكلمة أشار فيها إلى أن "لبنان يمر حاليا بصعوبات اقتصادية واجتماعية وتربوية، والتحدي الكبير أمامنا هو أن نفتتح عاماً دراسياً طبيعيًا. وبجهد معالي الوزير والعاملين في الوزارة، وبالتعاون مع الدول المانحة وشراكتهم، يمكننا إنجاح العام الدراسي الجديد، وأن يكون عاماً عادياً في كل مراحل التعليم، وصولاً إلى التعليم الجامعي".

ولفت ميقاتي إلى أنه اجتمع الأسبوع الفائت برؤساء النقابات التربوية، مؤكداً أن "كل ما يطالبون به مطالب محقة، وبالتعاون مع جميع المعنيين سنعمل على تطبيقها، ليكون العام الدراسي طبيعياً". وأضاف: "وجود الهيئات والمنظمات الدولية في هذا اللقاء مهم جداً، ونحن نشكرهم على مساعداتهم العام الماضي من أجل إطلاق العام الدراسي ومواكبته. وكلنا أمل أن هذا الأمر سيتكرر هذا العام. ومن هذه النقطة يبدأ التعاون لرسم حاضر الأجيال ومستقبلها. والحكومة عازمة على تذليل  كل الصعوبات ليكون العام الدراسي والجامعي مثمرًا وناجحًا".

  • وزير التربية

أما وزير التربية عباس الحلبي فلفت إلى أن العام الدراسي الجديد يحل ثقيلاً على العائلات في لبنان، في ظل ظروف تزداد صعوبة على الصعد كافة، إذ انه يتزامن مع انهيار إضافي في سعر صرف العملة اللبنانية تجاه الدولار الأميركي، ومع مساع لتشكيل حكومة جديدة وتحضيرات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إضافة إلى ازمات داخلية وخارجية لا تعد ولا تحصى.

وحذر من أن لبنان في مواجهة خطر الانزلاق إلى كارثة انسانية محققة نتيجة الانهيارات المعيشية والاجتماعية والمالية، والقطاع التربوي ليس بمعزل عن هذه الانهيارات، من تصاعد مطالب المدارس الخاصة ودولرة الأقساط واستيفاء الدولار الأميركي من الأهالي الذين لا يستطيعون في غالبيتهم الاستمرار بهذه الحال، مما يؤدي إلى التسرب من المدارس أو المهنيات أو الجامعات الخاصة إلى المؤسسات الرسمية، ويجعل المؤسسات الرسمية غير قادرة على  تأمين مستلزمات النوعية الجيدة في التعليم، والبيئة الآمنة الحاضنة.

 

  • ميقاتي في اجتماع الدول المانحة والمنظمات الدولية لإنقاذ العام الدراسي: أولويتنا فتح المدارس/ الحلبي: لن نقترض لنعلم غير اللبنانيين

وطنية - شدد رئيس حكومةتصريف الاعمال نجيب ميقاتي على أن "اولويتنا هي فتح المدارس في المواعيد المقررة وان يعود التلامذة الى مدارسهم لتلقي التعليم، فالوطن لن يتعافى الا اذا انشأنا اجيالا متعلّمة ومثقفة"، مذكرا بأننا "نمر حاليا  بصعوبات اقتصادية واجتماعية وتربوية، والتحدي الكبير امامنا هو أن نفتتح عاما دراسيا طبيعيا، وبجهد معالي الوزير والعاملين في الوزارة". وشكر "الجهات الدولية على دعم لبنان في العام الدراسي الماضي"، آملا أن "يتكرر الدعم هذا العام الدراسي ايضا".

بدوره، أكد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي أن "لبنان بحاجة ملحة للدعم من اجل إنقاذ العام الدراسي"، مشددا على انه "في غياب الحوافز من الجهات المانحة لن يحضر الأساتذة إلى المدارس وبالتالي لا لزوم لكل البرامج الدولية، وإذا لم يتعلم التلامذة اللبنانيون في دوام قبل الظهر بسبب غياب الحوافز فلن يتعلم غير اللبنانيين في دوام بعد الظهر"، لافتا إلى "أننا لن نقترض لكي نعلم غير اللبنانيين".

كلام الرئيس ميقاتي والحلبي جاء خلال زيارة قام بها رئيس الحكومة إلى وزارة التربية والتعليم العالي ظهر اليوم، في اطار مواكبته اطلاق العام الدراسي الجديد، وعقد اجتماعا مع الحلبي، قبل مشاركتهما في اجتماع لممثلي الدول المانحة والمنظمات الدولية، لطلب دعمهم من أجل إنقاذ العام الدراسي وإنجاحه، تحت عنوان "تفادي كارثة انسانية وتربوية - العودة إلى التعلّم".

اللقاء مع الجهات المانحة عقد في قاعة المسرح في الوزارة، بحضور سفراء: إسبانيا خيسوس سانتوس إغوادو، إيطاليا نيكوليتا بومباردييري وهولندا هانز بيتر فان دير فاوديه، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة وممثل اليونيسف في لبنان السيد إدواردو بيجبيدر ، وجمع من ممثلي الدول المانحة، ومنظمات الأمم المتحدة، والوكالات الحكومية، والجمعيات الدولية الشريكة، وكبار موظفي وزارة التربية والجامعة اللبنانية والمركز التربوي للبحوث والإنماء ورؤساء روابط أساتذة الجامعة اللبنانية والتعليم الثانوي والأساسي والمهني والتقني وجمع من التربويين والإعلاميين.

الحلبي 

بعد النشيد الوطني وتقديم من المستشار الإعلامي لوزير التربية ألبير شمعون، أشار فيه إلى "اهمية العمل المشترك لإنقاذ العام الدراسي"، قال الحلبي: "في قلب الأزمات نعرف رجال الدولة . فالأزمات محك الرجال الرجال، وها هو دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي يحل علينا وعلى أهل التربية ، قائدا بكامل المسؤولية ، في سابقة لم نعهدها في تاريخ لبنان ، وفي موقف متقدم ، واضح وصريح ، بأن التربية قضية وطنية أولى في سلم اهتماماته، وأن أهل التربية في قلبه وضميره وفي يومياته، وليسوا متروكين لقدر مظلم، وان أبناء الوطن لن يكونوا خارج منظومة التعليم. فأهلا وسهلا دولة الرئيس، بين أهلك ومحبيك، فقد رعيت اللقاء التشاوري التربوي على مدى ثلاثة ايام في السراي واستمعت إلى كل تفاصيل الملفات التربوية ، واسهمت في توفير مقومات العام الدراسي ، وراهنت على الإمتحانات الرسمية كاستحقاق وطني ، ونحن معك ربحنا الرهان ، وانجزنا الدورة العادية ، وبالأمس أصدرنا نتائج الدورة الإستثنائية ، ونحضر للعام الدراسي الجديد".

أضاف: "يحل العام الدراسي الجديد ثقيلا على العائلات في لبنان، في ظل ظروف تزداد صعوبة على الصعد كافة، إذ انه يتزامن مع انهيار إضافي في سعر صرف العملة اللبنانية تجاه الدولار الأميركي، ومع مساع لتشكيل حكومة جديدية وتحضيرات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ، إضافة إلى ازمات داخلية وخارجية لا تعد ولا تحصى. وعلى الرغم من كل ذلك فإن عزمنا وتصميمنا واضحان لجهة فتح المدارس والمعاهد الفنية والجامعات ، والعودة إلى التعليم الحضوري ، وكلنا امل بأن يتجاوب مع تصميمنا الشركاء والأصدقاء في العالم".

وتابع: "انطلاقا مما تقدم، نجتمع اليوم لتجديد الشراكة في ما بيننا ، ولعرض خطط العودة إلى التعليم والتعلم ، والتي سوف تتناول القطاع التربوي الرسمي بأكمله، بما في ذلك الجامعة اللبنانية، والتعليم المهني التقني، والتعليم العام، والمركز التربوي للبحوث والإنماء، في حضور ممثلي روابط الأساتذة والمعلمين. نحن في مواجهة خطر الانزلاق إلى كارثة انسانية محققة نتيجة الانهيارات المعيشية والاجتماعية والمالية، والقطاع التربوي ليس بمعزل عن هذه الانهيارات، من تصاعد مطالب المدارس الخاصة ودولرة الأقساط واستيفاء الدولار الأميركي من الأهالي الذين لا يستطيعون في غالبيتهم الاستمرار بهذه الحال، مما يؤدي إلى التسرب من المدارس أو المهنيات أو الجامعات الخاصة إلى المؤسسات الرسمية، ويجعل المؤسسات الرسمية غير قادرة على  تأمين مستلزمات النوعية الجيدة في التعليم، والبيئة الآمنة الحاضنة".

وأردف: "أما في ما خص التعليم العام والتعليم المهني، فإنني أتوجه بالشكر إلى الجهات المانحة كافة، التي استجابت في العام الدراسي الماضي إلى تأمين سلة من الحوافز والعطاءات المالية والهبات العينية: من طباعة الكتب المدرسية وتوزيعها، والقرطاسية والأجهزة الإلكترونية ووجبات الطعام والحصص الغذائية، وضخ كميات من النقد في صناديق المدارس للمساعدة بتغطية الكلفة التشغيلية، وقد تعرضت هذه الكميات من النقد إلى التضييق في سقف السحوبات من جانب  المصارف كونها أودعت بالليرة اللبنانية في حسابات المدارس لدى هذه المصارف، وقد شملت هذه العطاءات مبلغ ال 90 دولارا كحوافز للمعلمين والعاملين في المدارس ، ما أتاح عاما دراسيا طبيعيا إلى حد ما ، وقد حققنا إنجاز الامتحانات الرسمية وأعدنا الاعتبار للشهادة الرسمية وانجزنا الدورة الإستثنائية ، كما استفاد المعلمون والعاملون في الامتحانات الرسمية من العطاءات لتأمين المراقبة والتصحيح وإصدار النتائج".

وقال: "لقد اسهمت هذه الهبات أيضا في تمكين الوزارة من تنفيذ برنامج التعافي، والإهتمام بالدمج المدرسي ورفع المدارس الدامجة إلى ستين بدلا من ثلاثين ، وحماية الطفل وتعويض الفاقد التعليمي وتدريب المعلمين على التعليم الإجتماعي الإنفعالي، وتنفيذ  المدرسة الصيفية للعام الثاني على التوالي، والتي أتاحت لنحو 97 ألف طفل وطفلة ، متابعة الدروس والمشاركة بأنشطة تربوية وترفيهية، ضمن إطار من الدعم النفسي والاجتماعي".

أضاف: "من جهة ثانية، فقد تابعنا مع المركز التربوي للبحوث والإنماء ، ورشة تحديث مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، وتدريب المعلمين، وتأهيل المباني المدرسية وأيضا جمع البيانات ضمن النظام الموحد SIMS. كما أطلقنا مع الشركاء آليات التمويل التي تعتمد على الشفافية والحوكمة الرشيدة. إننا نتوجه بالشكر العميق ، لجميع من أسهم في تحقيق هذه الانجازات ، من معلمين وإداريين ومنظمات محلية ودولية وجهات مانحة. لم تتوافر لدينا هذه السنة وحتى هذا التاريخ ، سلة عطاءات تأخذ في الاعتبار الفروقات الهائلة التي حصلت في الوضع المعيشي ، وتدني قيمة الرواتب والأجور وبدلات النقل وكلفة التشغيل ، حيث كانت كلفة صفيحة البنزين نحو  200 ألف ليرة وباتت الآن تقارب  700 ألف ليرة، والجميع يتوقع أن يتحول استيفاء قيمة البنزين بالدولار الفريش ، مما يعني استحالة انتقال الأساتذة والمعلمين والعاملين والطلاب والتلاميذ إلى الجامعات والمعاهد والمدارس".

وتابع: "من جهة ثانية نسعى مع حاكم مصرف لبنان لنستوفي الأرصدة المتبقية في صناديق المدارس بهدف تمكين المدارس من تغطية كلفتها التشغيلية. تبقى أمامنا عقدة الكهرباء والانترنت للمدارس والتلاميذ ما يستوجب توفير ميزانية خاصة مركزية لدى الوزارة لتوريد مادة المازوت إلى المولدات من جهة، ودراسة إمكان تركيب نظام طاقة شمسية بديلة من جهة أخرى. وفي حال لم تتوافر هذه العطاءات ، نعتقد أن الأساتذة والمعلمين لن يلتحقوا بصفوفهم، كما نعتقد أن التلامذة في التعليم ما قبل الجامعي لن يستطيعوا الالتحاق بمدارسهم ، ولا قدرة لأهاليهم على تغطية كلفة النقل والمستلزمات ، الأمر الذي يشكل تهديدا حقيقيا لاستمرارية المدرسة الرسمية التي تؤمّن التعليم الأساسي خصوصا للفئات المهمشة والفقيرة، بحيث تصيب هذه المشكلة ما يزيد عن 300 ألف تلميذ وتلميذة.

 وإذا ما استمرت دولرة الأقساط في المدارس الخاصة على النمط الذي أصبح معروفا، وتسرّب التلامذة من الخاص إلى الرسمي سنكون أمام عقبة عدم القدرة على افتتاح العام الدراسي ، وهنا تكمن المشكلة الإنسانية التي نتحدّث عنها.

أما التعليم المهني والتقني الذي يعتبر الخزان البشري لليد العاملة ، فهو يعاني أيضا من التحديات التي ذكرناها من تجهيزات وفيول وانترنت ويحتاج إلى تضافر الجهود لدعمه والنهوض به كي يبقى مساحة متاحة للتلامذة الراغبين بالتوجه بعيدا عن التعليم الأكاديمي العام".

وأردف: "هذا الخطر ينسحب أيضا على الجامعة اللبنانية، التي تفتقر إلى مقومات الصمود، ولن نستكين حتى يستقر العام الدراسي الجامعي ،ويتم تامين الحد الأدنى المقبول ليعيش الأستاذ الجامعي بكرامة ، وتفتح الجامعة اللبنانية أبوابها امام اساتذتها وطلابها ، وتتوافر لها اعتمادات التشغيل والطاقة واللوازم المخبرية ، وإننا مع رئيس الجامعة وعمدائها ورابطة اساتذتها ، نعول الكثير على الدعم الذي نتلقاه من دولة الرئيس ومن المعنيين ، لكي نعيد إلى الجامعة اللبنانية دورها وحضورها وتألقها ،  وإن أي تراخٍ في هذا الموضوع سوف يؤدي إلى هجرة الأدمغة ويحرم لبنان من النخب التي يعول عليها في عملية النهوض، وهي خسارة لا تعوّض للرأسمال البشري الذي هو نتيجة نظام تربوي ما قبل الجامعي ومهني وجامعي وهي الميزة التي جعلت لبنان مصدرا للكفاءات ومعقلا للانفتاح على كل الثقافات والحضارات".

وقال: "إنني اتكلم بصراحة ووضوح تامّين، إذا لم يتوافر التعليم للبنانيين، فإننا نعلن أنه لن يكون بوسعنا تعليم غير اللبنانيين. ليس لأننا ضد تعليم غير اللبنانيين، فنحن نعلن كل يوم التزامنا بتقديم التعليم الجيد إلى جميع التلامذة  الموجودين على الأراضي اللبنانية ، بل لأن اللبنانيين عبر التاريخ باعوا الأرض التي يعيشون من غلالها ليعلّموا أبناءهم، ولن نسمح بألا يتعلموا في القرن الواحد والعشرين، مما قد يتسبب في طبقية في التعليم تؤدي إلى ثورة لا تحمد عقباها. فضلا عن أن هذا الموضوع، وكما هو معروف، موضوع سجال في لبنان حول عملية دمج السوريين مع اللبنانيين، وموقفنا منسجم مع موقف الحكومة برفض هذا الأمر وتعطيل أي محاولة بهذا الخصوص".

أضاف: "المشكلة الإنسانية الناتجة عن هذا التوصيف الدقيق سيؤدي حتماً إلى تفاقم الأزمات والانهيارات في البلد، ومن جهة ثانية سيصبح التسرب من المدارس حقيقة واقعة تكاد أن تصبح كارثة انسانية بكل المعايير، ويصبح البلد معرضا للخطر الأمني وإدمان المخدرات والأعمال الإرهابية وشتى أنواع الإنحرافات الشبابية ، وربما يوحي بأن هذه المشكلة تصبح عصية عن الحل. إننا لا نهوّل بالمنسوب العالي للخطر الذي سيواجهنا، لكننا نحاول أن نستدركه بالتوجه إلى الجهات المانحة والدول الصديقة ، التي وإن كان لها مواقف في السياسة تجاه لبنان تجعلها تمتنع عن مد يد المساعدة إليه، إلا أن كل مواقف الدول الصديقة كانت تستثني من الموقف السياسي الرافض لأي مساعدة نتيجة عدم قيام الدولة اللبنانية بما هو مطلوب تجاه المجتمع الدولي، إلا أنه في الواقع أن الاستثناء كان للدواعي الإنسانية وأعمال الإغاثة وكل ما له علاقة بضمان استمرار المرافق العامة التي تحول دون الانهيار الشامل والارتطام الكبير".

وتابع: "في ظل هذه الظروف لم تتوقف الوزارة عن العمل على تحضير الخطط للعام الدراسي المقبل، وسنعرض اليوم الخطط والبرامج الموضوعة من جانب الجامعة اللبنانية والتعليم المهني والتقني والمديرية العامة للتربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، والتعليم العالي والجامعة اللبنانية  ، بهدف الإضاءة على الأولويات والحاجات الملحة، والتحديات والمخاطر، والكلفة المقدرة لتنفيذ البرامج وكذلك الفجوة في التمويل".

وأردف: "نجتمع اليوم لنقول للجهات المانحة والمنظمات الدولية التي نعرف تماما مدى حرصها على تفادي حدوث انهيار اجتماعي في لبنان، ان الوزارة بكامل وحداتها جاهزة لإطلاق العام الدراسي المقبل، والبدء بالتسجيل وانتظام الدراسة مطلع الشهر المقبل، إنما نحن في حاجة إلى الدعم من جانبكم لسد الفجوات في التمويل والتي تعجز الموازنات المتاحة لنا من تغطيتها. ونؤكد مجددا على تمسكنا بتطبيق البرامج والخطط في إطار متكامل من الشفافية والمحاسبة والحوكمة الرشيدة. ، واننا لن نقترض لتعليم غير اللبنانيين".

وختم: "إن الوقت المتاح ليس لصالحنا، لذلك نأمل مساهمتكم في إنقاذ جيل كامل من المتعلمين ودرء الكارثة الإنسانية التي نتوقع حدوثها في حال لم نتمكن من فتح أبواب الجامعات والمعاهد والمدارس لاستقبال الطلاب والتلاميذ في مكانهم الطبيعي وهو غرفة الصف. أكرر الترحيب بكم في وزارة التربية والتعليم العالي، وآمل ان تنقلوا إلى حكوماتكم وإداراتكم ، خطورة الأزمة ، وكلنا امل بأن تبقوا إلى جانبنا".

  • الرئيس ميقاتي  

من جهته، شكر ميقاتي وزير التربية والعاملين في الوزارة على "جهودهم لتأمين العام الدراسي السابق والجديد  وتحديث المناهج، رغم الطروف الصعبة التي يمر بها الوطن والقطاع التربوي ككل".

وقال: "إن وزارة التربية، باعتراف الجميع، هي حضن الوطن، وإحدى اهم القطاعات في الدولة. وحضورنا هنا اليوم تأكيد جديد على الاهمية التي نوليها لقطاع التربية، لانه اذا كان الجيل الجديد بخير فكل الوطن يكون بخير. من هنا فإن اولويتنا هي فتح المدارس في المواعيد المقررة وان يعود التلامذة الى مدارسهم لتلقي التعليم.فالوطن لن يتعافى الا اذا انشأنا اجيالا متعلّمة ومثقفة".

أضاف: "نمر حاليا بصعوبات اقتصادية واجتماعية وتربوية، والتحدي الكبير امامنا هو أن نفتتح عاما دراسيا طبيعيا، وبجهد معالي الوزير والعاملين في الوزارة، وبالتعاون مع الدول المانحة وشراكتهم، يمكننا انجاح العام الدراسي الجديد، وان يكون عاما عاديا في كل مراحل التعليم، وصولا الى التعليم الجامعي".

وتابع: "اجتمعت الاسبوع الفائت برؤساء النقابات التربوية، وكل ما قالوه هو مطالب محقة، وبالتعاون مع جميع المعنيين سنعمل على تطبيقها، ليكون العام الدراسي طبيعيا".

وقال: "ان وجود الهيئات والمنظمات الدولية في هذا اللقاء مهم جدا ، ونحن نشكرهم على مساعداتهم العام الماضي من اجل اطلاق العام الدراسي ومواكبته، وكلنا أمل أن هذا الامر سيتكرر هذا العام. ومن هذه النقطة يبدأ التعاون لرسم حاضر الاجيال ومستقبلها. والحكومة عازمة على تذليل كل الصعوبات ليكون العام الدراسي والجامعي مثمرا وناجحا".

  • بدران

بعد كلام الرئيس ميقاتي خرج الإعلاميون من القاعة وأصبحت الجلسة مقفلة، وبدأت بعرض لرئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران عن تاريخ الجامعة اللبنانية ودورها وعدد طلابها الذي يناهز 80 ألف طالب، وشرح معاناة اساتذتها وموظفيها وهجرة العديد منهم نتيجة انحدار قيمة صرف العملة اللبنانية تجاه الدولار، حيث انخفضت قيمة الرواتب إلى ما دون التسعين بالمائة. ولفت إلى ان "العديد منهم كانوا يؤمنون الدروس لطلابهم من بعد، وبالتالي خسرت الجامعة نوعية التعليم الحضوري المباشر، كما خسرت مقومات إجراء البحوث العلمية".

وتحدث عن اوضاع المجمعات الجامعية في الحدث والفنار والشمال وحاجاتها إلى الصيانة والتشغيل، وكذلك حاجات الفروع المناطقية، مشددا على أن غياب الطاقة الكهربائية والإنترنت والصيانة أدى إلى تعطيل الحياة الجامعية، لا سيما وأن الأساتذة والموظفين في إضراب. وكشف أن الحاجات كافة للجامعة تبلغ نحو 36 مليون دولار راهنا".

الحاج  
ثم تحدث حسام الحاج ممثلا المديرة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري، فأشار إلى "التحديات الراهنة التي يواجهها القطاع ، والتي ادت إلى اتخاذ قرارات بمتابعة التعليم من بعد بالتعاون مع الوكالات والجهات المانحة"، لافتا إلى "إنجاز الإمتحانات الرسمية بدورتيها وإصدار نتائجهما وعرض الخطة التي وضعتها المديرية العامة للتعليم المهني والهادفة إلى المحافظة على القطاع ومتابعة التعليم مع ضرورة توفير الحوافز للمعلمين والعاملين في القطاع".

وعرض موازنة التعليم المهني بما فيها من أكلاف ومداخيل، لافتا إلى النقص المطلوب توفيره لإنقاذ العام الدراسي .

الأشقر  
ثم تحدث المدير العام للتربية عماد الأشقر وعرض فيلما يوثق فيه المشاكل والصعوبات والحاجات والتطلعات، وخصوصا الحوافز والمحروقات للكهرباء والتشغيل والتدفئة والنقل. وأشار إلى نجاح المدرسة الصيفية، شاكرا جميع المانحين والداعمين.

وتطرق الى الضغوط التي يعاني منها القطاع التربوي نتيجة ازمة النازحين وجائحة كورونا والأزمة المالية والحياتية وأزمة الطاقة، مبديا خشيته من أن "تؤدي الأزمة الراهنة إلى تغيب الأساتذة عن المدارس وبالتالي توقف التعليم إذا لم تتوافر لهم الحوافز والعطاءات اللازمة".

وشرح بالأرقام تكلفة كل جانب من الخطة والنقص المالي الواجب توافره لإنقاذ العام الدراسي.

إسحق  
ثم عرضت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق مهام المركز، شاكرة الجهات المانحة على الدعم الذي تحتاج إليه التربية ومؤسساتها. واشارت إلى تدريب المعلمين وإجراء البحوث التربوية ووضع المناهج والكتب المدرسية وتدريب المعلمين.

وتحدثت ايضا عن التحضيرات للعام الدراسي الجديد وإنجاز المواضيع التي تستند إليها  بالنسبة إلى الى الإمتحانات الرسمية، وكذلك تحديد المناهج التربوية للعام الدراسي الجديد على أساس 32 أسبوع تعليم.

ولفتت إلى "قرب إطلاق الكتاب الرقمي وضرورة تأمين الكتاب المدرسي الورقي طالبة من الجهات المانحة دعم لبنان في طبعه"، مشيرة إلى "العمل الحالي على التحول الرقمي والمنصات الإلكترونية الآمنة للمتعلم والمعلم".

ولفتت إلى توزيع مراكز تشخيص الصعوبات التعلمبة في المناطق ، داعية "المانحين إلى المساعدة في توفير الطاقة والحوافز المالية، واستكمال المناهج التربوية بالتماهي مع الخطة الخمسية للمركز ووزارة التربية".

  • مداخلات

ثم كانت مداخلات لعدد من الجهات المانحة والداعمة رد عليها المتحدثون، وختمها الحلبي بالقول: "لن نقترض لكي يتعلم غير اللبنانيين، واننا في غياب الحوافز لن يحضر المتعلمون إلى المدارس، وبالتالي في حال لم يتعلم التلميذ اللبناني فإننا لن نعلم غير اللبنانيين".

 

  • إنقاذ المدرسة ومواجهة "العبث" بالتعليم!

"النهار" ــ ابراهيم حيدر ــ لا تظهر في الأفق مؤشرات تدل على إمكان البدء بالسنة الدراسية الجديدة في المدرسة الرسمية، فيما تتحضر المدارس الخاصة للانطلاق بالتعليم رغم الخلاف حول دولرة الاقساط والتي تُسعر في بعض المدارس وفق حركة السوق. ولا تزال رابطات التعليم في القطاع الرسمي على موقفها بمقاطعة اللدراسة إلا بعد تحقيق المطالب بتصحيح الرواتب ودفع بدلات النقل وتأمين المحروقات، وتسديد المتاخرات من المساعدات الاجتماعية والمنح التي تقدمها الجهات المانحة. وقد بات واضحاً أن الأزمة اليوم في ظل الانهيار في البلد وتفكك المؤسسات هي أخطر بكثير في القطاع التربوي من الأعوام السابقة، حيث الدراسة مهددة خصوصاً في التعليم الرسمي.

جرت محاولات كثيرة خلال الأشهر الماضية نجحت فيها التربية بتأمين منح من الجهات المانحة للاساتذة، إضافة إلى مساعدات اجتماعية من الحكومة، وتمكنت رغم كل الصعوبات من استكمال العام الدراسي بتعويض نسبي للفاقد التعليمي وإجراء الامتحانات، وهما شكلا قاعدة لمسار جديد يؤسس لانطلاقة جادة للتعليم، حيث يتحمل الجميع المسؤولية لتأمين المقومات الاساسية التي يستحيل معها الوصول إلى المدرسة ما لم تقدمها الدولة والمانحين. لكن ما لم يكن في الحسبان أن الانهيار وصل إلى ذروته، في وقت لا يبدو أن التعليم لدى الطبقة الحاكمة أو الفريق الذي يتولى شؤون البلد، هو من الاولويات. حُجزت المساعدات المالية ونُصبت المتاريس في وجه التربية من داخل الحكومة نفسها، وبات الجميع يعبث بهذا القطاع علماً أن الحكومات كلها لم تكن تتعامل مع المدرسة الرسمية إلا بالتنفيعات والتوظيف، فدفعت أثماناً باهظة نتيجة تلك سياسات المدمرة.

الأزمة اليوم هي الاخطر في تاريخ التعليم، فما لم يتم التوافق على بدء السنة الدراسية في سيكون مصير نحو 320 الف تلميذ وتلميذة في الرسمي أمام المجهول، وسيعاني التعليم من ارتدادات السياسات التي أوصلته إلى الجحيم، مهدَداً بوجوده، وهو ما يرتب مسؤوليات كبرى على الدولة وأيضاً المعلمين وسائر مكونات المدرسة. الوضع المزري الذي يمنع حتى الآن افتتاح السنة الدراسية والبدء بتسجيل التلامذة لا تحله اقتراحات البعض العبثية بإعلان حالة طوارئ تربوية ترفع المسؤولية عن المتسببين بوصولالتعليم إلى هذا التعثر، بل بتحملها ودعم الجهود التي تقوم بها التربية وتأمين مقومات الحد الادنى لبقاء المدرسة واستمرارية التعليم، وإلا فإننا سندخل في النفق المظلم حيث لا يبقى للتعليم الرسمي سوى بعض الزواريب التي تتحكم بها البيئات الأهلية والطائفية وتستثمرها كما تريد في مشاريعها وضمن محمياتها الضيقة والخاصة.

الأولوية اليوم هي لإنقاذ المدرسة والتعليم، ولا صوت يجب أن يرتفع إلا ضمن هذه المعادلة، والانقاذ هو لبقاء المدرسة واستمرارها بعيداً من المزايدات الشعبوية التي ترفع شعارات عفا عليها الزمن بعدما جرى العبث بالتعليم في طوال سنوات إلى أن بتنا نسمع بمكونات طفيلية تتحكم بالمدرسة ومستقبلها، تارة تعطل الدراسة وتارة أخرى توظفها قوى للتخريب، وثالثة تبقى عصية على التسويات، فيما الجسم التعليمي الحقيقي ينوء تحت أعباء ضاغطة لا يستطيع معها الصمود ما لم تؤمن له المقومات الضرورية لحماية المدرسة.

هناك محاولات جادة يبذلها وزير التربية بالعلاقة مع الجهات المانحة، وأيضاً مع الحكومة للتمكن من توفير الحد الادنى من المساعدات والمنح، علماً أن المدرسة الرسمية تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين، وهو ما يرتب مسؤوليات مضاعفة على المانحين لدعم التعليم في لبنان. الازمة لا تتحملها التربية وحدها، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم لانقاذ المدرسة.

  • الوضع التربوي.. نحو الأسوأ!

كشف مدير برامج المركز اللبناني للدراسات محمد حمود، أنّ "الدراسة التي قام بها المركز أشارت إلى أنّ الوضع التربوي متّجه نحو الأسوأ".

ولفت في حديث لـ"صوت لبنان"، إلى أنّ "42 في المئة من مدخول الأهل يذهب إلى تعليم ولد واحد فقط، كما أنّ 73 في المئة من الأساتذة يفكّرون بترك القطاع".

 

  • نتائج الدورة الثانية لشهادة الثانوي: مستوى سيء

المدن - بخلاف الدورة الثانية للعام الفائت انخفضت نسبة نجاح الطلاب الذين تقدموا للامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بشكل لافت. فقد أظهرت النتائج التي صدرت مساء أمس الإثنين أن نسبة النجاح في فرع الإنسانيات وصلت إلى 50 بالمئة، بتراجع نحو خمس نقاط عن الدورة الثانية للعام الفائت. وهي أعلى نسبة نجاح نظراً لعدد الطلاب القليل الذي تقدم للامتحانات هذا العام. أما في باقي الفروع فقد وصلت نسبة النجاح في فرع علوم حياة إلى 19 بالمئة، بتراجع نحو عشر نقاط عن العام الفائت، وفي فرع علوم عامة وصلت نسبة النجاح إلى 31.7 بالمئة، بارتفاع نحو نصف نقطة عن العام الفائت، وفي فرع اجتماع واقتصاد وصلت النسبة إلى 31 بالمئة بارتفاع نحو ثماني نقاط عن العام الفائت.

  • سبعة طلاب بدرجة جيد

وفي التفاصيل، بلع عدد الطلاب الذين تقدموا للامتحانات نحو 2700 طالب، من أصل نحو 4 آلاف طالب قدموا طلباتهم. وكان مستوى الطلاب منخفضاً جداً ولم يحصل أي طالب على امتياز جيد جداً، واقتصر الأمر على سبعة طلاب نالوا درجة جيد: أربعة طلاب في اختصاص علوم حياة وطالبان في اقتصاد واجتماع وطالب في علوم عامة. فيما لم ينل أي طالب على درجة جيد في فرع الانسانيات. 

وتوعز مصادر تربوية انخفاض نسبة النجاح والمعدلات المنخفضة في النجاح إلى أن الامتحانات الرسمية في الدورة الأولى كانت معدة لنجاح جميع الطلاب. ومن رسب حينها كان الطالب الذي لم يستعد لإجراء الامتحانات. ما يعني أن المستوى الأكاديمي للطلاب الذين نجحوا في الدورة الحالية منخفض بشكل عام، مع وجود استثناءات تتعلق بارتباك الطالب في الدورة الأولى، أو تغيبه عن الامتحانات لأسباب خاصة حينها. وهذا يشرح انخفاض معدل العلامات ونيل سبعة طلاب فقط درجة جيد. 

وقد صدرت النتائج سريعاً نظراً لعدد الطلاب القليل من الذين لم يحالفهم الحظ في الدورة الأولى. وهذا انعكس على عدد المسابقات الواجب تصحيحها. وقد بدأ تصحيح مسابقات الامتحانات يوم الأربعاء الفائت في مركز بئر حسن، بعدما أرسلت جميع المسابقات من المحافظات إليه. وقد أمنت وزارة التربية عدداً كبيراً من المصححين لتسريع إصدار النتائج تمهيداً لتقديم الطلاب طلبات الانتساب للجامعات.  

 

الوزير والوزارة ولجنة التربية

  • الوزير والوزارة ولجنة التربية:

 

  • ابتزاز "عنصري" لـ16 ألف طالب عراقي: موظفو التربية متهمون

وليد حسين ــ المدن ــ بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على توقف وزارة التربية عن استقبال طلبات معادلة شهادات الطلاب العراقيين، أبلغ بعض الطلاب السفارة العراقية في بيروت عن بدء الوزارة باستقبال عدد محدد من الطلبات يوم أمس الإثنين.  

رحبت السفارة العراقية بالأمر، وهمّت لإصدار إعلان رسمي للطلاب، تعلن فيه عن بدء انفراج أزمتهم المستفحلة. لكن الموظفين المعنيين في وزارة التربية عادوا وأكدوا أن إضرابهم مستمر، وأن استقبال الطلبات الجديدة لن يكون منتظماً. فهم لا يعلمون متى وكم طلباً سيستقبلون يومياً. ما رفع الشكوك بوجود "أبواب ما" مخصصة لتخليص معاملات الطلاب المحظيين حصراً.

  • معاملة غير لائقة

مصادر عراقية رسمية شكت لـ"المدن" من أن طلاباً أجانب من مختلف الجنسيات، ولا سيما السعوديين والأردنيين والمصريين وغيرهم، يحصلون على معادلاتهم، فيما ما زال الطلاب العراقيون محرومين منها. ليس هذا فحسب، بل في ظل إضراب موظفي التربية (ما زال غير معروف فحوى هذا الإضراب في ظل حضور موظفين لتسيير المعاملات) ثمة طلاب أجانب محظيون يحصلون على معادلاتهم عبر وساطات من موظفين في وزارة التربية.

وتؤكد المصادر أنه يوجد في لبنان 16 ألف طالب عراقي ينتظرون معادلة شهادتهم. وهم يعاملون بطريقة غير لائقة، فيما يسهل موظفو "التربية" معاملات باقي الجنسيات العربية والأجنبية. هذا في وقت يعتبر العراق أكثر البلدان الذي يساعد لبنان في محنته الحالية.

وتضيف المصادر العراقية الرسمية: "العراق يساعد لبنان أكثر أي دولة عربية ويحظى بهذه المعاملة. أليس هو أولى من غيره بتسهيل أمور طلابه؟ ألا يقدّر لبنان هذا العدد الكبير من الطلاب الذي يُدخل عملة صعبة إلى البلد؟" تسأل المصادر، وتضيف: "أحد الأطباء اللبنانيين حضر إلى السفارة منذ أيام لإجراء معاملة للسفر والعمل في العراق. انتظر خمس دقائق وبدأ يتذمر بسبب التأخير، بينما يوجد 16 ألف طالب ينتظرون معادلة شهادتهم منذ أكثر من عام. أما آن لقضية هؤلاء الطلاب أن ترسو على حل في لبنان؟"، تسأل المصادر.

  • عدم الاعتراف بالشهادة

لقد حضر مئات الطلاب إلى لبنان أكثر من مرة، وحجزوا فنادق، وانتظروا لأسابيع، ثم عادوا إلى العراق خائبين. لقد باتوا قلقين على مصيرهم. فالطلاب الذين حصلوا على شهادة الماجستير باتوا مهددين بخسارة شهادتهم في العراق، لأن القانون ينص على حصول الطالب على الماجستير بسنتين، ويمكن أن يمدد الطالب لسنة ثالثة. بعدها لا يعترف العراق بشهادته. وقد مضت السنة الثالثة ولم يحصل مئات الطلاب على معادلة شهادة الثانوية العامة. فما ذنب الطالب طالما أن المشكلة في دائرة المعادلات في وزارة التربية، التي يتحجج بعض الموظفين فيها بالإضراب؟ تسأل المصادر مشيرة إلى أن قضية تأخير معاملات الطلاب العراقيين تعود لأكثر من سنة، أي قبل إضراب القطاع العام في لبنان.

  • تمييز عنصري

ما لا تقوله المصادر العراقية الرسمية عن وجود تمييز عنصري بحق الطلاب العراقيين، يقوله رئيس ممثلية طلاب العراق في الخارج نهاد جهاد. فوفقه، بعض الموظفين في وزارة التربية يتعاملون بطريقة فيها تمييز عنصري تجاه الطلاب العراقيين. ويقول: "لا يمكن القول إلا أن تمييزاً عنصرياً يلحق بنا في وزارة التربية، طالما أن جميع الطلاب من الجنسيات العربية يحصلون على معادلاتهم. لقد طالبنا الوزارة بأن يتعامل معنا بعض الموظفين مثل سائر الجنسيات العربية. ولم نحصل على أي جواب".

ويضف أنه يمكن إيجاز عدم قبول طلبات الطلاب العراقيين وتوقف معاملاتهم لسببين أساسيين: "التمييز العنصري والتحقيق الذي فتحه وزير التربية بشأن الشهادات المزورة. فبعد مرور أكثر من سنة على فتح التحقيق لم نعرف أين وصل بعد. ما يدفعنا إلى التشكيك بالقضية كلها، وبعدم وجود شهادة واحدة مزورة".

ووفق جهاد، قضية الشهادات المزورة افتعلها البعض في العراق لأسباب سياسية واقتصادية، بمعزل عن كيفية تسجيل الجامعات في لبنان للطلاب العراقيين. فالبعض في العراق لا يريد الاعتراف بشهادات بعض المسؤولين الذين حصلوا عليها من لبنان من ناحية، وهناك مشكلة اقتصادية تتعلق بالحد من عدد الذين يحصلون على شهادات عليا، لعدم ترقيتهم بوظائفهم، من ناحية ثانية. 

ويلفت جهاد إلى أن أي حل في لبنان يجب ألا يكون على حساب الطالب العراقي. ويسأل: ما ذنب الطالب الذي قبلت الجامعة طلبه قبل حصوله على معادلة شهادته الثانوية؟

وشرح أن أكثر جامعة يعاني فيها الطلاب هي جامعة الجنان لأنه يوجد فيها نحو 9 آلاف طالب عراقي. فهل يدفع الطالب الثمن؟ أم تحاسب الجامعة؟ يسأل، ويضيف: "يفترض بالجامعة ألا تقبل تسجيل الطالب قبل استكمال ملفه وشهادته المعادلة، أو يجب تكليف ممثل معتمد من كل جامعة لمتابعة المعادلات في وزارة التربية، لتفادي المشاكل الحالية مستقبلاً".

 

الجامعة اللبنانية

  • الجامعة اللبنانية:

 

  • تصديع جبهة الأساتذة: فك إضراب "اللبنانية" قريباً

وليد حسين ــ المدن ــ محاولات فك إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية لتمرير الامتحانات الفصلية مستمرة. بعد مرسوم وزير المالية يوسف الخليل، أصدر رئيس الجامعة بسام بدران تعميماً حمل الرقم واحد حول استفادة أفراد الهيئة التعليمية من تعويض الإنتاجية.

  • بدل فك الإضراب

وجاء في التعميم أنه تم تخصيص خمسين مليار ليرة لتسيير أوضاع الجامعة وتأمين مصالح الأساتذة والعاملين. وستعمد الجامعة إلى صرف تعويض بدل الإنتاجية. وطلب من العمداء إبلاغ الهيئات التعليمية والعاملين ضرورة الحضور الفعلي إلى مراكز عملهم خلال شهري أيلول وتشرين الأول، لمدة ثلاثة أيام أسبوعياً على الأقل، تحت طائلة عدم الاستفادة من هذا التعويض. 

ويستفيد الأساتذ الجامعي من بدل الإنتاجية بنحو 350 ألف ليرة عن كل يوم حضور، بما يعادل البدل الذي يتقاضاه موظفو الفئة الأولى، وفق المرسوم الذي صدر عن الحكومة. لكن الأساتذة اعتبروا أنه بمثابة رشوة أولى لفك الإضراب. وبالتالي ما زالوا مصرين على الإضراب المفتوح. لكن التخوف من هذه "المساعدات" التي تقدم لهم، أنها قد تَدفع بجزء منهم للعودة عن الإضراب تباعاً، في حال لم تلجأ رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة إلى تعديل قرارها بفك الإضراب.

  • المتعاقدون غير معنيين

بموازاة هذه التقديمات بدأت بعض الكليات بتنظيم الامتحانات الفصلية، من خلال الاستعانة بالأساتذة المتعاقدين. وهذا من شأنه شق صفوف الأساتذة. والمقصود ليس إحداث شرخ بين الأساتذة المتفرغين والمتعاقدين. فهذا الأمر حاصل منذ أكثر من سنة. بل المقصود ضعضعة صفوف المتفرغين للعودة التدريجية.

أحد الأساتذة المتعاقدين في كلية العلوم، من الذين شاركوا في مراقبة الامتحانات يوم أمس، أكد لـ"المدن" أنهم كمتعاقدين يجدون أنفسهم غير معنيين بإضراب الرابطة. فقد سبق وخذلتهم عندما فكت الإضراب من دون تحقيق مطلب تفرغهم. وهم اليوم أمام معضلة إما عدم الحضور وخسارة تجديد عقود التعاقد معهم، أو التضامن مع زملائهم وخسارة وظيفتهم، مع علمهم أن لا أحد سيقف إلى جانبهم بوجه عمداء الكليات.

يرى الأساتذة المتعاقدون أن الرابطة لم تحمل قضية تفرغهم على محمل الجد. فمنذ أكثر من ثلاث سنوات لم تقف الرابطة وقفة واحدة لتقفل الجامعة ولا تفتحها قبل تفرغهم. بل ساومت مع الحكومات والوزراء المتعاقبين على حساب قضيتهم، مكتفية بتحقيق فتات مطالب الأساتذة المتفرغين حصراً.

  • هيئة عامة قريباً

رئيس الهيئة الإدارية عامر حلواني علق على تعميم رئيس الجامعة، مؤكداً أن الأساتذة غير معنيين به. فهم في إضراب مفتوح ولن يعودوا إلى الجامعة قبل تحقيق مطالبهم. لكنه في الوقت عينه سيدعو حلواني الأساتذة لاجتماع الهيئة العامة قريباً لمناقشة آخر التطورات، والأساتذة هم من يقرر مصير الإضراب، كما قال.

وحول بدء الأساتذة المتعاقدين مراقبة الامتحانات، الذي من شأنه فك الإضراب جزئياً وصولاً إلى فكه كلياً، أكد حلواني أن شعور المتعاقدين بأن الرابطة خذلتهم فيه تجنٍّ على الرابطة.

وأضاف، أن كل أستاذ يرى مصلحته في النهاية وهم أحرار في قرارهم، لكن الرابطة لطالما وضعت مطلب تفرغهم في الصدارة. وأضاف أن الرابطة أضربت لمدة شهرين في سبيل تفريغ المتعاقدين. فالرابطة تعتبر أن ملف التفرغ هو لمصلحة الجامعة قبل أن يكون لمصلحتهم الشخصية كمتعاقدين يريدون الوظيفة. بالتالي، هذا الملف يقع في صلب اهتمام الرابطة لأنه يتعلق بمستقبل الجامعة.

ووفق حلواني ليس كل ما يرغب به الأساتذة المتعاقدون يمكن تحقيقه بسهولة. فالمسألة هي نقابية ويجب إدارتها بطريقة تخدم قضيتهم. ففي السابق كان هناك حكومة قائمة ويمكن رفع السقف بوجهها، وهذا ما فعلته الرابطة حتى لو لم تحقق ما تطالب به. أما حالياً فالحكومة هي تصريف أعمال ولا يمكنها أن تتخذ أي قرار، لذا علينا الانتظار لتشكيل حكومة أصيلة لرفع التصعيد بوجهها بما يتعلق بقضية التفرغ. 

 

  • المعلم الذليل لا ينتج إلا ذلًّا

بوابة التربية- كتب د. كامل فرحان صالح * ــ لا أريد أن أكون متشائمًا، لكوني أسعى جاهدًا إلى بثّ الأمل في المستقبل على الرغم من كل شيء. لكن في الحقيقة، يقف المرء عاجزًا أمام إشكالية الوضع الوطني اللبناني الكارثي، فهل ثمة علاج سحري – عجائبي لمعالجة هذا الانهيار الدراماتيكي؟ ربما يكون ذلك ممكنًا في ظل تضافر عوامل كثيرة، تتشابك فيما بينها لولادة مجتمع يؤمن بدايةً بإنسانية الإنسان، وبحقّه في العيش الكريم والتعبير، والاختلاف، والاعتقاد، والعيش تحت مظلة العدالة والمساواة، وفي التزام التوازن بين الحقوق والواجبات. ولعل من هذه العوامل: العدالة في القضاء، والتعليم، والرعاية الاجتماعية، وتنقية تراثنا وحاضرنا من الخرافات و«الكره والحقد والعنف»، وترديد أقوال البعض من دون تمحيص ونقد.

ولعل أهم الخطوات، وهي ما قد أشار إليها الأديب المصري طه حسين في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر»، تغيير النظرة إلى المعلم؛ لأن الرجل (المعلم) الذليل لا يستطيع أن ينتج إلا ذلًّا وهوانًا ومتطرفين، ومن نشأ على الخنوع والاستعباد لا يمكن أن ينتج حرية واستقلالًا؛ لذا، المأمول التركيز على إعداد «المعلم الصالح» إعدادًا جيدًا قبل الحديث عن المناهج والبرامج التعليمية؛ فهذا المعلم هو المسؤول عن تربية الأولاد والبنات بعد الآباء والأمهات، وعلى عاتقه تقع مسؤولية إنشاء أجيال تتمتع بالوعي، والأخلاق، والخير، ومن خلاله نستطيع تلمُّس مستقبل مجتمعاتنا، وقدراتها على مواجهة التحديات.

لكن، وعلى الرغم من جرس الإنذار الذي أطلقه طه حسين في بدايات القرن العشرين، ودعوة رجال النهضة للشعوب العربية إلى «اختيار المستقبل» بدلًا من مواصلة البكاء على أطلال الماضي، وقعنا في الكارثة وبِتْنا مجتمعات استهلاكية، وصورتنا أمام العالم لا تعكس سوى التخلف والعنف الدموي والتطرف، و«التفنن» في صيغ تكفير بعضنا بعضًا.

لم يفشل طه حسين، وجبران، ومحمد عبده، وقاسم أمين، وجرجي زيدان، وغيرهم العشرات من رجال النهضة، إنما كان تحدي مواجهة تفشي الأمية قاسيًّا في مجتمعاتنا؛ فالأمية لا تعني عدم معرفة القراءة والكتابة فحسب، بل الأمية بمعناها العميق، هو عدم الوعي بإنسانية الإنسان فينا، وهذا ما قد أمعنا في إهماله عن «غباء مدروس».

* أستاذ في الجامعة اللبنانية

 

الشباب

 

  • الشباب:

أسامة سعد التقى المشاركين في "مخيم الشباب القومي العربي": نعول عليكم في بناء مستقبل الأوطان بعيدا عن تخاذل الحكام

إلتقى الأمين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا  الشباب المشاركين،من مختلف البلدان العربية، في "مخيم الشباب القومي العربي" الذي أقيم في دورته التاسعة والعشرين في لبنان، بعنوان "وحدة الساحات العربية لمقاومة الاحتلال والعدوان والتطبيع".

استقبل سعد بحفاوة الشباب المشاركين، وكان له كلمة أكد خلالها "أهمية دور الشباب في التغيير وصناعة المستقبل الذي يطمح اليه الشباب في الوطن العربي في مواجهة تخاذل الحكام و حالة التشرذم الطائفي والمذهبي والأزمات التي يمر بها عالمنا العربي".

وشدد على "أهمية التكامل بين النضال والدفاع عن الأوطان من الاحتلال والعدو الصهيوني و الدفاع عن الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية"، مستذكرا "مشروع القائد جمال عبد الناصر التقدمي الذي لا يزال حيا في روح كل انسان عربي حر". 

وقال: "النضال من أجل  الحياة الكريمة هو نضال متعدد الجوانب. علينا أن نخوض كل  المعارك،  وهي مسؤولية كبيرة علينا  لنسير في عملية نضالية متعددة الجوانب. النضال ليس فقط ضد الاستعمار وضد الصهيونية، وانما ايضا من أجل الكرامة الانسانية. يستشهد المواطنون دفاعا عن وطنهم ضد عدو غاصب ومحتل، ليس من أجل أن يسلموا مقدرات بلادهم الى الفاسدين والمستبدين بحقوق الناس. النضال من أجل الكرامة الانسانية يساوي النضال من أجل الكرامة الوطنية". 

أضاف: "لبنان يمر بأزمة خطيرة جدا، ونعيش حالة من الانهيارات على مختلف الصعد المالية والاقتصادية والخدماتية وتداعيات كل ذلك على حياة الناس، اضافة الى تهديد العدو الصهيوني المستمر على بلادنا. ونحن نواجه العدو علينا مواجهة حالة التشرذم الطائفي والمذهبي المهيمن على حياتنا العامة. هذا الواقع نراه في أكثر من بلد عربي، بخاصة في المشرق العربي. نرى هيمنة القوى الطائفية في نزاعاتها وتسوياتها، وبالتالي نرى تراجعا في الانتماء الوطني، واستهدافا للهوية الوطنية والعروبة بمفهومها التحرري التقدمي النهضوي المقاوم". 

وتابع سعد: "أنتم الشباب العربي، نبني الآمال الكبيرة عليكم  لكي تنهضوا بأمتكم العربية في مواجهة هذا الطابع الطائفي والمذهبي المسيطر الذي لا يمكن له أن يؤمن استقرارا او ازدهارا لشعوبنا العربية، وانما يؤدي الى صراعات ونزاعات وحروب أهلية كما تشهد بعض البلدان العربية الآن، اضافة الى التدخلات الخارجية  في شؤوننا العربية"، لافتا الى ان "هذا الواقع لا يطمئن الشباب العربي الى مستقبل تسود فيه الحرية والكرامةالانسانية وبما يتطلع اليه الشباب". 

وأردف: "في لبنان والكثير من البلدان العربية الأخرى نعيش حالة من  عدم الاستقرار، والشعوب العربية لا تمتلك قرارها، والشباب العربي يائس ومحبط، لكننا نعول على مخيم الشباب القومي  العربي وغيره من الأنشطة لزرع الأمل والارادة والتصميم عند الشباب العربي بأنه قادر على بناء مستقبله وفق ما يريد، وليس وفق ما يريده الحكام الطائفيون المذهبيون التابعون لجهات دولية". 

وقال: "نحن نريد أن نعيش في بلادنا بعد أن حررنا اراضينا، ومستعدون لمواجهة اي عدوان او احتلال. ونريد ان نعيش بكرامة في بلداننا، وان نبني المستقبل. هذا ما نسعى اليه، ونسعى لتحقيقه. كل هذه الأمور تفرض علينا أن نستجمع قوانا . التشرذم الطائفي والمذهبي لا يؤدي الى عدم الاستقرار فقط ، وانما يشكل خدمة للعدو الصهيوني. فالطائفية والمذهبية شكل من اشكال العنصرية،اما العروبة تفرض علينا تجميع طاقات شعوبنا  لتوضع في خدمة حقوقها الاساسية، في الكثير من  الدول العربية الطائفية والمذهبية تسببان المآسي، ويجب التخلص منهما. ونحن نريد أن نكون أحرارا في بلادنا".

أضاف: "بامكاننا ان نخوض في كل بلد من بلادنا النضال السياسي والاجتماعي دفاعا عن حقوق شعوبنا عبر التغيير السياسي، ومن اجل حماية بلادنا من كل التدخلات الخارجية، ومن اجل  النهوض بالأمة العربية، ومن أجل المشروع  التقدمي الذي غاب وغُيب بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر. الأمة تحتاج الى مشروع متكامل يجمع طاقاتها في مواجهة التحديات كافة، ومن المهم جدا أن نبني قدراتنا في مواجهة العدو الصهيوني، ولكن علينا تعزيز صمود شعوبنا العربية في مواجهة التحديات والمخاطر".. 

وختم سعد: "جمال عبد الناصر لم يُسقط  المواجهة مع العدو الصهيوني، ولكنه لم يُهمل للحظة واحدة قضية العدالة الاجتماعية، وجعل لكل انسان عربي كرامة في كل الدنيا. هذا هو مشروعنا الغائب الحاضر بكم، بالاجيال الجديدة .وجمال عبد الناصر لا زال حاضرا ومشروعه  لا يزال حيا، وروحه لم تمت، ولا تزال حية في وجدان وضمير كل انسان عربي".

 

  • مؤتمر صحافي لأهالي الطلاب في الخارج في المجلس الوطني للإعلام في 8 الحالي

وطنية - دعت "جمعية أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج" في بيان "أبناءها وأصدقاءها الى التجمع في مقر المجلس الوطني للإعلام - وزارة الإعلام ، الحمرا - الطبقة السابعة - قبالة البنك المركزي، الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس في 8 الحالي، لعقد مؤتمر صحافي "تطلع في خلاله الرأي العام على الأمور المتعلقة بقانون الدولار الطالبي وحيثياته ودور المصارف والقضاء والهبة المالية المقدمة من الريجي، وصولا إلى تحديد سبل التحركات السلمية المقبلة التي يتيحها القانون، برعاية رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ وفي حضوره".

 

التعليم الرسمي

 

  • التعليم الرسمي:

توجّس من عدم انطلاق العام الدراسي ومطالب بتحويل أموال الدول المانحة مباشرة إلى الطاقم التعليمي

  • خريف المدرسة الرسمية يحتاج إلى أكثر من المساعدات الدولية ليزهر

خالد أبو شقرا ــ نداء الوطن ــ بدأ أساتذة التعليم الرسمي الأساسي العام الدراسي بإضراب مفتوح. استبصروا باكراً مشهدية زيف الوعود المتكررة، واشتمّوا رائحة "حريق" الدولار لمداخيلهم، حتى لو تضاعفت، فقرروا التصعيد باكراً. مئات آلاف التلامذة مهددون أكثر من أي وقت مضى بالبقاء هذا العام خارج الصفوف. وإن قدّر لهم ودخلوا، فسيكون عامهم محفوفاً بالعجز عن تأمين أول حقوقهم من إنارة وتدفئة، مروراً بالتجهيزات اللوجستية، ووصولاً إلى القدرة على طباعة ورقة. إنها الأزمة بأخطر تجلياتها، وأبشعها. جيل بأكمله وقع مصيره بقبضة منظومة مصرّة على عدم فرملة الانهيار المتسارع منذ 4 سنوات. مجافاة الاصلاحات الاقتصادية والنقدية، واستبدالها بالاجراءات الترقيعية التي تعوزها الشفافية، والتسول على أبواب الدول المانحة، حوّلا الحلول إلى مشاكل. وهذا ما يحصد نتائجة اليوم 30 ألف معلم ومعلمة في التعليم الرسمي الاساسي، ونحو 420 ألف تلميذ يشكلون 37 في المئة من مجمل عدد التلامذة في لبنان.

  • العودة المستحيلة

"النية باطلاق العام الدراسي موجودة"، تقول رئيسة اللجنة الفاعلة للاساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الاساسي نسرين شاهين. لكن العودة مرهونة بالقرارات التي ستتخذها وزارة التربية، ومن خلفها الحكومة من جهة، وقدرتهما على تطبيق المقررات على ارض الواقع بشكل شفاف وعادل ومنظم من جهة ثانية".

عدا عن كون الوزارة لم تبدأ إلا مؤخراً بالتواصل مع الدول المانحة والتفاوض مع الاساتذة على مطالبهم، فان "تجربة العام الماضي معها لم تكن مشجعة"، بحسب ما يفيد أفراد الهيئة التعلمية سواء كانوا في الملاك أو من المتعاقدين والمستعان بهم. فالمتعاقدون الذين يشكلون حوالى 70 في المئة من مجمل عدد الاساتذة في التعليم الرسمي الاساسي، لم يتقاضوا كامل مستحقاتهم المقرّة. فهناك رواتب فصل كامل ما زالت لغاية اللحظة في ذمة الدولة. وحرموا من بدل النقل المخصص لهم، مع العلم أنه أقرّ في شباط الفائت بمرسوم من الحكومة. كما أن أجرة الساعة التي رفعت من 20 ألف ليرة إلى 40 الفاً، لم تعد كافية في ظل الارتفاع الهائل بسعر صرف الدولار. إذ أن قيمتها أصبحت تعادل 1.1 دولار، مرشحة للانخفاض أكثر مع كل ارتفاع في سعر الصرف، وذلك بعدما كانت 13.3 دولاراً في أعوام ما قبل الازمة. أما المساعدات الاجتماعية المؤمنة من الدول المانحة بقيمة 37 مليون دولار، وبمقدار 90 دولاراً للاستاذ، فلا تدفع بانتظام، ونحو ثلث أفراد الهيئة التعليمية لم يستفيدوا منها. والاخطر أنه لم يصَر إلى تسديد المستحقات للاساتذة المتعاقدين بشكل شهري، بل قسمت المدفوعات على 3 فصول. الامر الذي أفقد الرواتب قيمتها الشرائية في ظل استمرار التضخم وارتفاع سعر صرف الدولار.

من جهتهم يظهر أن الاساتذة في الملاك ليسوا أفضل حالاً، فالمساعدة الاجتماعية التي يتقاضونها بشكل متقطع وغير منتظم لا تتجاوز 40 دولاراً، ومستحقاتهم من بدل النقل متوقفة منذ شباط الفائت. وعليه ما كان يصح العام الماضي لجهة القبول بنصف راتب إضافي على الاجر الشهري، لم يعد يصح هذا العام حتى مع الوعد باعطاء راتب كامل. حيث رفع قسم منهم مع المتعاقدين سقف المطالب إلى ضرورة احتساب رواتبهم على أساس 8000 ليرة.

  • كلفة النقل تستنزف الرواتب

يظهر مسح جديد حول تأثير الأزمة على القطاع التعليمي في لبنان، صادر عن "مركز الدراسات اللبنانية" أن متوسط الدخل الشهري للمعلم(ة) يبلغ 131 دولاراً، في حين أنّ تكاليف النقل الشهرية تبلغ 128 دولاراً، فلا يتبقى له سوى 3 دولارات لتلبية احتياجاته طوال الشهر. بالتالي، دفع هذا الوضع 66 في المئة من المعلمين والمعلمات للعمل في وظيفة ثانية من أجل تغطية نفقات معيشتهم. كما أجبرت تكاليف النقل المرتفعة 60 في المئة من المعلمين والمعلمات على التغيب عن أيام التدريس في المدرسة. ونتيجة لذلك، واجه 20 في المئة منهم إجراءات تأديبية عن الغياب وحُرموا من التعويض الإضافي البالغ 90 دولاراً. وقد أثرت هذه الصعوبات سلباً على حماسة المعلمين والمعلمات للعمل وعلى سلامتهم النفسية، كما أدّت إلى تدهور علاقتهم بإدارات مدارسهم.

  • إنطلاق مؤجل للعام الدراسي

أمام كل هذه التحديات التي لا يُعمل بشكل جدي على تذليلها، يظهر أن التوجس من عدم انطلاق العام الدراسي حقيقي. فلا أحد مستعد من الاساتذة، أقله بالنسبة للمتعاقدين، أن يغامر هذا العام بالرضوخ للوعود، من دون التيقن إن كانت ستتحول إلى حقيقة. وهذا ما دفع بوزارة التربية إلى تأجيل التسجيل للعام الدراسي الحالي من 5 إلى 15 أيلول، على أن تفتح المدارس أبوابها في 3 تشرين الاول. إلا أن المشكلة بحسب شاهين تتمثل بعدم تنفيذ الخطط الخمسية وغير الخمسية التي وضعت في الآونة الاخيرة. والتي اقتصرت الغاية منها برأيها على اسماع الجهات المانحة الكلمات الرنانة لنيل المساعدات المادية. ومع هذا تأتي المساعدات ناقصة وتوزع بطريقة غير شفافة. وبحسب شاهين فان "تحقيق الغاية من المساعدات يفترض توزيعها مباشرة إلى الاساتذة من قبل الجهات والصناديق المانحة عبر شركات تحويل الاموال وليس عبر اجهزة الدولة الرسمية التي انعدمت الثقة بها. وذلك على غرار ما حصل في المساعدة التي تلقاها الاساتذة لتنفيذهم الامتحانات الرسمية.

  • المدارس غير مجهزة

التسليم بامكانية تأمين متطلبات الاساتذة كما يشتهون قد لا يعني انطلاق العام الدراسي. فصناديق المدارس الرسمية، البالغ عددها حوالى 1200 مدرسة، فارغة، وهي تعاني من عجز هائل عن تأمين الاكلاف التشغيلية من كهرباء ومازوت للتدفئة وبقية المتطلبات اللوجستية من أوراق وقرطاسية ومحابر وخلافه. وكل ما تحصل عليه هو تحويلات بقيمة 20 إلى 25 مليون ليرة شهرياً لا تكفي لشراء نصف طن مازوت. فما بالك بالانارة وبقية التجهيزات الضرورية.

  • الإصلاحات أولاً

فشل الجهات المعنية في الاستجابة للأزمة بشكل مناسب أدى بحسب المسح الآنف الذكر إلى يأس الكثير من المعلمين والمعلمات، حيث يخطط 73 في المئة منهم لمغادرة القطاع التعليمي. وعلى الرغم من العلاوة المعطاة بقيمة 90 دولاراً للتعويض عن انخفاض قيمة الرواتب فقد وصف 86 في المئة من الاساتذة أداء الوزارة بالضعيف. وعليه فان مساعدات الدول المانحة لن تكون فعالة إن لم تشترط بوجود هيكلية ونظام واضح لإدارة المنح وميزانيات المشاريع وتوفير تدقيق مالي للمساءلة والشفافية. إلى جانب إصدار تقارير حول النتائج المحققة من المشاريع ومشاركتها بشفافية مع المجتمع التربوي والمدني. ولعل الاهم تطبيق الاصلاحات على صعيد السياستين المالية والنقدية والذي يؤدي إلى حل مشكلة رواتب القطاع العام تلقائياً ويعيد الاقتصاد إلى سكة التعافي والنمو.

المسؤولون "يأكلون حصرم" تغييب الاصلاحات، والتلاميذ "يضرسون"، حيث يظهر أن مستقبل أطفال لبنان ممن يعجزون عن تحمل أكلاف التعليم الخاص مهدد بالتدمير. فلغاية الامس القريب ترك 10 في المئة من التلاميذ المدارس، و15 في المئة اضطروا إلى إعادة صفوفهم. وهذه أرقام خطيرة وتنذر بالاسوأ. فهل من يتحرك؟!

 

  • معلّمون يعيشون بـ3 دولارات.. وبلا خدمات طبيّة

كتب نادر حجاز في موقع mtv: ــ "يبلغ متوسط الدخل الشهري للمعلم 131 دولارًا، في حين أنّ تكاليف النقل الشهرية تبلغ 128 دولارًا، فلا يتبقى لهم سوى 3 دولارات لتلبية احتياجاتهم طوال الشهر"... هذه واحدة من الخلاصات المقلقة التي وصل اليها مركز الدراسات اللبنانية التابع لجامعة LAU في مسح يقوم به للعام الثاني على التوالي حول تأثير الأزمة على القطاع التعليمي في لبنان.

العام الدراسي ليس بخير. 66 في المئة من المعلمين والمعلمات (39 ألفاً في المدارس الرسمية و50 ألفاً في المدارس الخاصة) يعملون في وظيفة ثانية من أجل تغطية نفقات معيشتهم بعدما أدى انهيار قيمة الليرة إلى انخفاض قيمة رواتبهم بنسبة تجاوزت 90 في المئة، ونتيجة لليأس يخطط 73 في المئة منهم لمغادرة القطاع التعليمي، بينما أفاد ثلاثة من أصل كل أربعة معلمين بأنّهم يخططون لمغادرة لبنان.

تتحدّث الأرقام عمّا هو أكثر من ذلك أيضاً. 73 في المئة من المعلمين يواجهون صعوبات في دفع فواتيرهم، وهو رقم ليس مفاجئًا نظرًا إلى أنّ معدل تكاليف الكهرباء والإنترنت الشهري يمثّل 139 في المئة من متوسط الدخل الشهري الذي يتقاضاه المعلّم، في حين أفاد 99 في المئة من المعلمين بأنّ الأزمة قد حرمتهم من الوصول إلى الخدمات الطبية. وأما مَن أجبرته تكاليف النقل المرتفعة على التغيّب عن أيام التدريس فكان عرضة للاجراءات التأديبية والحرمان من التعويض الإضافي البالغ 90 دولارًا.

لا تقف المشكلة عند المعلمين فقط، فالأزمة أدّت إلى تراجع أداء الأطفال الأكاديمي وسلامتهم النفسية بشكل عام، بينما ترك 10 في المئة مدارسهم، وأعاد 15 في المئة صفهم الدراسي. وأثرت الأزمة الاقتصادية أيضًا على قدرة المدارس على فتح أبوابها، إذ أفاد ثلاثة أرباع المعلمين بأنّ مدارسهم ليست جاهزة تمامًا لاستقبال عام دراسي جديد وسط أزمة الوقود ونقص عدد الموظفين، ما قد يؤثر بشكل كبير على جودة التدريس والتعلم للسنة الرابعة على التوالي.

  • ولكن ماذا عن أولياء الامور؟ 

يشير المسح الى ان معدل الأقساط المدرسية السنوية التي يدفعها أولياء الأمور عن كل طفل يبلغ (1,037$) ورسوم النقل (1,318$) ما يساوي 2,355 دولارًا أميركيًا. وعلى الرغم من القيود التي تفرضها وزارة التربية على زيادة الأقساط المدرسية في المدارس الخاصة، فإنّ 7 من أصل كل 10 أولياء الأمور أفادوا بأنّ مدرسة أطفالهم تطالب بدفع جزء من الأقساط المدرسية بالدولار الأمريكي بالإضافة إلى الكلفة بالليرة التي لا تنفك تزداد. ومقابل هذه الزيادة في الأقساط المدرسية، يبلغ معدل دخل الأسرة الشهري الذي أبلغ عنه أولياء الأمور 462 دولارًا، ما يعني أنّهم ينفقون 42 في المئة من دخلهم السنوي على تعليم طفل واحد. ولا تشمل هذه الأرقام تكاليف التعليم الإضافية مثل الكتب والقرطاسية. ومع ارتفاع الأقساط المدرسية، أفاد نصف أولياء الأمور بأنّهم نقلوا أولادهم من مدرسة خاصة إلى مدرسة رسمية، حيث أشار 87 في المئة منهم إلى أنّهم لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف المدارس الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، تمثّل تكاليف النقل عبئًا آخر يتكبده أولياء الأمور، إذ يبلغ معدل إنفاق أولياء الأمور المخصصة لتغطية تكاليف نقل أطفالهم إلى المدرسة 110 دولارات. 

وأمام هذا الواقع المخيف والذي يؤشر الى صعوبة كبيرة في انطلاق العام الدراسي، أو إطلاقه في ظل عجز كبير من قبل المعلمين كما التلاميذ وأهاليهم والمدارس، لا بد من حلول عملية تكون كفيلة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

وشدّدت رئيسة مركز الدراسات اللبنانية الدكتورة مهى شعيب، في حديث لموقع mtv، على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتطوير خطة العودة للمدرسة في القطاعين العام والخاص في بداية العطلة المدرسية وعدم ترك الحلول للحظة الأخيرة، ومعالجة المشاكل التقنية التي تعيق حصول المعلمين على التعويضات الإضافية ودفع الرواتب والحوافز المستحقة. 

وأعلنت عن سلسلة توصيات للمعنيين وأهمها تعديل رواتب المعلمين والمعلمات بما يتناسب مع معدلات التضخم وزيادة تكاليف المعيشة، تعديل بدل النقل بما يتناسب مع زيادة تكاليف الوقود والنقل، ضمان حصول المعلمين والمعلمات على الخدمات الطبية والأدوية اللازمة، مراقبة المدارس الخاصة ووضع سقف لزيادة الأقساط والتأكد من انعكاس أي ارتفاع في الأقساط على رواتب الأساتذة، تزويد الأسر الأكثر حرمانًا بمنح دراسية لتغطية تكاليف التعليم والنقل، مراجعة المنهج الدراسي الحالي لتخفيف حجم تراكم صعوبات التعلم والحد من معدلات التسرب المدرسي وصرف الهبات والمنح من الممولين للمستفيدين بقيمتها الاصلية واتخاذ الترتيبات اللازمة لعدم فقدان هذه الهبات لقيمتها بسبب السياسات المصرفية، مشددة على الشفافية في موضوع المساعدات والهبات من قبل وزارة التربية. 

فهل تحفّز هذه الصورة السوداوية لواقع التعليم في لبنان المعنيين على إعلان حالة طوارئ تربوية لإنقاذ العام الدراسي المقبل؟

 

  • اللجنة الفاعلة لمتعاقدي الاساسي طالبت البنك الدولي بدفع أموال الدعم عبر OMT

وطنية - أعلنت اللجنة الفاعلة للاساتذة المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي في بيان، أنه "بعدما علمنا ان ابرز ما جاء في اجتماع وزير التربية مع الدول المانحة اليوم، توجه البنك الدولي لدعم القطاع التعليمي بمبلغ مئة مليون دولار لتأمين انطلاقة العام الدراسي. من هنا، نشكر البنك الدولي على مبادرته ولكننا نعتبرها مبادرة تحمل اوجه عدة. لذا، نطلب من البنك الدولي عدم تقديم اي دعم عبر وزارة التربية، لان الاموال لن تصلنا بدليل ان نصف الاساتذة حتى اليوم لم يحصلوا على حوافز 90 دولارا على سعر صيرفة عن العام الماضي، وهي التي رصدت من مبلغ 37 مليون دولار دعما من البنك الدولي. وإلا سنعتبر ان ثمة تغطية لما فعلته وزارة التربية بالاساتذة العام الماضي وغض نظر عما ستفعله هذا العام دون رقيب او حسيب للشفافية".

وطالبوا "البنك الدولي -كي تصل الاموال الى اصحابها- بدفع  الاموال دون ربطها بأيام، وسيستم لا يصلح لحسبة دكان، بل تحديدها مقطوعة وتحويلها بالدولار وعبر omt لتصل مباشرة الى الاساتذة".

 

التعليم الخاص

 

 

 

 

 

 

 

 

Rectangle: Rounded Corners: التعليم الخاص

 

 

 

 

  • التعليم الخاص:

 

  • الحلبي ممثلا الرئيس عون في المؤتمر السنوي 28 للمدارس الكاثوليكية: لعدم تعميم الإحباط وتحويل مجالس التربية إلى مجالس عزاء

وطنية - إفتتح البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، مؤتمر المدارس الكاثوليكية السنوي الثامن والعشرين: "الحوكمة في المدارس الكاثوليكية من منظور الدينامية المجمعية"، بدعوة من اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية.

  •  اليوم الأول
  • انعقد المؤتمر في يومه الأول في مدرسة مار الياس للراهبات الأنطونيات - غزير، وحضره إلى جانب صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، غبطة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانيّة الأنطاكيّة الكاثوليكيّة، وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، صاحب السيادة المطران حنا رحمة، رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة وأعضاء اللجنة، Mgr Giovanni Bicchierri chargé d’affaire de la nonciature apostolique au Liban، أصحاب السيادة والرئيسات والرؤساء العامين والكهنة الرهبان والراهبات، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات، ومديرة المدرسة المضيفة الأم جوديت هارون، السادة النواب والفعاليات التربوية والأجتماعية والقضائية والأمنية، مدير عام وزارة التربية، رؤساء الجامعات: اليسوعية، اللويزة واللبنانية الكندية، وعميدة كلية التربية في جامعة الكسليك، قائمقام كسروان، رئيس الرابطة المارونية، رئيس المجلس العام الماروني، مدير صندوق التعويضات، رئيس مؤسسة كاريتاس   Monsieur Philippe Delorme, secrétaire général des écoles cathoilques de France, et Pascal Peyrat directeur général de l’ECAM مع وفد فرنسي مرافق، د. طلال أبو غزالي، اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، اتحادات لجان الأهل، نقابة المعلمين، الهيئة الإدارية لرابطة قدامى المدارس الكاثوليكية، أعضاء هيئات الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ومديرات المدارس ومديريها، مجموعة من الهيئات المانحة، رئيس اتحاد بلديات كسروان ومهتمون.
  • وهبه

افتتح النهار باحتفال ديني ابتدأه بالصلاة على نية مكونات العائلة التربوية وتخلله لوحة تعبيرية، وقدم الحفل الإعلامي يزبك وهبه وقال: "ثمة مثل عالمي يقول: بعد لقمة العيش أول حاجة للشعوب هي التربية... فكيف إذا كان الأمران متلازمين في بلد كلبنان وهما تقريباً على المستوى نفسه من الأهمية؟ في يومنا هذا حيث بات تأمين لقمة العيش هاجساً حقيقياً فإن التربية لا تقل شأناً والاهتمام بها أولوية قصوى كي لا نفقد هذه الميزة. ولأنه لا أحد لوحده يمكنه بحث الملف التربوي، كان لا بد من مؤتمر عام يجمع العائلة التربوية بأسرها. إنه حضور للكنيسة لتنشئة الإنسان، كل الإنسان."

  • نصر

استهل الأمين العام الأب يوسف نصر كلمته بالترحيب بالحضور، وبعد الإشارة إلى الدور المفصلي للتربية والتعليم في ازدهارِ الأوطان وتثقيفِ الشعوب وتطورها، رأى نصر أن "هذه السنة ينعقد  المؤتمر في ظلِّ أزمة حياتيّة وجوديّة كبرى تخنق أنفاسَ الوطن برمّتِهِ وتهدّدُ مستقبلَ التربية فيه على مستوى التعليم العام والخاص على السواء. لقد حاولنا خلال السنة المنصرمة مواجهةَ هذه الأزمة بكلِّ ما أوتينا من قوّة عبر تفعيلُ عملِ كلّ هيئات الأمانة العامة ووضعِها في خدمةِ مدارسِنا الكاثوليكيّة... والتعاونُ مع الجامعات منها الجامعة اليسوعيّة في تنشئة المعلّمات والمعلّمين في المدارس الكاثوليكيّة في لبنان، وكذلك لتعاونُ الدائمُ مع وزارة التربية والتعليم العالي، ومع كلّ مكوّنات الأسرة التربويّة من نقابة معلّمين واتّحادات لجان الأهل، بالإضافة الى اتحاد المؤسسات التربويّة الخاصّة قُراهم، تؤمّنُ التعليمَ للتلامذة وفرصَ العمل للمعلّمين، وتمدُّ يدَ العون لكلِّ محتاجٍ وفقير. كما تم تزخيم التواصلُ مع الجهاتِ المانحة الداخليّة والخارجيّة التي كان لها فضلٌ كبيرٌ في بقاءِ أبواب مدارسنا مفتوحةً، ووضعِ منصّةِ الكترونية مشتركة بالتعاون مع مؤسسة كاريتاس لبنان تسمح بتوزيعٍ عادلٍ للمساعدات انطلاقًا من حالةِ كلِّ مدرسة وحاجيّاتِها، والمساعدات التي حصلتْ عليها وكيفية الإستفادة منها."

وأضاف: "في هذا الإطارِ بالذات، ينعقدُ مؤتمرُنا هذه السنة واضعًا نصبَ عينيه حوكمةً جديدة لمدارسنا الكاثوليكيّة، من منظورِ الديناميّة المجمعيّة التي دعانا اليها قداسة البابا فرنسيس. إذ إنّ الواقع يحتّمُ علينا إيجاد سبلٍ جديدة لإدارةِ مدارسنِا بأسلوبٍ وحدويّ تشاركيّ، بعيدًا عن ممارسةِ السلطةِ بالطرق التقليديّة. فالديناميّةُ المجمعيّة، كما يقولُ قداسةُ البابا فرنسيس، تعبّرُ عن طبيعةِ الكنيسةِ وشكلِها ونمطِها ورسالتِها وتقومُ على الشركةِ والشراكةِ والرسالة. هذه الديناميّةَ المجمعيّة إذا ما تمَّ تبنّيها في قلبِ مؤسّساتِنا التربويّة تؤثّر على طريقة إدارتنا للمؤسّسة وتسفِرُ عن "حوكمة جديدة" أو "حوكمة رشيدة". هذا النوعُ من الحوكمة هو السبيلُ لمواجهة الأزمة الحاليّة واستشرافِ المستقبل وإيجادِ الحلول اللازمة."

وخلص في كلمته بالدعوة إلى إعلان حالة طوارئ تربوية والى انعقاد مؤتمرٍ تربويٍّ وطنيٍّ شامل، ترعاه وزارةُ التربيّة ويضمُّ كلَّ مكوّناتِ الأسرة التربويّة وكلَّ المعنييّن بالشأن التربويّ لتحديدِ خارطةَ طريقٍ تضعُ الحلولَ الممكنةَ للمرحلةِ القادمة.

  •  الحلبي

وكانت كلمة لوزير التربية القاضي عباس الحلبي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ناقلا تحياته وتمنياته لغبطة البطريرك الراعي وللأمين العام وللمشاركين في المؤتمر، ثم أعرب عن أن المدرسة الكاثوليكية تقوم ومنذ تأسيسها بدور كبير وأشاد بالتعاون القائم بين الوزارة والأمانة العامة واتحاد المؤسسات التربوية وبالحوار القائم بين مكونات الأسر التربوية لتوحيد الموقف التربوي وإنقاذ العام الدراسي.

ودعا إلى "عدم تعميم الإحباط وتحويل مجالس التربية إلى مجالس عزاء ومواجهة تداعيات الأزمة من خلال التعاون، وإلى الشفافية قيام المعلمين باعتماد الواقعية وتفهّم الأهل للأزمة الحالية وإلى تخلي الإدارات عن السعي لتحقيق الأرباح في ظل الظروف الصعبة الحالية."

وفي موضوع الدولرة أكد على أننا "محكومون بالقانون 515 داعياً الحضور لمراجعة النواب في حال يرغبون بتعديله، لأن الأقساط يجب أن تستوفى بالليرة اللبنانية."

أما في موضوع المدارس المجانية أشار إلى أنه أحال إلى مجلس الوزراء مشروع مرسوم لزيادة المساهمات لهذه المدارس في ظل الأزمة الحالية، وعن المناهج وتعديلها أشار إلى أن ورشة عمل خاصة بهذا الموضوع هي قائمة حالياً آملاً مشاركة الجميع بأعمالها.
وختم الحلبي مداخلته بتمنيات لإنجاح أعمال هذا المؤتمر بتعاون الجميع خاصةً أننا كلنا شركاء في تحمل المسؤولية.

  • دولورم

في كلمته رأى الأمين العام للتعليم الكاثوليكي في فرنسا الأب فيليب دولورم الذي يزور لبنان للمرّة الأولى، أنّ "التجارب والمحن التي تقاسيها المدارس الكاثوليكية في لبنان راهنا ليست سوى دافعا إضافيا لتمتين العلاقات التاريخية المشتركة والتكامليّة بين الأمانتين."

وعبر عن اعتقاده العميق في كون التعليم الكاثوليكي سواء في فرنسا أو في لبنان، يشكّل إجابة ملائمة عن التحديات التي تطرحها مجتمعاتنا الحالية- مع ملاحظة خصوصية كل من المجتمعين- إلاّ أن المشروع التربوي هو نفسه، كونه يستمد أساساته في إنجيل يسوع المسيح ورسالته الخلاصيّة. وبالرغم من كون المجتمع الفرنسي لا ينفك سائرا نحو العلمانية بخطى مطردة، حيث يتضاءل تباعًا تأثير الديانة المسيحية في المجتمع وتتناقص مستويات الممارسة الدينيّة، إلاّ أن دور المدرسة الكاثوليكية يبقى مفصليّا في إعطاء البشرى السارة للشبيبة."

  • رحمه

اعتبر المطران حنا رحمه رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس، "أنّ ما علَيهِ المدرسَةُ الكاثوليكيّةُ اليومَ يَفرُضُ أفعالًا لِلغَدِ وليسَ أقوالًا ووُعُودًا فارِغَة، أو توصيفًا وتشخيصًا دونَ استِنباطِ حلولٍ ناجِعَةٍ ودائِمةِ الفَعالِيَّة. إنَّ العَمَل في المدرسةِ الكاثوليكيَّةِ هُوَ رسالةٌ كنسيَّة بامتياز لا تُحقِّقُ مبتغَاهَا إلاّ في ديناميّةٍ سينودُسِيَّةٍ يسير فيها معًا، وبالتّضامُنِ والتّكافُلِ مع الدّولةِ اللبنانيّة، كلُّ المعنيّين من إداراتٍ، وهيئاتٍ تعليميّةٍ، وأهلٍ، وأولياءِ أمرٍ، وتلامذةٍ من كلِّ الأعمارِ والمستوياتِ تِبعًا لحاجاتِهم على أنواعِها." واساتكمالاً لكلمة الأمين العام، وَفِي السِّياقِ نَفسِهِ، وعَلَى ضَوءِ المِيثاقِ التَّربويِّ العالميِّ الذي أعلنَهُ مؤخَّرًا قداسةُ البابا فرنسيس."

وفي ختام كلمته اعتبر رحمه في رؤية تفاؤلية استشرافيّة لا تخلو من نقد للواقع المزري، أنّه "في الغد، عندَمَا يُعيدُ أبناؤُنَا وبناتُنا بناءَ الدّولةِ بحسبِ معاييرِ بناءِ الدُّوَل ستَتَبَنَّى دولتُنا اللبنانيّةُ العَتيدَةُ يومَذاكَ كلفةَ التّعلِيمِ والطَّبابَةِ والتّقاعُدِ من مدخولِ الضّرائبِ، خِلافًا لـِمَا هُوَ الحالُ عليهِ الآن في دولَتِنا الـمُتَهاوِية حيثُ تملأُ الأموالُ العامّةُ جيوبَ الـمَسؤُولينَ على اختلافِ أنواعِهم ومستويَاتِهم وتتراكَمُ في حساباتِهِمْ الخاصّة في الدّاخِل والخارِج، تارِكينَ عامَّةَ الشَّعبِ تَئِنُّ من الجوعِ والعَوَز."

  • فرسالدي

وتلا المونسنيور جيوفاني بيكيري القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان كلمة الكردينال جوسيبي فرسالدي، حيث عبر فيها عن شكره الأمين العام لدعوته للمشاركة في أعمال المؤتمر الثامن العشرين وتضامنه الشخصي واهتمام الأب الأقدس وصلاته للبنان كي يتمكن جميع ابنائه ومختلف مكونات نسيجه الاجتماعي من إيجاد الحلول العادلة للمشاكل بما يلائم الجميع. ورأى أن "الكنيسة الكاثوليكية جمعاء بتوجيه من قداسة البابا فرنسيس، منكبة على التفكير في الدينامية المجمعية سواء على مستوى الإدارة الداخلية لمؤسساتها أو على مستوى عرض نشاطها الرسولي في العالم."

وبعد استعراض مقتضب لأهم النصوص والوثائق الكنسية ذات الصلة، خلص إلى أن "الترابط الوثيق بين مختلف مكونات الجماعة التربوية داخل المؤسسات التربويّة كفيل بأن يرسم ملامح حوكمة تشاركية من شأنها أن تقود المؤسسات التربوية الكنسية إلى تحقيق رسالتها."

  • كلمة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي
  • في افتتاح مؤتمر المدارس الكاثوليكيّة الثامن والعشرون ثانويّة مار الياس للراهبات الأنطونيّات
  • "الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الديناميّة الجماعيّة"

صاحب المعالي وزير التربية الوطنيّة، والتعليم العالي، ممثلا فخامة رئيس الجمهورية.

سيادة أخينا المطران حنّا رحمة رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة،

أصحاب السيادة المطارنة الأجلّاء، قدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات

حضرة الأب يوسف نصر، أمينها العام وأعضاء الأمانة العامّة،

حضرة السيّد Philippe DELORME الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في فرنسا،

الآباء والراهبات والمربّون المحترمون.

  1. يسعدني أن أفتتح معكم هذا المؤتمر باسم صاحب الغبطة البطريرك اليونان الحاضر معنا، وأصحاب الغبطة البطاركة والسيادة المطارنة والرؤساء والرئيسات العامين والإقليميّين أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. فيطيب لي أن أحيّيكم جميعًا، وأن أشكر كلّ المحاضرين والمشاركين والمشاركات.

لقد شئتم من خلال موضوع هذا المؤتمر أن تواكبوا الكنيسة الكاثوليكيّة في مسيرتها السينودسيّة، بما تعني من شركة ومشاركة ورسالة، من أجل حوكمة أفضل في مدارسنا الكاثوليكيّة.

  1. المدرسة الكاثوليكيّة، بحكم صفتها "كاثوليكيّة" تحمل بعدين: الأوّل، التزامها برسالة الكنيسة؛ والثاني، جامعيّتها أي إنفتاحها أمام الجميع، دونما تمييز. فهي، كما نقرأ في الإرشاد الرسوليّ "رجاء جديد للبنان"، مدعوّة لتكون مربّية الأشخاص والشعوب، ولتقديم تعليم نوعيّ ذي أسس علميّة وروحيّة وأخلاقيّة، تجعل منهم مسيحيّين ناشطين، وشهودًا للإنجيل، ومواطنين في بلادهم. ومن هذا المنطلق، تعرض الشؤون الزمنيّة، والنظرة إلى الإنسان والتاريخ، مستنيرة بالإنجيل، وشخص يسوع المسيح بما يمثّل من مثال أعلى في إنسانيّته (راجع الفقرة 106).
  2.  لكي تقوم المدرسة الكاثوليكيّة برسالتها، تحتاج إلى شركة بحيث يضع كلّ واحد من مكوّنات الأسرة التربويّة-إدارة، هيئة تعليميّة، أولياء التلامذة، الموظفون التربويّون، الطلاب، المجتمع، الدولة – ما عنده من نظرة ورأي ورؤية في القضايا التعليميّة والتربويّة المطروحة.

وحياة الشركة تعطي المدرسة الكاثوليكيّة وجه السينودسيّة التي تعني السير معًا، والإصغاء المتبادل، بحيث يعود لكلّ واحد أن يتعلّم شيئًا.

هذه الأعمدة الثلاثة، التي تبنى عليها المدرسة الكاثوليكيّة، هي وحدة متكاملة: شركة سينودسيّة رساليّة. وعلى أساسها يتمّ إصلاح الحوكمة التربويّة والإداريّة. وكم نتمنّى أن يسير في موازاتها إصلاح الحوكمة في المدرسة الرسميّة، من أجل ضمانة رفعة مستوى التعليم والثقافة في لبنان، المشهود له في العالم. فموهبة العلم عندنا هي ثروتنا الطبيعيّة.

إنّ إصلاح الحوكمة عبر الشركة السينودسيّة الرساليّة مدعوٌ ليتمّ من جهة في داخل كلّ مدرسة كاثوليكيّة، ومن جهة أخرى بين المدارس الكاثوليكيّة على مستويين: مستوى مجموعة المدارس التابعة للأبرشيّة أو للرهبانيّة الواحدة من خلال المكتب التربويّ فيها، ومستوى المدارس الكاثوليكيّة ككلّ من خلال أمانتها العامّة. وكذلك من جهة المدارس الرسمية من خلال وزارة التربية والتعليم العالي.

  1. وتقتضي الحوكمة التربويّة الجمع المتوازن بين التقليد والحداثة، مع السهر على ألّا يذوب التقليد في الحداثة، وألّا تهيمن الحداثة على التقليد. تهدف الحوكمة إلى غاية أساسيّة هي تكوين نوعيّة الإنسان المواطن بوسائل أربع:

اولا"، تربيته الشاملة روحيًّا وأخلاقيًّا وعلميًّا وولاءً لوطنه.

ثانيًا، تأمين التعليم النوعيّ له.

ثالثًا، توفير التعلّم للجميع لكونه ثروتنا الطبيعيّة.

رابعًا، الجودة الشاملة (راجع المجمع البطريركي المارونيّة والتربية: في التعليم العام والتقني، الفقرة 64).

  1. من هذا المنطلق، *تأتي ورشة "تحديث وتطوير المنهج التربويّ" التي أطلقها معالي وزير التربية والتعليم العالي القاضي عبّاس الحلبي في أوائل آب من العام الماضي 2021. وباشروا العمل بهذه الورشة في الشهر عينه في المركز التربويّ للبحوث والإنماء بمشاركة القطاع الخاص. وقد شاء الوزير مع القطاع الخاص بالتعاون مع خبراء علميّين وتربويّين، وهذا كان حديثنا منذ اربعة ايام، ان يكون هذا العمل بعيدًا عن التمثيل الحزبيّ والسياسيّ، لئلا يتعطّل تحقيق هذه الورشة، ولئلا تُفسد في جوهرها، إذا ما تحقّقت تحت هذا التمثيل*.

*فيكفينا أن النزاعات الحزبيّة والسياسيّة أفسدت الإدارة في الدولة، وعطلت القضاء وفكفكت أوصال الجمهوريّة. وآخر مظهر لهذا، التدخّل الحزبي والسياسي الهدّام نراه في عدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيّات لكي تمارس سلطتها الإجرائيّة، وفي فذلكات إدارة الشغور الرئاسيّ، وكأنّه أمر حاصل. والكلّ يناقض كلّيًّا الدستور، الموضوع جانبًا والمخالف يوميًّا، تأمينًا للمصالح الشخصيّة والفئويّة*.

*أنتم تدركون، يا معالي الوزير، خطورة هذا الأمر وصعوبة تجنّبه. لكن ثقوا مع معاونيكم أنّنا معكم في هذا السعي ومدارسنا الكاثوليكيّة واللجنة الأسقفيّة والأمانة العامّة تناضل معكم من أجل تحقيق مشروع "تحديث وتطوير المناهج التربويّة"، ونصب أعيننا جميعًا حماية نموّ الإنسان اللبنانيّ بكلّ أبعاده*.

6. إنّي، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، أتمنّى لهذا المؤتمر النجاح الكامل، تمجيدًا لله، وحمايةً للمدرسة الكاثوليكيّة وللمدرسة الرسمية، والتزامًا بخدمة الإنسان المواطن اللبنانيّ لتتحقق فيه كلمة القدّيس إيريناوس: "مجدُ الله الإنسان الحيّ".

  • الجلسة العامة

انعقدت هذه الجلسة حضورياً بعد حفل الافتتاح مباشرة وأدارتها البروفيسور نيكول صليبا شلهوب من جامعة الروح القدس الكسليك، 

  • حبيقه

في بداية مداخلته عبر الأب البروفيسور جورج حبيقه "النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية والرئيس الفخري لجامعة الروح القدس الكسليك" عن فرحه بالمشاركة في المؤتمر الثامن والعشرين للمدارس الكاثوليكية، مغتنماً المناسبة لشكر الأمين العام الأب نصر وسائر المنظمين على دعوته. وبعد تحليل ايتيمولوجي للأصل اللاتيني لفعل "ربّى" خلص إلى ابراز الطبيعة الدينامية والمعقدة والمرنة والتكيفية لهذا الفعل الذي يتطور في اتجاهين متميزين إنما متكاملين: من المربّي نحو المربّى ومن المربّى نحو المجتمع.

وبالانتقال إلى مقاربة مسألة عيش الدينامية المجمعية على مستوى لبنان والشرق لن يكون بالأمر اليسير، قال : "إن أساس الشخصية الاجتماعية قائم على الفردانية وهذا يتبدّى في جميع مفاصل الحياة من رياضية وسواها. وتماشياً مع نصائح الأب الأقدس لكي نكون مجمعيين، يتطلب منا الأمر لزاماً أن نخصص وقتاً للمشاركة والتبادل مدعوماً بالأصالة والشجاعة في إطار من الحرية والحقيقة والمحبة."

وبعد أن شرح الامتدادات العملية والتطبيقية لمعنى أن نكون "مجمعيين"، اعتبر أنّ المجمعية ضمن دينامية تربوية متطلبة متبدية في ثلاثية الشراكة والمشاركة والرسالة الكنسية والتربوية.

  • نوتشي

قبل البدء بمداخلته عبّر الأب اكزافيه نوتشي اليسوعي عن ادراكه العميق للصعوبات الجمّة التي تواجهها المدارس الكاثوليكية يومياً، ولفت إلى أنه ليس في موقع من يسدي النصائح ولا من يبدي رأياً فيما هو مطروح وكلامه سيكون بمثابة حوار من صديق إلى صديق.

تناول اكزافيه في حديثه قسمين:

قسماً أول، يطال الرهانات والتحديات التي على التعليم الكاثوليكي في لبنان أن يجيب عنها من خلال حوكمة متجددة،
وقسماً ثانياً، يعرض فيه تجربة شخصية لطريقة تطبيق هذا الأسلوب من الحوكمة الجديدة على سبيل الاستئناس.

  • في القسم الاول، أشار إلى ثلاث تحديات هي:

التحدي الأول: إعداد الشباب لتجديد هذا العالم: يكمن في اعداد الشبيبة لتتولى مهمة تجديد هذا العالم. هذا المعطى يؤسس ويبرّر فكرياً المقاربة المجمعية في التربية حيث الكل معني؛ وفي السياق عينه تغدو التربية النقطة المفصلية حيث يتخذ القرار فيما إذا كنا نحب العالم حباً كافياً لدرجة تحملنا مسؤوليته لا بل خلاصه من هذا الانهيار الذي سيبدو حتمياً بدون هذا التجدد وبدون اتاحة المجال لعنصر الشباب لاستلام زمام الأمور.

التحدي الثاني: الرجاء: في هذا الإطار يتساءل نوتشي هل نحن نؤمن ولا زلنا نرجو أن لله بشرى سارة يعلنها لهذا العالم الذي نحن فيه، هل نحن مستعدون للعمل في مشروعه الخلاصي؟ هذا لا يبدو واضحاً إذ في إشارة إلى استطلاع رأي أجري حديثاً في فرنسا عقب أزمة الكوفيد تبيّن أن نحو 62 % من الشريحة العمرية 18-24 عبّرت عن توارد فكرة الانتحار في خاطرها مؤخراً مقابل 34 % من مجمل السكان! فالرجاء إذا ليس حقيقة بديهية إنه يتطلب جهاداً علينا جميعاً أن نتشارك فيه.

التحدي الثالث: الحوكمة المتجددة: في هذا الإطار يعتبر أن أساليب الحوكمة الهرمية أثبتت فشلها الذريع على جميع الصعد العالمية والوطنية والمحلية. وعليه يغدو أكثر من ملحّ الدخول في أسلوب جديد في اشراك جميع المعنيين عبر رص الطاقات وجعل كل واحد مشاركاً في صنع المستقبل المشترك من حيث هو. وهذا يتطلب بطبيعة الحال الفهم والشجاعة والاقتناع، وإن لم نقم بهذا الارتداد الداخلي بالسرعة المطلوبة، سنكون جميعاً أمام حائط مسدود من هنا على مؤسساتنا جميعاً أن تتبنى نهجاً تشاركياً في الإدارة مبرزةً التواصل الإيجابي والرؤيا المشتركة والقدرة على التكيّف مع المتغيرات وخصوصاً التمييز الجماعي.

وإذا كانت هذه المقاربات الآنفة الذكر قد أثبتت فعاليتها في مؤسسات متنوعة وفي سياقات مختلفة فلا شيء يمنع من أن يتم تبنيها في لبنان وبشكل خاص على صعيد القطاع التربوي.

وكمثال عما سبق طرحه قدم الأب اكزافيه مثالاً واقعياً للدينامية المجمعية اختبره شخصياً في احدى ابرشيات فرنسا حيث طلب إليه الأسقف أن يكون مسؤولاً عن احياء مؤتمر لرؤساء المدارس الكاثوليكية في الأبرشية بهدف دراسة التطورات الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية لإحدى أكثر المناطق فقراً شمال باريس.

وبعد سرد المراحل الست للمسيرة المجمعية المطبقة في هذه الأبرشية خلص إلى إعادة تأكيد قناعته الأولى بأنه ثمة حاجة ضرورية وملحة إلى حوكمة جديدة مع إن الأمر مكلف من حيث الوقت والموارد إلا أن هذا النوع من الحوكمة المتجددة التشاركية تجعل من كل واحد شريكاً وفاعلاً في تحقيق الهدف المشترك وتتيح بالفعل عينه تزخيم الشجاعة والابتكار اللازمين في سبيل خدمة الجميع."

 الختام

في الختام، تولت الأخت نوال عقيقي منسقة أعمال المؤتمر شرح مضمون وآليات ورش العمل المقرر تنفيذها في 6 مناطق جغرافية متوزعة على كامل الأراضي اللبنانية، وذلك استكمالاً للتفكير المشترك وتطبيقاً للدينامية المجمعية في بعدها العملي. 

 

  • بهية الحريري خلال إطلاق  العام الدراسي في ثانوية رفيق الحريري:  نريد جيلاً منتمياً للبنان منفتحاً على قضاياه

وطنية - صيدا -  أطلقت ثانوية رفيق الحريري في صيدا العام الدراسي الجديد، برعاية رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة  بهية الحريري ، وذلك خلال لقاء لأسرة الثانوية جرى خلاله التداول في التحضيرات للسنة الدراسية الجديدة والتحديات التي تواجه انطلاقتها.

بداية، تحدثت  المديرة الجديدة للثانوية نادين زيدان واكدت  "العمل مع جميع الإداريين والمعلمين والعاملين من اجل متابعة مسيرة الثانوية كفريق عمل واحد تحقيقاً لشعار المؤسسة مستقبل لبنان الاستثمار في الانسان".

ثم تحدثت  الحريري ورحبت بالمديرة الجديدة زيدان متمنية لها التوفيق، وشكرت جهود المديرتين السابقتين رندة درزي الزين وهبة أبو علفا وهبي متمنية لهما دوام الصحة والعطاء . وقالت:"على أبواب عام دراسي جديد ، دائماً تعودنا وفي مدرسة رفيق الحريري ان نفتح آفاقاً جديدة للأجيال ، ففي أحلك الظروف مؤسسة الحريري كانت مدرسة منح الأمل لجميع اللبنانيين ، وما احوجنا الى هذه المدرسة في أيامنا هذه. واستثمارنا في الإنسان لم يأت من فراغ لأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يعتبر ان أهمية لبنان هي في رأسماله البشري ".

وأضافت:"نسأل الله ان تكون سنة دراسية منتجة وواعدة ، وان نستطيع خلالها استيعاب ومواكبة المتغيرات والتحولات التي استجدت خلال العامين الأخيرين بسبب الأزمات المحلية والعالمية ، فالطاب الذي تركتموه منذ 3 اعوام ليس نفسه، والطالب الآتي اليكم ليس هو من تتوقعونه"، لافتة الى ان "بعض هذه المتغيرات بات يفرض الخروج من التعليم التقليدي او النمطي ، وثانوية رفيق الحريري منذ تأسيسها لا تعتمد التعليم النمطي، لكن اليوم بات علينا أن نذهب أكثر الى محاولة اكتشاف المهارات او الابداعات المهنية او الرياضية او العلمية او حتى الفنية لدى الطلاب. ونحن مع كل جهد يصب في موضوع الابتكار واكتشاف الذات من قبلنا ومن قبل الطلاب، وطبعا الأهالي لهم دور اساسي وكبير وهم شركاء معنا" .

وتابعت:"خلال هذه الفترة كان هناك رصد لـ 8 مؤتمرات دولية لها علاقة بكيفية التعامل مع الأزمات التي يعاني منها عالمنا اليوم ، وتناولت هذه المؤتمرات المواضيع نفيها،  الصحة والأوبئة والتعليم والتنمية الاقتصادية والتكنولوجيا والطاقة البدلية والبيئة وتغير المناخ والأمن السيبراني، ونحن جزء من هذا العالم ، الذي اصبح مفتوحاً امام الجيل الجديد وهو قادر على اكتشافه اكثر والبحث بأي موضوع يطرح، وبالتالي المطلوب ان يكون هذا الجيل ايضاً منفتحاً أكثر على قضاياه منتمياً أكثر لمحيطه ومتجذراً أكثر في أرضه ". 

ورحبت بالأساتذة الجدد الذين انضموا الى أسرة الثانوية وتمنت لهم "عاماً دراسياً مكللاً بالاستقرار والإنتاج"، وقالت:"ندرك جيداً أن هناك تحولات وتغيرات ونظام مخاطر في التعليم، ونحن نضع في أولويات عملنا كل ما يحفظ كرامتكم . مؤسسة الحريري قامت لأجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتربوية والصحية ، وهذه العناوين ستبقى في صلب اهتمامات  وأهداف المؤسسة للمرحلة المقبلة. وكل عام وأنتم بخير ".

وختاما ، تخلل اللقاء عرض حول رؤية المدرسة ورسالتها وخطة عملها.

 

  • برتونشللو زار مقر مؤسسات الصدر في صور ضمن تمتين العلاقات مع اليونيفيل

وطنية - صور - زار قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال الإيطالي جوزيبي برتونشللو المقر الرئيسي لمؤسسات الإمام الصدر الاجتماعية في صور، ضمن إطار اللقاءات التي تهدف الى تمتين العلاقة بين اليونيفيل والسلطات المحلية والمؤسسات التربوية والرعائية والخيرية والى زيادة التعاون المثمر في ما بينهما.

وكان في استقبال برتونشللو والوفد المرافق رئيسة المؤسسة الدكتورة رباب الصدر شرف الدين والمدير العام الدكتور نجاد شرف الدين واعضاء المؤسسة.

ونوهت الصدر بدور الكتيبة الإيطالية، مشددة على "أهمية النشاطات الإنسانية والاجتماعية والمشاريع الخدماتية لفائدة أهالي الجنوب، إضافة إلى الدعم الكبير للمؤسسات الرعائية وللطلاب والأجيال الناشئة في سبيل تحصيل علمهم".

وقدمت لمحة موجزة عن مؤسسات الإمام الصدر كونها جمعية خيرية، انسانية، اجتماعية تعنى بشؤون الأيتام والمحتاجين في جميع المناطق اللبنانية ولا سيما في منطقة الجنوب.

بدوره، ثمن برتونشللو جهود الصدر والطاقم الإداري التي "يبذلونها في سبيل رعاية الأطفال والأيتام منهم، والجهود الجبارة للتحصيل العلمي للطلاب والدعم الكبير لهم في شتى المحافل التربوية وخصوصاً الرعاية الشاملة".

 

مختلف

  • مختلف:

 

  • القرطاسية المدرسية نار... والأهالي: "طفح الكيل"

جنى غلاييني ــ لبنان الكبير ــ لا يزال وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي مصمماً على قرار بدء العام الدراسي الجديد 2022، ما يعني وضع الأهالي وأولياء الأمور في ورطة اقتصادية كبيرة، اذ يتساءلون عن كيفية تأمين الكتب المدرسية ومدى قدرتهم على دفع أسعارها الجنونية التي "تقرّش" حسب سعر الدولار مقابل الانخفاض الكبير في قيمة الليرة اللبنانية، خصوصاً أن الكثيرين منهم لديهم أكثر من طفل واحد في المدرسة.

وبعدما كانت القرطاسية في متناول الجميع ولم يكن أحد يحسب لها حساباً بسبب أسعارها التي كانت تعتبر مقبولة، باتت اليوم تشكل العبء الأكبر من التكاليف المدرسية، بعدما تضاعفت أسعارها بصورة مخيفة بحجة ارتفاع الدولار، ما يدفع الأهالي إلى التقشف، وهو ما تفعله سارة العلي الأم لطفلين تهيئهما للعودة الى المدرسة في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تمر على البلاد، وبحسب ما تؤكد لـ "لبنان الكبير" أنها مجبرة على دفع "يلي فوقها ويلي تحتها" فقط لكي لا يشعر الأولاد بنقص في اللوازم المدرسية لاسيما أنهما في مدرسة خاصّة، فعلى الرغم من الارتفاع الجنوني للأقساط واضطرارها الى تسجيلهما في هذه المدرسة، ترى أنّها أمام نفق جديد من التكاليف اللامتناهية من حيت تأمين الزي المدرسي والكتب. وتقول متفاجئةً: "أيعقل أن يبلغ ثمن كتاب مليون ليرة لطالب في الصف الرابع؟".

معظم الأهالي مذهولون بالأسعار الجديدة للمستلزمات المدرسية وما شهدته من ارتفاع كبير، يثقل كاهلهم ويزيد الأعباء الحالية من ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية إضافة إلى المحروقات التي أشعلت جيوب المواطنين وجعلتها تتبخّر، حتى بات لسان حالهم يقول: "خلص طفح الكيل".

"قلم واحد لست قادرة على شرائه" حسبما تقول آلاء شبلي التي لا تزال متردّدة في نقل أطفالها الثلاثة من المدرسة الخاصة إلى المدرسة الرسمية، وفي حال أبقتهم في مدرستهم فلن تكون قادرة على شراء قرطاسيتهم المدرسية أو حتى تأمين كتبهم، التي تسعى الى أخذها مستعملة من أهالي التلاميذ القدامى. أمّا في حال تسجيلهم في مدرسة رسمية فتخشى أن يجلسوا في البيت لكثرة الإضرابات وفي النهاية "يطلعوا من المولد بلا حمص".

وتقف التلميذة مريم صالح أمام رفوف الدفاتر في احدى المكتبات في بيروت وهي مصدومة من الأرقام التي تقرأها، إذ لا ترى إلّا أصفاراً تتزايد كلّما زادت الأوراق أكثر في الدفاتر، وتقول: "دفتر 7 مواضيع بـ600 ألف ليرة! وبالطبع هذا السعر مع تخفيض، فأنا خرجت من منزلي ومعي مليون و500 ألف مصروف لوازمي المدرسية فلم أستطع شراء إلّا 5 أغراض، في حين أنّ أبي يمر بضائقة مادية فكيف سأطلب منه المزيد من المال؟ أشكر الله أنّني في مدرسة رسمية لا أحتاج فيها الى شراء كتب جديدة، اذ يقوم الطلاب القدامى باعطائنا كتبهم ليستفيد الطلاب الجدد منها".

وفي جولة على بعض المكتبات في بيروت لاحظنا أنها تكاد تكون خالية من الزبائن، ويعبّر صاحب إحدى المكتبات عن ذلك بقوله: "إنّ حركة الزبائن اليومية تعتبر خجولة، وبالكاد يشترون ما يريدون كل ما يلزمهم، وهذا حالي أنا أيضاً بحيث لم أستطع شراء كميات كبيرة من المستلزمات الدراسية كما في كل عام، وبت أؤمّن أي كتاب على الطلب بسبب الأسعار الخيالية التي تضعها دور النشر، وفي الحقيقة لا ألوم الناس على حالهم، اذ أصبح الزبون يفاوضني على سعر قلم الرصاص!".

وفي حديث مع مديرة إحدى المدارس الرسمية التي رفضت ذكر اسمها واسم المدرسة، تشرح الوضع الحالي قائلة: "على الرغم من معرفة الأهالي بإضراب أساتذة التعليم الرسمي الذي لا تزال تدور حول مصيره علامات استفهام وضبابية، إلّا أنّ عدداً كبيراً من تلاميذ المدارس الخاصة نزح إلى الرسمي تفادياً لوقوع الأهالي ضحية الأعباء المعيشية المخيفة، وكل مدرسة رسمية تعمل على تبديل الكتب بين تلاميذها. ولكن أصبح الأهالي يتساءلون عمّا إذا كان هناك تبديل في الزي المدرسي أو أي مساعدات دولية من قرطاسية ودفاتر وأقلام! فكيف سنستطيع بدء العام الدراسي واللبنانيون غارقون في همومهم المعيشية؟. نتمنى ألا يكون هذا العام أسوأ عام دراسي!".

 

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:40
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:25
المغرب
18:07
العشاء
18:58