X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقاومتنا :: الإستشهادي صلاح غندور.. أمل النصر الآتي

img

"... إنني إن شاء الله بعد قليل من هذه الكلمات سوف ألقى الله معتزا مفتخرا، منتقما لديني ولجميع الشهداء الذين سبقوني على هذا الطريق... اخواني المجاهدين، فليكن بمعلومكم علم اليقين أننا إن شاء الله بكل تأكيد منتصرون، وهذا لا شك فيه ما دمنا نعمل لله ونعرق لله ونستشهد لله، فإن الله لا شك منجز وعده وناصر عبده وإنه لا شك معز المؤمنين ومذل الكافرين، وهذا على أيديكم يا أبطال المقاومة الإسلامية"...

بهذه الكلمات خط الشهيد الاستشهادي صلاح غندور آخر وصاياه قبل توجهه لتنفيذ عمليته الاستشهادية المدوية والهامة في مثل هذه الايام من عام 1995 ضد قافلة لجيش العدو الاسرائيلي في منطقة "صف الهوا" القريبة من مدينة بنت جبيل الجنوبية المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة.

وفي بعض تفاصيل العملية ان الاستشهادي البطل الحاج "ملاك" اقتحم قافلتين صهيونيتين عند الساعة 2.24 من عصر يوم الثلاثاء الواقع فيه 25-4-9519 في بلدة بنت جبيل لدى إلتقاء القافلتين، اللتين كانت احداهما قد دخلت من فلسطين المحتلة المنطقة الحدودية لتحل مكان القافلة الثانية التي كانت على وشك المغادرة، وذلك عند مدخل مقر ما كان يسمى مركز الـ17 في "صف الهوا" الذي يضم مبنى قيادة عمليات اللواء الغربي ومبنى الادارة المدنية ومبنى قيادة المخابرات التابع لجيش العدو الاسرائيلي، وقد ادى ذلك الى تدمير جزئي لمبنى الادارة المدنية واصابة مبنى اللواء الغربي بأضرار جسيمة وتدمير خمس آليات، ذابت اثنتان منها كليا بفعل قوة الانفجار الهائلة وتناثر عدد كبير من جثث جنود العدو في دائرة الانفجار، وقد سمع دوي الانفجار على مسافات شاسعة في المنطقة المحتلة وفي المناطق المحررة المواجهة لها.

ويومها وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجه نداء حيا فيه روح الشهيد صلاح غندور وأطلق التحايا لكل مجاهدي المقاومة والشعب الابي الشريف في الجنوب والبقاع الغربي وكل شعب لبنان وفلسطين المحتلة، ولفت السيد نصر الله يومها الى ان لعملية الاستشهادي صلاح غندور تأثيرات كبيرة على الحرب مع العدو وقد اكتسبت اهميتها من مجموع اسباب وعوامل لخصها سماحته بالآتي:

1.    طبيعة الهدف الذي استهدته العملية وهو مركز تاريخي لقيادة قوات الاحتلال العسكرية والمخابراتية ومركز الادارة المدنية وهو معروف بمركز الـ 17 وما له من تاريخ اجرامي، بالاضافة الى ان العملية استهدفت قافلة عسكرية آتية مباشرة من فلسطين المحتلة.

2.    مكان العملية، في عمق المنطقة المحتلة وعلى مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة.

3.    الاسلوب الاستشهادي للعملية، بما له من أثر معنوي على الحرب مع العدو.

4.    حجم الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي لحقت بقوات العدو الصهيوني.

 


وبالتأكيد ان للعمليات الاستشهادية كعملية الشهيد صلاح غندور أهميتها النوعية في ضرب العدو بالصميم سواء على الصعيد الأمني والاستخبارتي أو حتى الصعيد العسكري وحجم الخسائر التي تحدثها هكذا عمليات في مناطق كمنطقة "صف الهوا" بالاضافة الى الانجاز المعنوي والاعلامي في الحرب النفسية التي طالما اعتمد عليها العدو في حروبه ضد العرب منذ احتلاله لفلسطين، حيث كانت المقاومة تسجل التفوق على العدو بكل جوانب الحرب.

 

ميزات الاستشهاديين

يذكر رفيق عدد من الاستشهاديين في حديث لموقع "المنار" الالكتروني ان "هؤلاء الاشخاص كانوا قمة في العطاء من خلال عملهم الجهادي فكانوا دائما في طليعة المجاهدين ايام اشتداد المعارك من دون ان يهابوا الموت او الرصاص"، ويلفت الى ان "هؤلاء كانوا يتوهجون بالاندفاع والشجاعة فكانوا بإقدامهم يرفعون معنويات المجاهدين".

 ويؤكد ان "هؤلاء الشهداء كانوا مميزين في يوميات حياتهم في مآكلهم ومشربهم وسلوكهم وطريقة تعاطيهم مع الناس والرفاق والأهل وكانوا "خفيفي الظل" في مزحهم وتعاملهم"، لافتا الى انهم "وبدون مبالغة كانوا في وداعهم يودعون دائما وكأنه الوداع الاخير"، "حين ودع احد الشهداء للمرة الاخيرة وهو يعلم انه راحل الى الاستشهاد فحمله سلاما الى رسول الله محمد (ص) وآل بيته (ع) وعدد من الشهداء الرفاق الذين رحلوا على هذا الطريق"، مشيرا الى ان "هذا الشهيد سرعان ما وافاه في منامه حيث اطلعه على حياة الجميلة التي يعيشها الى جنب الشهداء".

 الاستشهادي غندور: تربية النفس وصولاً الى اعلى قمة التضحية

ولكن كيف نستذكر عملية الشهيد ملاك بعد 19 سنة على حصولها وقد أثمرت مع كل عمليات المقاومين وتضحيات المجاهدين اندحارا للعدو بعد خمس سنوات من حصولها، فيما اضحت المقاومة اقوى واصلب ما انتج النصر الالهي في تموز 2006، وكيف يعيش ابناء المقاومة الاسلامية وجمهورها بركات هذه العملية وبركات الشهداء؟ وكيف كان يعيش الحاج ملاك تفاصيل حياته قبل اقدامه على تنفيذ عمليته الاستشهادية؟

حول كل ذلك توجهنا بالسؤال الى الشيخ غالب حلاّل الذي قال إنه "من الطبيعي عندما تطل ذكرى عملية الاستشهادي صلاح غندور (ملاك) نستشعر ونستذكر بعمق روحية الشهادة والمقاومة ولمسات سيد شهداء المقاومة الاسلامية الشهيد السيد عباس الموسوي الذي له اثر كبير في هذا المجال"، وأضاف ان "شهادة الشهداء أعطت الكرامة والعزة للجنوب وكل الوطن وتعتبر من أهم محطات تاريخ الجنوب والبقاع الغربي".

وأشار الشيخ حلال الى انه "عندما يسقط الشهيد يتساءل الناس عن كيفية وصول الشهيد الى هذه المرحلة وكيف استطاع ان يضحي بنفسه بطريقة استشهادية في سبيل الله والوطن"، واضاف ان "الشهيد بشكل عام وخصوصا الاستشهادي يعيش في حياته ثقافة ايمانية جهادية يتقدم فيها الايمان على الجهاد الايمان بالله على حب اهل البيت(ع)"، واعتبر انه "من دون هذه الثقافة لا يمكن ان يصل الانسان الى مرتبة الشهادة"، واضاف ان "هذا الامر متجذر في نفوس وعقول المجاهدين".

ولفت الشيخ حلال الى ان "دماء الشهداء وخصوصا الاستشهاديين كالشهيد ملاك اثّرت في نفوس الشباب الصاعد الذي بات يتردد الى المسجد ويقيم الواجبات الدينية في وقتها وهي التي تجعله ينطلق الى الله بأعمال عدة منها العمل الاستشهادي"، واكد ان "العمل  الاستشهادي ليس عملا انفعاليا يقوم به الانسان في لحظة حماسة او تأثر وانما هو عمل له إعداد معين يبدأ بالتربية المميزة التي يعيشها الاستشهادي ويتبعها بعد ذلك بنوع خاص من الاعداد التربوي والديني والروحي".

واشار حلال الى ان "الشهيد صلاح انفرد الى العبادة قبل الاعداد الاخير لتنفيذ العملية في أحد قرى الجنوب تخلل هذه الفترة قيامه بالعبادات التي تجعله يتقرب الى الله اكثر وخصوصا انه كان يصوم بشكل دائم كثير الذكر لله خلال هذه الفترة"، واضاف ان "الاستشهادي يملك قدرة كبيرة على الصبر والقوة على التحمل وهو يعوّد نفسه بتربيتها من خلال الصوم مثلا في اوقات الحر وتهذيب نفسه على عدم الكلام والتزامه بالواجبات الدينية بأوقاتها وتنفيذها بشكل دقيق".

ولفت الشيخ حلال الى ان "الاستشهادي له مرتبة عالية من الناحية الاخلاقية وهناك آداب معينة لا تكون عند كل الناس وليس عند كل الشهداء حتى"، وتابع ان "الشهيد كي يستطيع ان يكون لديه القوة الايمانية التي لا تجعله يرى احدا سوى الله وهو ينفذ عمليته ويرى ان روحه لا يمكن لشيء ان يكفيها ويريدها ان تصعد الى الطيف الاوسع وذلك بالعملية الاستشهادية ليلاقي ربه".

واوضح الشيخ حلال أن "هناك طريقا محدداً حتى يصبح المجاهد على لائحة الاستشهاديين بأن يكون على درجة عالية من الايمان والاخلاق والالتزام أما الاسم فيكون محدد بأمر من القائد العسكري للمقاومة وهو سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله"، ولفت الى ان "الولي الفقيه دائما وأيا تكن طرق المواجهة ومهما اختلفت اشكال الحرب مع العدو هو الذي يقرر المرحلة والظرف الذي يتطلب فيه الدفاع عن الاسلام فيقرر على هذا الأساس وجوب تنفيذ عملية استشهادية من عدمه".

 

 

هذه الوجدانية المميزة والروحانية العالية التي تحدثها عنها الشيخ غالب حلال تجعلنا نفهم معنى كلام السيد نصر الله في ذكرى اسبوع الشهيد صلاح غندور حيث قال "حدّثهم يا صلاح عن القلوب الوالهة التي تتأوه ليل نهار شوقا الى اللقاء وحنينا الى عالمهم. حدثهم يا صلاح عن الأرواح المولعة التي تتجلجل في أنحاء الجسد السجن يعذبها أسر الدنيا ويفرحها الاذن، الاذن بالخروج من لائحة الاستشهاديين المكتوبة بالحبر الى عالم الاستشهاديين المصنوع بالدم، قل لهم يا صلاح ان الأمل كبير وكبير جدا وان النصر الذي حلموا به هم نراه نحن مقبلا وآتيا لا محالة بك انت بمن مضى قبلك وباللاحقين بك .. وان غدا لناظره قريب".

 

ذو الفقار ضاهر/موقع المنار


تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:39
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:26
المغرب
18:08
العشاء
18:59