X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقاومتنا :: نــراكم ملء الأرض ورداً..

img


نــراك ملء الأرض ورداً

عاش جهاد في كنف أبيه. لم يكن ابناً عادياً. نهل من نبع والده الكتوم المتواري، واقتبس من معارفه في العسكر والحياة.

مرَّنه الحاج رضوان على أمور عدة، أتقنها سريعاً، في السياسة والعسكر والثقافة والعلوم، والفنون أيضاً. مطّلع في كافة الأمور، مختصّ ببعضها، وملمّ بأخرى.

«لازم» عدوّه. كتبٌ في السياسة الإسرائيلية، والتقسيمات الديموغرافية بين اليسار واليمين والفلاشا والأشكيناز. أحب مسرحيات زياد الرحباني وأنصت لرسائلها. في عاشوراء، وقبلها وبعدها، كان مواظباً على لطميات باسم الكربلائي. يفضل هذه على البقية.

 


أتقن العربية والإنكليزية والفارسية. تخرّج من مدرسة في محرابها: سجادة صلاة، وسبحة وتربة، ويلامس أرضها سلاح لازم كتفه دوماً.

في الجانب المدني من حياته، الناجحة بهدوء وبلا استعراض، وظّف معارفه المبكرة في الاتجاه الصحيح. تشهد على ذلك مسؤولية التعبئة التربوية في الجامعة الأميركية اللبنانية، واختصاصه: إدارة الأعمال الدولية.

يا جهاد، هل اختبأت في ظلك الأول بدايةً، ثم انقلبت الآية؟ هل هو النجاح المزدوج في الميدانين: المدني والعسكري؟ كنت تقود رحلة للطلاب إلى قرى الجنوب، بنجاحٍ يشبه ما سمعناه عن قيادتك مهمات عسكريةٍ. مهمات كشفت نبوغك العسكري المبكر. ليس وجهك فقط وجرأتك ما دعانا لرؤية عماد مغنية في شخصك. كنت، كأبيك، سابقاً لزمانك.

 


كثرت عنك الشائعات، غير مرة، بخصوص مهماتك، ومنها تعيينك مسؤولاً عن العمليات في منطقة الجولان المحتل، وغيرها من المسؤوليات. كلها معاً!

لِمَ لم تعبأ بتحذيرات صديقك الأخيرة، من أن اللغط الإعلامي حولك وضعك داخل دائرة التهديد؟ ألم تعبأ بالموت؟ «انشالله بعبوة أحلى ما موت برصاصة»، كان جوابك حازماً، وأن أشرف الموت قتل الشهادة. صاروخ شبيه بعبوة، حقق حلمك الغيبي الجميل.

حياتك حلم وأمنية، أكثرت فيها أخيراً الكلام عن الشهادة، محاولاً أن تكمل بعضاً من مهمات أبيك في أرض استشهد فوقها أيضاً. ذهبت غير آبه، بنصائح عدم الاقتراب من الموت، لكن أصررت، كأبيك أيضاً، على المواجهة في ميادين المقاومة على كثرتها.

في جفنك آثار ليل طويل من التعب. هل خشيت ألا ترحل معه؟ قبل صعود روحك الى الرفيق الأعلى، كانت الابتسامة تزين وجهك، ودموع الرضى تترقرق في مآقيك. هل ربَّت الله أوجاعك حين فقدت والدك الشهيد، بإيصالك اليه سريعاً، قرب عمَّيك؟ هل نذرتك والدتك، وقلبها بيد الله، إليه؟

 

هل بيتكم بيت العناء؟ أقتبس من لطمية باسم المفضلة إليك «يا ألم السنين» وأسألك: «هل قضى يعقوب فرض البكاء»؟

يُحفظ عنك دوام وجه لا تفارقه البسمة. ما الذي رأيته لمرة أخيرة حين رميت ببصرك أقصى السماء، وبقي ماثلاً في عينيك الساهمتين، قبل أن يموت فيهما الضوء؟ والدك؟ هل تناولك بكفه وسجّاك بالمسك والرياحين ورفعك على سرر موضونة؟ هل استمهلت الموت لتبتسم له؟

لِمَ لم تبق يوماً او بضع يوم لتجيبنا، حين يستودعنا الألم، على أسئلته المكتومة.

عُمت على دمك لتصل الى ضفاف الشهادة، والان تعالج وردتك، تحت سماء تظلل روحك العابرة بين الأحزان، فوق أرض مفروشة بالحرية. وهي كذلك، لأنك وإخوانك تذوبون فيها وتحرسها روحكم من السماء السابعة، من منزلة الشهداء.

عرفت قسمتك ومآلك قبل حدوثه. هل أتكلم عن المرة الأخيرة التي رأيتك فيها، ليلة العاشر من محرم، تضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات الأمنية قرب ملعب الراية؟ سامحني يا جهاد، لم أكن أعرف أني أضعف من أمد يدي لمصافحة أخيرة.

أمس، في اجتماع رفاقك معك، دونك، سألني صديقك، المرابط الآن في سوريا، وعيناه على فلسطين: لماذا بكّر جهاد بالرحيل؟ ما زالت في وجوهنا ضحكات لم نضحكها بعد. لقد زرع لك وردة لتسقيها. يراك، ونراك، ملء القلب حباً. نراك ملء الأرض ورداً. من يسقي الوردة بعدك يا جهاد؟

هــادي أحمد

جــريدة الأخبـار

 

 

كاظم.. ملاك العرفان شهيداً في الجولان

 

أخبرنا عن القدس التي زرتها، عن جنين التي عرفتها، عن رام الله والخليل.. أخبرنا عن صافي والرفيع والريحان وسجد، عن التحرير ورفاقك الذين سبقوك.. أخبرنا عن اليتامى والفقراء الذين كفلتهم.. فما نامت عيناك حتى ينامون.. أخبرنا عن كل من أتى إليك بحاجة ولم يذهب خائباً.. أخبرنا عن كل شاب أخذت بيده نحو الهداية والصلاح.. عن سهراتك وجلساتك التي لا ملل فيها.. عن ابتسامتك التي ما فارقتك فكانت هي الفرج قبل أي فرج.. مشيت إلى الله بكل ما لديك.. فأحبك.. وها أنت بين يديه.. كن لنا شفيعاً.. وعدني أن أراك بعهد الأربعين..”، هذه كلمات الصديق الشهيد المجاهد محمد علي أبو الحسن (كاظم( التي بدأت فيها مقالة بعنوان "فوزي أيوب.. وحلم فلسطين!" نشرت في صحيفة "السفير" في أيار الماضي.

وإذا كان كاظم، الذي استشهد في العدوان الإسرائيلي الأخير على الجولان، سبيلاً إلى الحاج فوزي ورفيقاً عند زيارة ضريحه وعائلته فقد كان أيضاً دليلاً إلى دماء الشهداء وانكسار الإسرائيلي وانتصارات المقاومة عندما كان يلخّص قصص الشهداء ويفيض ببعض من عاطفة مع كل قصة.
في 13 حزيران الماضي كان لقاء في عين قانا، "أنوار الأرض للسماء"، في ذكرى ولادة الإمام المهدي، إطلاق مناطيد وإضاءة شموع في مشهد مقاوم آخر لبلدة خسرت الحاج فوزي منذ أقل من أربعين يوماً. واليوم، بات المنشغل بإشعال المناطيد وإطلاقها نوراً للأرض في السماء وشعاعاً يدل على الطريق الحق من دون لبس.

الشاب الهادئ والمتواضع، الذي لا يرد طلباً أو حاجةً، كما علّمه الحاج فوزي، غادر بصمت ليصدمنا جميعاً. "غرافيكا" اسمه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ارتقى شهيداً المقاومة؟  هذا الطيب البسيط الصادق يقضي بصاروخ وهو الذي كان يستمتع بمشاهدة القنابل المضيئة من على شرفة منزله الجنوبي، كما كتب على "فايسبوك" في 25 آب الماضي.

 


 

تغيّر الشاب الهادئ وندر كلامه، بعد استشهاد الحاج فوزي، أما أنا فكان يخبرني الكثير الكثير من القصص عن الحاج ويقول لي في النهاية "اعذريني طوشتك"، كمن كان يحملني أمانة لأني "متل اللي بقلب الانسان الجنوبي"، كما كان يقول دائماً، ويطلب مني أن أكمل مشروعاً كان قد بدأه من أجل الحاج ليرد بعضاً من جميله.

تغيّر الشاب بعد استشهاد معلمه، يمضي ساعات عند الضريح، أذكر تأثره ودموعه الصادقة، يهمس لي عن شاب فقد بصره جاء ليزور الحاج ويخبرني قصة جديدة عن يتامى تجمّعوا حول أب رحوم أرسلته السماء لهم فعاد إليها شهيداً.

"ما ردّ الله طلباً لك قط يا ملاك العرفان"، "سلامٌ على روحك التي نشتاق.. أيها العرفاني صاحب الكرامات يا ناسك الليل تحت السماء، يا قارئ أدعية السحر، يا مؤنس القلوب، يا سكينة أنفس اليتامى والفقراء والمساكين والمظلومين.. نشتاق صوتك ونظراتك وكلماتك وحكمتك.. لم أعتد غيابك بعد حتى أحيي ذكرك في الأربعين.. عسى ان يكون لنا لقاء يا كل القلب.."، "أشهد أن كل ما فييّ من خير هو منك"، يقصد بها كاظم الحاج فوزي، وكلنا بات يعلم أن هذه الدنيا باتت ثقيلة عليه وما كان يطلب سوى اللقاء.

كثيرة هي دروسه عن الظلم والإيمان والصلاة، عن العرفان والسبيل إليه، وعن التحمّل والصبر، فهو الذي كان يزورني في المستشفى يمضي ساعات يحدثني ويسليني كي لا أبقى وحيدة.

الشاب الذي شارك في إعداد أفلام وثائقية حول المقاومة بثتها قناة "الميادين" من بينها "الطبق البارد.. هدف بوزن العماد" و"التقسيم الناعم: سايكس بيكو 2"، الشاب الذي نظّم وشارك ودعم عدداً هائلاً من الأنشطة المقاومة، كان مرجعاً لي في الترجمة من العبرية والتصميم الغرافيكي. كان يملأ صفحته خلال كل عدوان على غزة بأخبار الإسرائيلي. يسخر من الإسرائيلي فينشر صورة لسقوط صاروخ في حديقة عامة ويكتب معلّقاً: "زوجك يحلم بباربيكيو على التراس؟ تل أبيب 15-7-2014".
في 10 كانون الثاني، كان آخر حوار بيننا، حدثته فيها عن رعبي من زيارة مقبرة تاريخية في روما فيما كانت روضة الشهيدين وضريح الشيخ راغب حرب والحاج فوزي وضريح صديقي الشهيد حمزة الحاج حسن مصدر سكينة وباعث قدر كبير من الحياة والحب.

كان قد وعدني، بأنه لدى عودتي من فرنسا سنزور البياضة وشمع. وفي آخر حديث قال: "نازل ع صور هلأ.. مش لحرقص فيكي بس هيك"، لأنه كان يعرف عشقي للجنوب وتفاصيله وقراه.. أجبته حينها: "نيال قلبك"، أما اليوم فارتقى إلى السماء شهيداً.. واليوم فقط يستحق أن أقول له "نيال قلبك".!

 

كـارمن جوخدار

جـريدة السفير

 

 

 

 

تعليقات الزوار


هكذا هم العظماء

هم شموع في الارض وانوار في السماء...اتوا الى الارض ليتعلموا العشق الالهي وانتهجوا سبيل كربلاء اقتدائا بسيد الاحرار الامام الحسين (ع) الذي اشعل بدمائه سراج الحق للامة.فجعلوا قضيتها شعلة اباء يستنيرون بها كلما ضاقت بهم الارض بجور ظالميها وعشقوا الارتحال الى رحاب الاعالي التي بشر بها الله الشهداء الرافضين لكل طاغوت...فلكل زمان \"يزيده\" ولكل طالب حق حسينا..ذاك حتى بزوغ شمس الحق الحارقة بظهور القائم المنتظر (عج) الموعود الذي اّنس ليالي حراستهم وعيوننا تنام بسلام مدركة ان في الروابي عبون ساهرة لا تنام تحمل في يدها سلاح وفي الاخرى دعاء الندبة تنشد الطالب بدم المقتول بكربلاء ليدركها فيملأ الارض عدلا بعدما ملأت جورا وعدوانا

2015-04-04 10:39:42
مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:40
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:25
المغرب
18:07
العشاء
18:58